مقترحات جديدة متوقعة لمحاولة تسوية الخلافات في القمة الأوروبية

قال الباحث السياسي، أديب السيد، يوم الجمعة، في تعليق على القمة الأوروبية في كييف إنها تأتي في إطار إظهار الدعم الغربي لأوكرانيا، مشيرا إلى أنها لن تقدم جديد يذكر على صعيد الحرب الدائرة مع روسيا.

وأضاف السيد خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة الغد الإخبارية أن ملف انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي لم يحسم بعد.

واعتبر الباحث السياسي أن فرض مزيد من العقوبات الأوروبية على روسيا لن يكون ذا جدوى.

وجددت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، للرئيس فولوديمير زيلينسكي دعم الاتحاد لبلاده.

وهذه هي المرة الرابعة التي تزور فيها رئيسة المفوضية الأوروبية كييف ولك منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022.

من جانبه، قال الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، إن هدف بلاده كان واضحًا منذ البداية وهو بدء المفاوضات بشأن عضويتها في الاتحاد الأوروبي, مؤكدا أنه لن يضيّع يوما واحدا للتقدّم نحو الانضمام للاتحاد.

وأشار زيلينسكي إلى أن عقوبات الاتحاد الأوروبي يجب أن تضمن عدم قدرة روسيا على إعادة بناء قدراتها العسكرية, مطالبا بمزيد من الأسلحة بعيدة المدى لتسرع من حسم المعارك وللاحتفاظ بمدينة باخموت وتحرير دونباس.

وعلى هامش القمة، أعلن الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل عن دعم إضافي بقيمة 25 مليون يورو لنزع الألغام في أوكرانيا من الأراضي التي تمت استعادتها من سيطرة روسيا.

وقال بوريل إن هذه الألغام تشكل تهديدا للمدنيين العائدين وتهدد عودة إحياء النشاط الاقتصادي، لذلك فمن المهم إزالتها من أجل المضي قدما في إعادة الإعمار دون مخاطر.

وعلى صعيد آخر قال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن ألمانيا وافقت على تصدير دبابات ليوبارد 1 القتالية إلى أوكرانيا.

وأوضح المتحدث أن ألمانيا سمحت للمصنعين لديها بإرسال الدبابات حيث تم إصدار رخصة تصدير.

قال الباحث السياسي المصري، أحمد عطا، إن الحرب في أوكرانيا لم تغير في طبيعة وآليات الأمن الأوروبي، لكنها غيرت في طبيعة التكتلات داخل القارة العجوز.

وأضاف الباحث في تصريحات خاصة لقناة الغد أن الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا في 24 من فبراير/ شباط الماضي ستخرج منها أوروبا بنسخة مغايرة عما تعودنا عليه جغرافيا واقتصاديا وسياسيا.

ولفت الباحث إلى تدهور الاقتصاد الأوروبي مؤخرا نتيجة هذه الحرب الضروس، وانخفاض العملة الأوروبية (اليورو) أمام الدولار الأمريكي.

كما أشار أيضا إلى أن الصناعات العملاقة في ألمانيا باتت مهددة بالتوقف تماما اليوم بعد مرور 5 أشهر فقط من الحرب في أوكرانيا، فضلا عن معدلات البطالة المتزايدة، في ظل صمت المسؤوليين وعلى رأسهم المستشار الألماني أولاف شولتس.

وحول موعد انتهاء الحرب في أوكرانيا، لم يحدد الباحث موعدا خاصا لانتهائها وذلك بسبب العقوبات الصارمة المفروضة على روسيا من قبل الولايات المتحدة والدول الأوروبية.

ويرى أن دول الاتحاد الأوروبي لن تقوى على فرض مزيد من العقوبات على موسكو، مستشهدا بتصريح رئيس حكومة المجر، فكتور أوربان، الذي قال فيه إن “الاتحاد الأوروبي أطلق رصاصة على صدره بفرضه عقوبات على روسيا”.

وأردف “بإعلان النمسا والمجر الدفع مقابل الغاز بالروبل الروسي، فهذا يعني تفتيت جزئي ومرحلي داخل الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى أن انهيار اليويو سيعيد صياغة شكل التكتل في إطار الصراع مع روسيا ومستقبل أوكرانيا”.

كما توقع الباحث أن يخرج الآلاف وقد تصل إلى ملايين من الأوروبيين ضد حكوماتهم بسبب الحرب في أوكرانيا التي أثرت على مستوى المعيشة والرفاهية في القارة العجوز.

حث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال القمة الأوروبية التي انعقدت في العاصمة البلجيكية بروكسل، دول الاتحاد الأوروبي على توخي الحذر بشأن سلالة “دلتا” من فيروس كورونا.

وقال ماكرون: «يجب أن نكون يقظين جميعا لأن متحور دلتا الذي كثر الحديث عنه قادم، و ينتشر بسرعة أكبر بكثير من الأنواع المتحورة الأخرى ، ويؤثر على الأشخاص الذين لم يتم تطعيمهم، أو الذين تناولوا جرعة واحدة فقط، والاتحاد الأوروبي بحاجة إلى تطعيم المزيد من الأشخاص بالنسبة لي، فإن إحدى القضايا المطروحة للنقاش هي اتخاذ قرارات  فيما يتعلق بفتح الحدود لدول ثالثة والاعتراف باللقاحات».

وأشار ماكرون، إلى أن الدول الأوروبية تمكنت من وضع استراتيجية موحدة للتصدي لجائحة كورونا، مؤكدًا أن اللقاحات التي اعتمدتها الدول الأوروبية أثبتت فعاليتها.

وناقشت القمة الحاجة لتوحيد النهج فيما يتعلق بروسيا، مشيرًا إلى أنه تم بحث آلية عقد اجتماع أوروبي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وذكر ماكرون خلال مؤتمر صحفي عقده، الجمعة، أن القمة أكدت على ضرورة مواجهة الهجرة غير الشرعية، بالإضافة إلى الملف الإثيوبي والليبي والأمن في منطقة الساحل، والنقاط الخلافية بين ألمانيا وروسيا.