أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، أن غارة جوية أمريكية استهدفت عنصرا «بارزا» في تنظيم «القاعدة» في سوريا اليوم الاثنين، وسط تقارير عن مقتل قيادي بارز في التنظيم قرب إدلب.
وصرح المتحدث باسم «البنتاجون» كابتن البحرية جيف ديفيز، «نستطيع أن نؤكد أننا استهدفنا عنصرا بارزا في تنظيم القاعدة في سوريا، ونجري في الوقت الحالي تقييما لنتائج العملية».
وأضاف، أن المستهدف «قائد بارز في القاعدة».
وتأتي أنباء الضربة فيما تحدثت تقارير إخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي، عن مقتل أحمد سلامة مبروك، المعروف باسم «أبو الفرج المصري».
وقال ديفيز، إنه لا يستطيع مناقشة هوية المستهدف، حتى تؤكد وزارة الدفاع نجاح الضربة.
وأضاف، «في كل مرة نقضي فيها على قائد بارز في القاعدة فإننا نخلخل ونقوض قيادتهم ونوقف توسعهم».
فيما أكدت «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقا التابعة للقاعدة)، في بيان اليوم الإثنين، مقتل أحد قادتها في غارة جوية للتحالف الذي تقوده واشنطن.
وقالت الجبهة في بيان، إن «الشيخ أحمد سلامة، أبو الفرج المصري، عضو مجلس شورى جبهة فتح الشام»، قتل «إثر غارة جوية للتحالف الدولي في ريف إدلب الغربي».
- من هو «أبو الفرج المصري» ..
أبو الفرج المصري، هو أحمد سلامة مبروك، ولد في 8 ديسمبر/ كانون الأول 1956 في قرية المتانيا، إحدى قرى مركز العياط بمحافظة الجيزة في مصر.
ونقلت وكالة أنباء «رويترز» عن مصادر في «جبهة فتح الشام»، تأكيدها مقتل أبو الفرج المصري.
وكان أبو الفرج المصري قد ظهر إلى جانب أبو محمد الجولاني، لأول مرة عند إعلان فك ارتباط «جبهة النصرة»، بتنظيم «القاعدة»، نهاية يوليو/ تموز الماضي.
وقالت المصادر، إن «شخصية مصرية قيادية في تنظيم القاعدة انضمت إلى جبهة النصرة وصارت شخصية بارزة في الجماعة المتشددة، قتلت في هجوم بطائرة بدون طيار في محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة السورية».
وكشفت المصادر، أن المصري الذي قاتل في أفغانستان، لقي حتفه حينما قصفت طائرة مجهولة بدون طيار مركبة كان يتحرك بها في موقع بالقرب من جسر الشاغور في إدلب شمال غرب سوريا.
فيما قالت مصادر صحفية في غازي عنتاب، إن المصري، واسمه الحقيقي أحمد سلامة مبروك، قتل عصر اليوم بغارة استهدفت سيارة كانت تقله، ليرتفع عدد قتلى القيادات في الجبهة خلال العام الجاري إلى ثلاثة.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت في وقت سابق من الشهر الماضي، عن استهدافها القيادي في تنظيم «داعش»، أبو محمد العدناني، نهاية أغسطس/ آب الماضي، في غارة جوية قرب مدينة الباب بريف حلب.
وأضافت حينها، أن هذه الغارة تندرج في إطار «سلسلة ضربات ناجحة ضد قياديين في تنظيم داعش، وبينهم مسؤولون عن الشؤون المالية والتخطيط العسكري، وهذا يضعف القدرة العملياتية للتنظيم».
لكن وزارة الدفاع الروسية أعلنت أن العدناني، كان من بين نحو أربعين مقاتلا من تنظيم «داعش»، استهدفتهم ضربة نفذتها طائرة حربية روسية «سوخوي-24» قرب قرية معراتة أم الحوش في منطقة حلب شمال سوريا.
- المصري في الإعلام المصري ..
التقارير الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي، تحدثت بإسهاب عن مقتل أحمد سلامة مبروك، المعروف باسم «أبو الفرج المصري».
أحمد سلامة مبروك، هو قيادي في تنظيم «قاعدة الجهاد»، وأحد أعضاء مجلس شورى «جبهة النصرة»، وهو مقرب من زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وكان أحد المساجين الذين أفرج عنهم الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، خلال فترة توليه الحكم في البلاد عام 2012، وبعد أن أفرج عنه، سافر المصري إلى سوريا والتحق بصفوف «جبهة النصرة».
كما يعتبر أبو الفرج المصري، أحد مؤسسي تنظيم «الجهاد» في السبعينات، ويعتبر الرجل الثاني في التنظيم. عمل أحمد سلامة مبروك، أخصائيا في إدارة الشؤون الاجتماعية بقرية المتانيا مركز العياط بالجيزة، وخلال تلك الفترة توطدت علاقته بإمام «مجاهدي مصر» الشيخ محمد عبد السلام فرج، وكان يذهب إليه في بيته لحضور الدروس الدينية، والتي كانت تدور حول قضايا الحاكمية والجهاد.
وفي أواخر عام 1979، وفي أعقاب إنهاء دراسته الجامعية، تم تجنيده بسلاح المخابرات الحربية بمنطقة حلمية الزيتون قرابة الخمسة أشهر، إلا أنه قد تم استبعاده لنشاطه الإسلامي ونقله لسلاح الاستطلاع بمنطقة دهشور عام 1981، وفي العام ذاته تم إنهاء خدمته العسكرية.
واعتقل مبروك مباشرة بعد اغتيال الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات عام 1981، وحكم عليه بالسجن 7 سنوات في قضية «الجهاد الكبرى»، وبعد الإفراج عنه عام 1988 ذهب إلى أفغانستان، وهناك التقى صديقه الدكتور أيمن الظواهري، وبدأ معه العمل في «جماعة الجهاد المصرية».
وفي عام 1998، سلمته أذربيجان إلى مصر سرا، حتى حكم عليه أمام المحكمة العسكرية يوم 18 أبريل/ نيسان 1999، بالمؤبد في قضية أطلق عليها إعلاميا «العائدون من ألبانيا».
وقبل جلسة النطق بالحكم فجر رفيقه أحمد النجار، مفاجأة أثناء تلاوة اسمه بأنه هارب خارج البلاد، فأمر رئيس المحكمة، قوات الأمن بإحضاره ليسمع النطق بالحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة.
ويعرف بأنه من زعماء تنظيم «القاعدة» المخضرمين، وقائد في «جبهة النصرة» المرتبطة بتنظيم القاعدة، والتي غيرت اسمها إلى «جبهة فتح الشام»، بعد إعلان فك ارتباطها بالقاعدة.
