انتفضت الأوساط والدوائر الثقافية في مصر، أمس- السبت 24 أكتوبر/ تشرين الأول، بعد ذيوع شائعة بيع مقتنيات وشقة الأديبة الراحلة مي زيادة في مزاد مغلق بوسط القاهرة، وهو الأمر الذي يعيد إلى الأذهان حوادث سابقة، ضاعت على إثرها مقتنيات كبار المثقفين والمبدعين، أمثال نجيب محفوظ والعقاد وطه حسين وغيرهم.
نجيب محفوظ
في الوقت الذي احتفت فيه الأوساط الثقافية بمئوية الأديب العالمي نجيب محفوظ، عام 2011، كانت دار سوثبي البريطانية تستعد لبيع مقتنيات أرشيف الأديب العالمي في مزاد علني.
وضمت هذه المقتنيات مسودات أصلية مكتوبة بخط اليد، وقصة غير مكتملة ترجع لفترة الثلاثينيات تسمى “قصة السودان”، وكتاب عن الفلسفة الإسلامية، وأصول لـ”أحلام فترة النقاهة” تصل إلى 300 مخطوط، ومجموعة صور فوتوغرافية، ورسائل شخصية.
اتصالات عدة أجرتها وزارة الخارجية ووزارة الثقافة حينها، أسفرت عن وقف البيع، ولكن ظلت المقتنيات في حوزة “سوثبي”، وكانت صحيفة “الجارديان” البريطانية ذكرت حينها، أن وزارة الثقافة المصرية ودار النشر بالجامعة الأمريكية، قالتا إنهما تفتقران للاعتمادات المالية اللازمة لشراء المجموعة.
وأعلنت وزارتا الثقافة والآثار بمصر، اليوم الأحد، بدء تجهيز تكية أبو الدهب بمنطقة الأزهر لمتحف للأديب العالمي.
العقاد
في العام 2010، وقبل حلول ذكرى الكاتب المصري الكبير عباس محمود العقاد، صرّح ابن شقيقه “عبد العزيز” لصحيفة المصري اليوم حينها، بأن مقتنيات مهمة للعقاد بعضها سرق واختفى، وبعضها تم تدميره بفعل الإهمال، وبأن الوزارة وعدت أكثر من مرة بتحويل منزله بأسوان إلى متحف، وهذا ما لم يحدث حتى الآن.
وقال إنه سلم وزارة الثقافة حجرة نوم العقاد، لتنضم إلى متحفه بقصر ثقافة أسوان، وفوجئ بأن رخام الكومودينو اختفى، وكان رخاما فاخرا جدا وغالي الثمن، ووضعوا مكانه قطعة خشب، وأضاف أن حجرة نوم العقاد كانت تحفة فنية، لكنها تحولت إلى خردة.
وصرح “عبد العزيز” لاحقًا في 2013 للصحف المصرية، أن زوجة أمير قطر الشيخة موزة، عرضت شراء منزل العقاد، إلا أن الأسرة رفضت البيع.
طه حسين
لحسن الحظ فإن جزءا كبيرا من مقتنيات عميد الأدب العربي طه حسين، لم تتبدد وتباع في المزادات، فقد أهدت مها عوف، حفيدة طه حسين، مكتبة الإسكندرية، في الذكرى الـ40 لوفاته، وثائق وأوراق خاصة، في إطار مشروع المكتبة لتوثيق تراث عميد الأدب العربي المتناثرة بين أكثر من جهة.
وبحسب ما نشر في جريدة الأهرام حينها، فإن تلك المقتنيات ضمت “تلغرافا” مرسلا من الشيخ حسن البنا، مؤسسة جماعة الإخوان المسلمين، في مناسبة زواج ابنته، ومجموعة من الصور والخطابات، وقصائد شعرية كتبت بخط اليد مهداة من تلاميذه، ومن بريد قرائه، وأول مراجعة نقدية لكتابه الشهير “في مستقبل الثقافة في مصر” الصادر عام 1938.
بالإضافة إلى صور فوتوغرافية مع زوجته سوزان خلال زيارة لروما، وصور من جلساته في بيته المعروف باسم “رامتان”، وطه حسين وعلى يمينه نجله مؤنس في مقابلة مع هيلين كيلر في أثناء زيارتها للقاهرة.