أعاد حادث مقتل القس روفائيل موسى، كاهن كنيسة مارجرجس بالعريش، الضوء على أوضاع المسيحيين المصريين في شمال سيناء، إذ تشير تقارير حقوقية إلي حالات اعتداءات متكررة تقع على الأقباط في شمال سيناء، خاصة بعد تصعيد الجماعات المتطرفة لأعمال العنف عقب ثورة 30 يونيو، وشن هجمات متتالية على قوات الجيش والشرطة في شمال سيناء، ما أدخل الدولة المصرية في دخول حرب على الإرهاب في سيناء.
القس موسى ليس أول قس يقتل في العريش، إذ سبق أن قتل القس مينا عبود بالرصاص في 6 تموز/يوليو 2013، بعد ثلاثة أيام من الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي.
وتعد منطقة شمال سيناء معقلًا لتنظيم أنصار بيت المقدس الذي بايع تنظيم داعش الإرهابي، وأعلن مسئوليته اليوم الخميس عن حادث مقتل الكاهن.
وقال رحمي بكير، عضو مجلس النواب عن دائرة العريش بشمال سيناء، «إن الأمور في الفترة الأخيرة تحسنت كثيرًا فيما يخص الأقباط في شمال سيناء، فلم نعد نسمع عن تهديدات توجه إليهم، كما قل عدد الاعتداءات التي يتعرضون لها».
وأضاف بكير في تصريح لـ«الغد» «لا أحد يعرف الهدف من حادث قتل القس روفائيل موسى اليوم، هذه الحوادث تقوم بها جماعات متطرفة ولا أحد يستطيع تخمين أهدافهم من ورائها، وهذا الحادث جاء مفاجئًا، فلم يكن هناك تهديدات للأقباط في الفترة الماضية».
ويري الباحث إسحق إبراهيم المسئول عن ملف الأقليات في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية والاجتماعية، إن استهداف الأقباط في سيناء لا ينفصل عن الحالة الأمنية العامة في شمال سيناء، من استهداف الجماعات المتطرفة لكل مختلف عنهم.
وأضاف إسحق في تصريح لـ«الغد»، الوضع الأمني في سيناء يجعل الجميع في حالة تهديد، يزيد الأمر قليلًا فيما يخص الأقباط، لكن إجمالًا الحالة متشابكة.
وأوضح إسحق إن حادث قتل القس روفائيل اليوم، إذا كان تم ارتكابه في أي مكان آخر غير شمال سيناء، كان سيكون له تفسير مختلف، لكن في سيناء لا يمكن فصل وضع الأقباط عن الوضع العام.
وفي تقرير صادر قبل عام عن «ائتلاف أقباط مصر»، رصد حالات تصفية ما يقرب من 12 قبطيًا، وضم التقرير أيضًا حالات اعتداءات متعددة على كنائس في شمال سيناء.
وذكر التقرير أيضًا أن الأقباط في شمال سيناء يشهدون حالات تهجير قسري ، فعلي مدار العامين (2013-2015) تم تهجير العديد من الأسر القبطية، وبالتحديد في مدن رفح والشيخ زويد والعريش، عن طريق الاستهداف المباشر لمنازلهم، أو من خلال إرسال رسائل التهديد بالذبح مع العائدون من الخطف، إن لم يتركوا المدينة، أو من خلال رغبة بعض الأسر في الرحيل، خوفًأ من ملاحقة الإرهابين.
ووفقًا لتقرير ائتلاف أقباط مصر، بلغ عدد الأسر التي هاجرت عن سيناء خلال الفترة من 2013 وحتى 2015 ما يقرب من 127 أسرة.
وقتل كاهن مصري على أحد طرق محافظة العريش، صباح اليوم الخميس، بعدما أطلق مجهولون النيران عليه.
يذكر أن تنظيم داعش الإرهابي أعلن تبني مقتل كاهن بكنيسة مارجرجس بالعريش صباح أمس الخميس، بينما أمر النائب العام المصري المستشار نبيل صادق، بفتح تحقيقات موسعة حول واقعة مقتل رجل الدين المسيحي، القس رافائيل موسى، كاهن كنيسة مارجرجس بمدينة العريش، إثر استهدافه على يد مجهول بإطلاق أعيرة نارية تجاهه ما أدى إلى إصابته ومفارقته الحياة.
