مقتل العشرات وتشريد الآلاف إثر هجمات طالبان في قندوز وهلمند
قال مسؤولون اليوم الإثنين، إن الهجمات التي شنتها حركة طالبان في شمال وجنوب أفغانستان في الآونة الأخيرة في قندوز (شمال) وهلمند (جنوب)، أدت إلى مقتل وفقدان العشرات من القوات النظامية، وأرغمت عشرات آلاف المدنيين على الفرار.
وفي هلمند حيث سلطات الحكومة شبه معدومة، وهي ولاية الخشخاش المحاذية لباكستان، دارت أسوأ الاشتباكات منذ بدأت حركة طالبان تمردها ضد حكومة كابول المدعومة من الغرب في العام 2001، وقالت السلطات، إن عشرات الجنود قتلوا أو أسروا.
وصرح توريالاي همت مستشار حاكم هلمند، لوكالة «فرانس برس»، «قتل نحو 50 من عناصر قوات الأمن الأفغانية، كما فقد عدد مماثل في ولاية هلمند خلال الأسبوعين الماضيين».
وقال، إن معظم القتلى، بما في ذلك العديد من الجرحى الذين رفض الإفصاح عن عددهم، تعرضوا لهجوم في منطقة نواه جنوب لشكر كاه، كبرى مدن الولاية.
والأسبوع الماضي، حاول المتمردون مرة أخرى الاستيلاء على مدينة لشكر كاه التي يسكنها 200 ألف نسمة، والوحيدة التي يوجد فيها مستشفيات في المنطقة.
وقال النائب عن هلمند شير محمد أخونزادة، أمام البرلمان، إن «نحو 70 جنديا استسلموا لمقاتلي طالبان في ناد علي» المجاورة للشكر كاه.
وفي ولاية أورزغان المضطربة شمال ولاية هلمند، «استسلم 150 جنديا الأسبوع الماضي لمسلحي طالبان في تارين كوت»، كبرى مدن الولاية بحسب المسؤول المحلي محمد ظاهر نادري.
وقال نادري، «استسلموا بأسلحتهم وذخيرتهم و20 عربة همفي» الأمريكية المدرعة.
وأشارت مصادر أخرى إلى انتقال 70 عربة همفي إلى أيدي طالبان.
- عشرات آلاف النازحين ..
وتزامن الهجوم الأخير في هلمند مع استعادة القوات الأفغانية السيطرة على قندوز، العاصمة التجارية الشمالية القريبة من الحدود مع طاجيكستان.
وأسفرت تسعة أيام من المعارك عن نزوح «أكثر من 59 ألفا من المدنيين»، وفقا لآخر الأرقام الصادرة الإثنين عن الأمم المتحدة.
وقالت دانيال مويلان المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لوكالة «فراس برس»، إنه «بسبب الأعمال القتالية في قندوز والقتال المتصاعد في المناطق الجنوبية، شهدنا ارتفاعا في أعداد النازحين بلغت 37 ألف نازح، أي أن عددهم ارتفع خلال أسبوع واحد فقط بنسبة عشرة بالمئة من عددهم في العام بأكمله».
وبلغ إجمالي عدد من تشردوا بسبب الاقتتال منذ بداية العام حتى الآن أكثر من 323 ألفا.
ورفض مسؤولون أمريكيون مشاركون في عملية «ريزليوت سابورت» بتفويض من حلف شمال الأطلسي، تأكيد عدد الضحايا ردا على استفسار لـ«فرانس برس» الإثنين.
لكن القوات الأفغانية تتكبد خسائر، أكثر من خمسة آلاف جندي عام 2015، وباتت منهكة على نحو متزايد.
وكان رئيس البعثة الأمريكية، الجنرال جون نيكلسون، أعلن مطلع سبتمبر/ أيلول خلال لقاء مع وزارتي الداخلية والدفاع، أن «900 من عناصر الشرطة والجنود قتلوا خلال شهر يوليو/ تموز، فقط».
وكثفت حركة طالبان هجماتها في أنحاء البلاد المضطربة في الأشهر الأخيرة، ما تسبب بالضغط على القوات الأفغانية على عدة جبهات.
وإضافة إلى الهجمات على قندوز وهلمند، سعى مسلحو طالبان إلى السيطرة على عواصم ولايات أخرى من بينها بغلان شمالا وفرح غربا، إلا أنه تم صدهم.
وما يزال حوالى عشرة آلاف عسكري منتشرين في أفغانستان، معظمهم من الأمريكيين، ضمن إطار عملية «ريزليوت سابورت» لتدريب وتقديم المشورة للجيش الأفغاني، فضلا عن دعمه جويا بمواجهة حركة طالبان.
وأقر الجنرال تشارلز كليفلاند، المتحدث باسم العملية، بـ«الفشل» في قندوز، المعرضة للتهديد مجددا بعد سقوطها بأيدي طالبان لفترة وجيزة في سبتمبر/ أيلول 2015.
وقال للصحفيين، «يجب على الجيش الأفغاني مراجعة تفاصيل ما حدث».
وأضاف، مع ذلك، «ما زلنا نعتقد أن الجيش شهد تحسنا»، مشيرا إلى أن «استراتيجية طالبان تقضي بالسيطرة على عواصم المحافظات وقد فشلت في ذلك حتى الآن».
وختم مقدرا أعداد مقاتلي طالبان بـ«نحو 30 ألفا بعضهم مقاتلون محترفون والبعض الآخر موسميون».
