أثارت لقطات مصورة ظهرت فيها هيلاري كلينتون، وهي تترنح وتكاد تسقط أرضا، مزيدا من الشكوك بشأن الحالة الصحية للمرشحة الديمقراطية، وبالتالي أهليتها لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.
وخلال إحياء ذكرى هجمات 11 سبتمبر/ أيلول، تعرضت كلينتون البالغة من العمر 69 عاما، لوعكة صحية أجبرتها على مغادرة الاحتفال في موقع برجي مركز التجارة العالمي بنيويورك.
ونشرت وسائل إعلام أمريكية شريط فيديو سرعان ما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، وهي تنتظر سيارتها بعد مغادرتها الموقع ويحيط بها مجموعة من حراسها.
وبينما كانت إحدى مساعداتها تمسك بيدها، بدأت كلينتون تترنح قبل أن يتدخل بعض الحراس لمساعدتها للسيطرة على نفسها، في حين أقدم آخرون على الإحاطة بها لحجب المشهد المحرج.
ورغم ذلك، أظهرت الصور، كلينتون، التي تنافس المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وهي تكاد تسقط أرضا قبل أن ينجح حراسها ومساعدوها في إدخالها إلى السيارة السوداء ذات الزجاج الداكن.
https://www.youtube.com/watch?v=cCyI2rzRwwQ
وحاولت بعض التقارير التقليل من أهمية هذه المشاهد عبر الإشارة إلى أن كلينتون تعثرت بسبب فقدان حذائها، إلا أن وسائل إعلام غربية أخرى أكدت، أن الأمر يتعلق بحالتها الصحية.
أما المتحدث باسم كلينتون، نيك ميريل، فقال، إن المرشحة الديمقراطية غادرت موقع برجي مركز التجارة العالمي، بعد نحو 90 دقيقة بسبب شعورها بالإنهاك، دون أن يشير إلى اللقطات المصورة.
ولاحقا أعلنت طبيبة كلينتون، أن الأخيرة تعاني من التهاب رئوي، وأنها أصيبت أثناء المراسم بإعياء ناجم عن حالة «جفاف وحمي»، قبل أن تؤكد الحملة الانتخابية إلغاء رحلة إلى ولاية كاليفورنيا.
- ترامب يستغل الموقف ..
ويبدو أن ترامب، الذي سبق له أن اعتبر أن الحالة الذهنية لمنافسته لا تؤهلها لتولي رئاسة البلاد، سيبني على هذه اللقطات المصورة ليؤكد صحة نظريته حول القدرات الجسدية والعقلية لكلينتون.
وكانت حملة ترامب، وشخصيات مقربة منه، شككت في السابق بقدرات كلينتون، وأشاروا إلى لقطات مصورة منتشرة على الإنترنت تظهر فيها المرشحة الديمقراطية وهي تتلعثم أو تصدر عنها حركات غريبة.
وتزامنت حملات معارضيها للتشكيك بقدراتها الذهنية التي وصلت إلى حد القول، أنها مصابة بمرض «باركينسون»، أو خلل في الجهاز العصبي، مع نشر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، تقريرا حساسا.
والتقرير الذي نشر مطلع سبتمبر/ أيلول الجاري، يتعلق بقضية استخدام كلينتون بريدا إلكترونيا خاصا في مراسلاتها المهنية، حين كانت تتولى وزارة الخارجية من عام 2009 حتى عام 2013، في إدارة الرئيس باراك أوباما.
وكشف التقرير، أن السيدة الأولى السابقة تعرضت في ديسمبر/ كانون الأول 2012، «لارتجاج دماغي»، وعانت على إثر ذلك من تجلط دموي في المخ، الأمر الذي انعكس سلبا على واجباتها في وزارة الخارجية.
وذكر التقرير، أن أطباء كلينتون التي استقالت عام 2013، أكدوا أنها كانت عاجزة عن العمل في الوزارة سوى بضع ساعات يوميا، «ولم تتمكن من أن تتذكر كل جلسات الإحاطة التي كانت تحضرها».
- اختيار أفضل الأسوأ ..
ويبدو أن الناخب الأمريكي بات أمام خيار الاقتراع لأسوأ الأفضل في هذه الانتخابات الرئاسية، التي يعتبرها بعض المراقبين دليلا على إفلاس أمريكي في إنتاج مرشحين رئاسيين قادرين على تحمل مسؤولية قيادة دولة عظمى.
وعلى الناخب الأمريكي أن يختار بين كلينتون، التي باتت قدراتها الذهنية والصحية موضع شك، وترامب، القادم من قطاع المال والإعلام والترفيه، الذي عرف بتصريحاته المثيرة للجدل وتصرفاته الغريبة.