مقبرة «مأمن الله» التاريخية في القدس تتعرض لانتهاكاتٍ جديدة
كشفت أعمال تجريف وشق طرق وإمدادات خدماتية تقوم بها سلطات الاحتلال بالقرب من مقبرة “مأمن الله ” في مدينة القدس المحتلة ، عن ظهور رفات موتى مسلمين بقايا ” عظام ، جماجم ” في انتهاك جديدٍ وفاضحٍ لكل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية .
وقال أحد شهود العيان، أنهم شاهدوا رفات موتى مسلمين أثناء عمل بعض الطواقم في أعمال حفر في شارع “هليل” المحاذي للمقبرة، على بعد عدة أمتار من القبور المتبقية من مقبرة “مأمن الله”.
وقال المحامي أنور أبو لافي ، إنه خلال تواجده في المحكمة الشرعية بشارع يافا فوجئ بتجمهر مختصين بالحفريات من الدوائر الإسرائيلية، وكان حديثهم عن قبر ورفات وتوجه بدوره إلى المكان، ثم أبلغ الشيخ مصطفى أبو زهرة رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس، لمتابعة الأمر.
من جهته قال الحاج مصطفى أبو زهرة رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس :”أن وجود الجماجم والعظام في هذا المكان “شارع هليل” هو دليل واضح ويؤكد أن المكان هو امتداد لمقبرة مأمن الله التي يتم بها أعمال حفر وتجريف”.
وأكد أبو زهرة أنه يتابع مع الجهات المختصة من أجل إيقاف أعمال الحفر والتجريف التي تتم في الشارع المحاذي للمقبرة، حيث وجدت رفات للموتى، موضحاً أن ما يسمى متحف ” التسامح” بني على حوالي 400 قبر من قبور الموتى المسلمين والتي تعود لقرون ماضية.
وكانت مقبرة مأمن الله تعرضت خلال السنوات السابقة لجملة كبيرة من الانتهاكات والممارسات العنصرية التي مارستها سلطات الاحتلال وبلدية القدس المحتلة، بهدف تنفيذ مشاريع تهوديه (متحف التسامح) وشق طرق وغيرها من المنشآت اليهودية، نفذت خلالها تجريف مئات القبور وهدم أسوار المقبرة وخاصة وقف البناء فيما يمسى بـ(متحف التسامح) الذي ابتلع مساحة واسعة من المقبرة.
وتعد مقبرة مأمن الله من المقابر الإسلامية العريقة في مدينة القدس المحتلة، وتقدر مساحتها بحولي 200 دونم وتضم رفات واضرحة العديد من الصحابة والشهداء منذ الفتح الإسلامي للمدينة.
ومنذ احتلال مدينة القدس عام 48، بدأت سلطات الإحتلال بتنفيذ مخططات استيطانية كبيرة فيها لطمس معالمها التاريخية، عبر تنفيذ مشاريع تهوديه وحدائق وإقامة متاحف يهودية ضمن سياسة الاحتلال الواضحة والممنهجة بتغير الطابع الإسلامي والعربي للمدينة المقدسة.
