قال هارون جنية أبو تيس، مفوض المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بجمهورية تشاد لدى مصر، أن الفتاوى المتطرفة ظهرت لديهم مع ظهور تنظيم بوكو حرام، غير أنهم في تشاد استطاعوا السيطرة عليها مبكراً، وحدث نوع من الاستقرار في بلادهم.
وأوضح أبوتيس، في تصريحات خاصة لـ”الغد”، أن التعايش السلمي في بلادهم ساعد في تجاوز أي خلافات أو أي فكر منحرف من شأنه أن يؤجج الفتنة في بلادهم بين المسلمين والمسيحيين، ومن ثم لم تستطع الجماعات المتشددة الولوج إليهم من هذا الباب.
وألمح إلى أن بلاده شاركت دول الجوار في الحرب علي الإرهاب، لاسيما دول مالي والنيجر ونيجيريا والكاميرون، واستطاعوا تحصين شبابهم من الانجراف في سيل بوكو حرام وغيرها ممن عانت منهم دول الجوار.
وشدد على أن حالة التعيش السلمي التي يعيشها الجميع في تشاد يمكن استثماره بشكل جيد في حل الكثير من مشكلات القاهرة السوداء.
مفوض الشؤون الإسلامية التشادي عبر في تصريحاته عن مدى نجاح العلاقات بين بلاده وبين الأزهر الشريف، معتبرا إياه المرجعية الدينية لهم وللمسلمين في العالم، مبينا صور التعاون في القوافل الطبية والمعاهد الأزهرية التي يتم تدشينها في تشاد برعاية الأزهر، موضحا أن هناك 3 معاهد أزهرية في تشاد تضم 3 ألاف طالب في من المرحلة الإبتدائية إلى المرحلة الثانوية، فضلا عن منح أخري يقدمها الأزهر لهم بواقع 30 منحه كل عام حتي وصل عدد طلاب تشاد 200 طالب مقيدون في جامعة الأزهر، و80 مبعوث أزهري يدرسون في معاهد الأزهر بتشاد.
وأشار إلى أن التيار الصوفي، وهو التيار السائد في تشاد، كان له دور في صد التيار المتشدد، مشيرا أن قلة التكنولوجيا في بلاده عملت على تحجيم انتشار هذه الأفكار المتشددة القادمة من داعش وغيرها، موضحا أن التكنولوجيا هي من لعبت الدور الأكبر في نشر أفكار داعش وغيرها.
وأوضح أن الشعب التشادي هو شعب متدين بطبعه، بالتدين الوسطي المعتدل، فلا يوجد تشادي يقدم على تفجير نفسه، حيث تربينا على ذلك وعلى ألا نستمع إلى فتاوي خارجية، حيث نعتقد بعقيدة أهل السنة والجماعة العقيدة الأشعرية وبالمذهب المالكي والطريقة التيجانية الصوفية، وهي الطريقة الوحيدة في تشاد ويصل عدد المنتسبين إليها إلى 60% من الشعب.
وعزا أبو تيس دخول هذه الأفكار المتشددة إلى بعض دول أفريقيا إلى حالة الفقر التي يدخل من خلالها، سواء داعش أو غيرها في أفريقيا، وهو ما تستغله داعش أو إيران في نشر المذهب الشيعي.
