«مقتدى الصدر» الرقم الصعب في العراق.. يمد يده لـ«حراك تشرين» الشعبي

يبدو أن الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، لا يزال يشكل الرقم الصعب في المعادلة السياسية في العراق، ويواجه خصومه السياسيين بقوة نفوذ داخل الشارع العراقي، بعد أن اقتحم  أنصاره مبنى البرلمان العراقي، بعد يومين على ترشيح السياسي محمد السوداني لمنصب رئاسة الوزراء، في رسالة تحد واضحة  من داخل المنطقة الخضراء.

  • وترصد الدوائر السياسية في بغداد، الارتفاع المتزايد لأعداد المعتصمين المحتجين من التيار الصدري، في المنطقة الخضراء، وقد لحق بهم المئات من الشارع العراقي، مما دفع زعيم التيار ، مقتدى الصدر، للاتصال هاتفيا بعدد من ناشطي «حراك تشرين» لضمهم إلى اعتصام أنصار التيار في المنطقة الخضراء.

وذكرت مصادر عراقية، أن الناشطين بدورهم تواصلوا مع اللجنة السباعية الصدرية للتباحث بالأمر، فيما لا تزال الأطراف تتكتم على التفاصيل.. بحسب ما نقلته وكالة شفق نيوز المحلية عن المصدر الذي أكد، أن «الصدر قال خلال المكالمة الهاتفية التي استمرت لسبع دقائق، ان أبواب الحنانة (مقر إقامته في النجف) مفتوحة أمام الناشطين في اي وقت للحوار والنقاش وسبل محاسبة الفاسدين والقتلة وان كانوا من التيار الصدري».

توافق المطالب بين حراك تشرين والتيار الصدري

وكشف مصدر من التيار الصدري، أن هناك تنسيقاَ مسبقاَ بين اللجنة التنسيقية للاعتصام وعدد من الأشخاص الذين يمثلون الحراك الشعبي لـ«تظاهرات تشرين»، مؤكدا أن مطالب ممثلي تظاهرات تشرين مشروعة وأنها لا تختلف عن مطالب المعتصمين، الكل يريد محاسبة الفاسدين وقتلة المتظاهرين والشعب العراقي وإنهاء حكومة المحاصصة عبر إجراء الانتخابات المبكرة وتشكيل حكومة أغلبية وطنية تخدم الشعب العراقي».

  • وكان عدد من ناشطي «حراك تشرين» قد طالبوا في وقت سابق زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، بتقديم ضمانات لهم بعد التخلي عنهم شريطة انضمامهم لاعتصام التيار الصدري في المنطقة الخضراء.

ويؤكد مراقبون في بغداد، أن التنسيق بين «التيار الصدري» ومجموعات «حراك تشرين»، له تأثير كبير ونافذ على المشهد السياسي العام، ويعد «قوة تغيير» للواقع السياسي الراهن، ويحقق مطالب الشعب العراقي، حيث تتوافق رؤية كل منهما للتغيير الشامل مع مطالب الشارع العراقي.

حراك تشرين

يذكر أن تظاهرات تشرين العراقية أو الاحتجاجات العراقية أو ثورة تشرين ، هي تظاهرات اندلعت في الأول من شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2019 في بغداد وبقية محافظات جنوب العراق احتجاجاً على تردّي الأوضاع الاقتصادية للبلد، وانتشار الفساد المالي والإداري والبطالة. ووصلت مطالب المتظاهرين إلى إسقاط النظام الحاكم واستقالة حكومة عادل عبد المهدي، وتشكيل حكومة مؤقتة وإجراء انتخابات مبكرة. وندّد المتظاهرون أيضاً بالتدخل الإيراني في العراق وحرق العديد منهم العلم الإيراني.

وقد  واجهت القوات الأمنية هذه المظاهرات بعنف شديد، واستُهدِف المتظاهرين بالرصاص الحي، وبلغ عدد القتلى من المتظاهرين حوالي 740 شخصاً منذ بدء المظاهرات وأُصيب أكثر من 17 ألف بجروح خلال المظاهرات ومن بينهم 3 آلاف «إعاقة» جسدية، فضلاً على اعتقال العديد من المحتجين وأيضاً قطع شبكة الإنترنت، وتعتبر هذهِ الاضطرابات الأكثر فتكاً في العراق.

  • ويرى سياسيون ومثقفون عراقيون، أن الانتفاضة ساهمت في خلق متغيرات كثيرة على مستوى الوعي الاجتماعي، ومثلت انعطافة في وعي المجتمع العراقي ستؤسس لتغيير ملحوظ، ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على مستوى المجتمع وتفاعله مع القضايا الوطنية.

«اعتصام الخضراء» يضم قوى  التغيير

وتتوقع الدوائر السياسية في بغداد، أن ينضم نشطاء «حراك تشرين» إلى  اعتصام التيار الصدري «اعتصام الخضراء»، وتشكيل قوى تغيير تمثل كافة مكونات المجتمع العراقي، ومما يمثل قوة ضغط كبرى بيد مقتدى الصدر، وفي هذه الحالة ـ وفقا للمطالب المشتركة  التي يدعمها الشعب العراقي ـ سوف يتصدع االنفوذ الإيراني تحت ضغط السيادة الوطنية العراقية ، وسوف يصبح العراق على أبواب التغيير باتجاه المستقبل كما يراه ويريده  العراقيون الذين اكتووا بنار المحاصصات الطائفية والمذهبية، وبوقائع كثيرة من الفساد المالي والسياسي.

رفض النفوذ الإيراني في العراق

ويرجح أستاذ العلوم التاريخية والباحث الرائد في مركز الأمن الدولي بمعهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية بموسكو،، دكتور ستانيسلاف إيفانوف، فقدان إيران نفوذها في العراق..وقال الخبير الروسي: لقد قام آيات الله الإيرانيون بتقسيم المجتمع الشيعي العراقي، ويحاولون خلق «طابور خامس» خاص بهم داخله، أي بأيدي العرب الشيعة المطيعين في السلطة، لتحويل العراق إلى دمية لهم، ولكن ذلك يلقى رفضا لا يقتصر على العرب السنة والأكراد والتركمان والأقليات الأخرى في البلاد، إنما يشمل العرب الشيعة الوطنيين بقيادة زعيمهم مقتدى الصدر.

  • ومن المستبعد أن تتمكن طهران من تحقيق تطلعاتها التوسعية في العراق..ويجب أن يؤخذ في الاعتبار أن المجتمع السني في العراق (العرب والتركمان) يلقى دعما من قبل معظم الدول العربية وتركيا، ومن الواضح أن آيات الله الإيرانيين لن يكونوا قادرين على الهيمنة هنا، كما هو الحال في سوريا المجاورة، وعلى الأرجح، سيتعين عليهم الاكتفاء باحتلال مكانة خاصة في التأثير على الدوائر الموالية لإيران في السلطة في بغداد، بحسب تقدير دكتور ستانيسلاف إيفانوف.

 

وفي دائرة التوقعات، أن يفهم آيات الله في إيران، أن المزيد من تفاقم الوضع في العراق يحمل مخاطر فقدانهم النفوذ في هذا البلد، وسيتراجعون مؤقتا. سوف يتم التوصل مرة أخرى إلى توافق بين السياسيين في بغداد قبل الانتخابات النيابية المقبلة. لا مصلحة لأحد داخل البلاد وخارجها بتفكك العراق إلى أجزاء أو إطلاق العنان لحرب أهلية.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]