انفجرت سيارة مفخخة في الساحة الرئيسية بقرية في وسط سوريا اليوم الخميس، وما إن تجمع الناس لمساعدة الضحايا حتى فجر انتحاري يستقل دراجة بخارية، حزامه الناسف ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص وإصابة العشرات، حسبما قالت وسائل الإعلام الرسمية والمحافظ.
جاء الهجوم المزدوج في محافظة حمص وسط البلاد بعد ساعات من تحقيق هدنة هدوءا نسبيا في مدينة حلب الشمالية التي كانت مركز العنف في الأسابيع الأخيرة.
الهدنة أعلنها مسؤولون أمريكيون بالاتفاق مع روسيا في جهد لتوسيع وقف إطلاق النار الهش في سوريا إلى المدينة المتنازع عليها بشدة. وقال الجيش السوري، إن الهدنة، التي بدأت الساعة 12:01 صباح الخميس (الخامسة مساء بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة)، ستستمر 48 ساعة فقط.
في غضون ذلك، قال الرئيس السوري بشار الأسد، في تصريحات جاءت على شكل خطاب إلى الرئيس الروسي، إن حلب ستكون المنتصرة في نهاية المطاف، مشبها مقاومة القوات الحكومية السورية في المدينة بمعركة ستالينغراد التي طال أمدها في الحرب العالمية الثانية.
وقال التلفزيون الرسمي، إن القتلى العشرة بينهم أربعة أطفال وثلاث نسوة. وأصيب ما يقرب من 49 آخرين في الهجوم الذي وقع في قرية المخرم الفوقاني، نحو 45 كيلومترا إلى الشرق من حمص، ثالث كبرى المدن السورية.
وأبلغ محافظ حمص، طلال البرازي، «أسوشيتدبرس»، أن الانفجارين نجما عن سيارة مفخخة ومهاجم انتحاري. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا، الهجوم وحصيلة القتلى.
ولم تعلن أية جهة على الفور مسؤوليتها عن الهجومين. لكن سبق أن أعلن تنظيم «داعش»، مسؤوليته عن هجمات مماثلة في محافظة حمص في الأشهر الأخيرة، وأوقعت عشرات القتلى.
ومنطقة الانفجارين قريبة من مكان تتقاتل فيه القوات السورية ومسلحو تنظيم «داعش»، من أجل السيطرة على حقل غاز الشاعر الحيوي، الذي سقط في أيدي تنظيم «داعش» الأربعاء، بعد أن استولى المتطرفون على 13 نقطة تفتيش حكومية وأسروا جنديا سوريا. وقال المرصد، إن 34 من القوات الحكومية، و16 من المسلحين، قتلوا في القتال الذي استمر ثلاثة أيام هناك.
وأوردت وسائل الإعلام الحكومية السورية بعض الانتهاكات للهدنة، قائلة، إن المعارضة أطلقت العديد من القذائف على الأجزاء التي تسيطر عليها الحكومة في حلب، حيث قتل 280 شخصا في الأسبوعين الماضيين، بحسب المرصد السوري. وقال، إن قصف اليوم أودى بحياة شخص واحد وأصاب آخرين.
وتحدث تلفزيون حلب اليوم التابع للمعارضة عن هدوء نسبي في محافظة حلب، مضيفا، أن هناك قصفا متقطعا في بعض القرى في المحافظة الواقعة على الحدود مع تركيا.
وفي خطابه إلى فلاديمير بوتين الذي نشرته وسائل الإعلام السورية الرسمية، تعهد الأسد بأن حلب والمدن والبلدات السورية الأخرى سوف تدحر «العدوان»، كما هزم الجيش الأحمر السوفيتي القوات النازية في ستالينغراد.
وقال الأسد، «مدينة حلب اليوم كما جميع المدن السورية تعانق ستالينغراد البطلة وتعاهدها أنها رغم شراسة الأعداء وقساوة العدوان ورغم حجم التضحيات والآلام فإن مدننا وقرانا وشعبنا وجيشنا الأبي لن يقبلوا بأقل من دحر هذا العدوان».
ولم يكن واضحا لماذا طرح الأسد هذه المقارنة لكن الخطاب يمكن أن يكون لعبا على المشاعر الوطنية الروسية قبيل يوم النصر الأسبوع المقبل 9 مايو/ أيار، الذي يصادف استسلام ألمانيا النازية للاتحاد السوفيتي في نهاية الحرب العالمية الثانية.
أيضا يوم الخميس، أفادت وسائل إعلام روسية، بأن قائد الأوركسترا الشهير فاليري غيرغييف، سوف يقود حفلا في مدينة تدمر السورية الأثرية دعما لاستعادة الموقع المدرج على لائحة مواقع التراث التابعة لليونسكو، وتكريما لضحايا الحرب السورية.
وقالت روسيا اليوم، إن غيرغييف قدم دعمه لتدمر التي دمرت بشدة على أيدي متطرفي «داعش» الذين استولوا على المدينة لمدة 10 أشهر قبل أن تستعيدها القوات السورية تحت غطاء من الغارات الجوية الروسية في مارس/ آذار. وأعلن مسرح سان بطرسبرغ، أن الحفل الذي أطلق عليه اسم «مع الصلاة من أجل تدمر»، سوف يبدأ في الساعة 1400 تغ الخميس.
وعلى الجانب الآخر من الحدود، ضرب وابل من الصواريخ جنوبي تركيا، فأصاب أربعة أشخاص، وفقا لوكالة الأنباء التركية الحكومية. وقالت وكالة الأناضول للأنباء، إن ثلاثة صواريخ سقطت على بلدة كيليس في وقت مبكر من صباح اليوم الخميس.
وأطلقت الصواريخ من بلدة يسيطر عليها تنظيم «داعش» في سوريا، بحسب وكالة «دوغان» الخاصة للأنباء. وقالت الوكالة، إن شرطيا واحدا كان من بين المصابين وبثت صورا للمباني والمركبات المدمرة.