جاءت قضية مقتل السورية آيات الرفاعي خلال الأيام الماضية، على يد زوجها ووالده ووالدته، لتلقي الضوء على العنف الأسرى ضد المرأة في سوريا والعالم العربي بشكل عام.
في هذا السياق، قالت الإخصائية في علم النفس والخبيرة في العنف الأسري سندس قربوج، إن عدم محاسبة ومساءلة من يعتدون على النساء يتولد عنه تساهل للعنف ضدهن، مؤكدة أنه لا شيء يبرر العنف، ولا يوجد مبرر يسمح لأحد بالاعتداء على امرأة.
وأشارت سندس، خلال استضافتها في برنامج ماذا بعد عبر شاشة الغد، إلى أن ما وقع ضد السورية آيات الرفاعي ليس حادثا منفصلا، إنما يرتقي إلى مرتبة الظواهر في مختلف الدول العربية، مشيرة إلى أنه حتى في تونس توجد أحداث قتل نساء وبدأت تتصاعد في الفترة الأخيرة بمثل ما حدث مع آيات.
وشددت على أنه رغم وجود ترسانة من القوانين التي تخص المرأة في الدول العربية، فلا توجد ثقافة التربية على حقوق النساء أو حقوق الإنسان بصفة عامة.
ووفقا لمختصين، يرتبط تزايد مستوى العنف الأسري، بالأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والحالة العامة، التي أفرزتها أجواء الحرب في سوريا، من تفكك الأسر، وزواج القاصرات، وارتفاع معدل الجريمة، وسهولة الحصول على السلاح، إضافة إلى تفكك البنية المجتمعية.
ونشرت وزارة الداخلية تفاصيل الجريمة التي شغلت الرأي العام في سوريا، عبر منشور بعنوان “حقيقة مقتل المغدورة آيات الرفاعي”.
الداخلية أوضحت في منشورها، أن زوج الضحية اعترف، أن والده ووالدته، كانا يقومان بضرب زوجته المتوفاة باستمرار، بقصد تأديبها وتعليمها، وفي يوم وفاتها، تعرضت للضرب من قبل والده مرتين.
الجاني أضاف أنه حصل بعدها شجارٌ بينه وبين زوجته، فأقدم على ضرب رأسها بالحائط، وأضافت الوزارة أن والدي الجاني اعترفا بضرب الضحية، وأنه تم التحفظ على الأدوات التي استخدمت في العملية.
المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن آيات الرفاعي ليست الضحية الأولى للتعنيف من قِبل الزوج، بل هي ضحية من بين آلاف الضحايا السوريات اللائي يتعرضن للتعنيف من قِبل أزواجهن، إلا أن قضيتها تحولت إلى قضية رأي عام، بينما كثير من النساء يتعرضن للتعنيف والضرب، ومحيطُهن لا يحرك ساكناً حتى الآباءُ والأمهات.
يأتي هذا فيما أشارت تقارير غير رسمية إلى أن امرأة من بين كل أربعة نساء، تتعرض للعنف في سوريا.
