مقال تحليلي: هل تنجح دول الخليج في استعادة الأسد من إيران؟

يتساءل الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، سامي كليب، هل يمكن لدول الخليج القبول ببقاء الرئيس الأسد؟ هناك أصلا بعض التباينات حول هذا الموضوع؟ ولكن بالرغم من كل الدماء، لم تُغلق الأبواب كليا مع دمشق، لا يزال بعض السفراء السوريين يعملون في الخليج، لا بل إن بعض الدول الخليجية، مثل الإمارات، حدّت كثيرا من نشاط المعارضة، ومنعت نشر أي أعلام مثلثة النجمة (التي رفعتها المعارضة)، دول أخرى تتواصل عبر قنوات مباشرة أو غير مباشرة.

ويرى كليب، في مقاله التحليلي المنشور اليوم، الإثنين، بصحيفة السفير اللبنانية، أن هناك توجها خليجيا لاستعادة الأسد من إيران، وهي رؤية خليجية لإطفاء الحرائق في المنطقة، وتحجيم الدور الإيراني في المنطقة.

نص المقال:

“لم يكن الرئيس بشار الأسد عدونا يوماً، لكنه ارتمى كثيراً في أحضان إيران، هذه مشكلتنا معه حتى من قبل الحرب. لا مشكلة للكثير من دولنا الخليجية مع بقائه إذا ابتعد عن طهران وأحدث تغييرات في السلطة لإشراك المعارضة”.. هكذا يتحدث مسؤول خليجي بعد 5 سنوات على الحرب المدمرة في سوريا.

إيران هي المشكلة الخليجية الأولى، لكن السعودية التي تقود حملة مواجهتها خليجياً وعربياً وإسلامياً، تطرح هي الأخرى علامات استفهام وقلق عند جيرانها الخليجيين حول وضعيها الداخلي والخارجي، تماماً كما أن ضبابية الانتخابات الأميركية، وعدم رغبة واشنطن في إنهاء الصراع السوري، كلها مؤشرات تزيد في سوداوية التحليل الخليجي للمنطقة.

زيارة الخليج هذه الأيام تكتسب أهمية خاصة. تبدو هذه المنطقة من الوطن العربي زاخرة بالحيوية والقلق. يشعر الخليجيون أنهم في ذروة التحدي مع إيران، لكن حرائق المنطقة وقيادة السعودية لمرحلة المواجهة تفرض على العقلاء بينهم قراءة متأنية للمصالح وسط تراجع اقتصادي وارتفاع لافت للأسعار. على مذبح هذه المصالح، كان استياؤهم الكبير من «التضحية» التي قدمها الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإيران على حساب الخليج. هم يتساءلون، حتى هذه اللحظة: ما هو المدى الذي وصلت إليه تلك  العلاقات الإيرانية الأميركية؟ هل تستمر مع تغيير الرئيس الأميركي؟ لماذا يزداد “التمدد” الإيراني في المنطقة منذ الاتفاق النووي؟ وهل صارت إيران «ضمن المنظومة الدولية للحلول» بعد أن كانت بنظر الغرب هي المشكلة؟

فما هو مختصر ما يسمعه زائر الخليج هذه الأيام، بالنسبة لسوريا؟

إذا استمرت الأوضاع على وتيرتها الدموية الحالية، فإن سوريا ذاهبة حتماً الى التقسيم. لا يمكن تسليم الشمال للحلف المناهض للأطلسي وتركيا والسعودية. هذا ما يفسر شراسة المعركة هناك. حلب هي الفيصل. على أساسها يمكن فهم التفاهم الأميركي الروسي. موسكو لا تؤيد حالياً المغامرات. تريد تفاهمات مع أوباما للحصول على الكثير منه قبل رحيله. ثمة معلومات خليجية تتحدث عن تصادم وصل إلى المستوى العسكري حصل بين القوات الروسية والقوات الإيرانية والسورية قبل أيام في الشمال بسبب خان طومان وغيرها.

الأمريكيون رفضوا منذ البداية البحث بأي حل جدي لسوريا. حين كنا نسألهم: ماذا ستفعلون بعد سقوط الأسد لو فرضنا أنكم ستنجحون بإسقاطه، لأننا كنا نخشى تمدد الإرهاب وتفكك الدولة؟ كانوا يقولون إنهم لا يخشون ذلك، ثم بعد فترة عادوا إلينا يقولون إننا كنا على حق. الآن هم لا يعرفون ولا يريدون تحديد كيفية الحل في سوريا ولعلهم صاروا أكثر رغبة في تقسيمها.

يقول مسؤولون خليجيون: إننا نرى أن التسلل الإيراني الى الجسد السوري يزداد. لدينا معلومات عن عمليات تشييع فعلية. السطوة العسكرية الإيرانية باتت كبيرة. حين ذهب اللواء علي المملوك الى السعودية في صيف العام الماضي، جرى تركيز كبير على رفضنا لهذا الغرق السوري في أتون إيران. هذا ما قلناه أيضاً لمسؤولين سوريين مروا من هنا.

بالرغم من كل الدماء، لم تُغلق الأبواب كلياً مع دمشق. لا يزال بعض السفراء السوريين يعملون في الخليج، لا بل إن بعض الدول الخليجية مثل الإمارات حدّت كثيراً من نشاط المعارضة ومنعت نشر أي أعلام مثلثة النجمة (التي رفعتها المعارضة). دول أخرى تتواصل عبر قنوات مباشرة أو غير مباشرة.

يمكن لدول الخليج القبول ببقاء الرئيس الأسد. هناك أصلاً بعض التباينات حول هذا الموضوع. وزير الخارجية السعودي مثلاً يردد أن لا حل بوجود الأسد وأنه لا بد من رحيله بالسياسة أو عبر عملية عسكرية. قطر لها رأي مماثل وهي حاليا خلف السعودية وتحاول موسكو تعديل رأيها، لكن دولاً أخرى مثل الكويت أو الإمارات أو سلطنة عمان لا ترى ضيراً في بقاء الأسد. لا بل إن بعض هذه الدول يعتبر أن إعادة الخطوط مع النظام السوري قد تساعد في تخفيف «الوطأة الإيرانية». يقول أنصار هذا التوجه إن بعض القيادات السورية عسكرية وسياسية تبدو هي الأخرى أكثر ميلاً للعلاقة مع روسيا من منطلق العلاقة من دولة الى دولة لكنها بحاجة الى الدعم الإيراني.

لا بد إذاً من إيجاد وسيلة للقول إن أي انفتاح على سوريا بحاجة الى موقف سوري حيال إيران. هذا صعب الآن ولكنه قد يصبح أسهل مع الوقت.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]