تُعتبر مكتبة “سالا بورصا” في مدينة بولونيا الإيطاليّة نموذجاً هاماً للفعل الثقافي الجامع والموحّد بين أُناسٍ يجدرون من أُصولٍ وثقافات مختلفة.
وتعود المكتبة إلى العصر الروماني، وصارت في عصر النهضة حديقة للأعشاب الطبيّة، ثم تحوّلت بعدها إلى مركز لبيع وشراء ومقايضة المنتوجات، حتى آلت مع مطالع القرن العشرين إلى صيغتها الحالية كمبنى للاستخدامات المجتمعية والثقافية.
وقال آنتونيو تشيكّاروني، أمين المكتبة أنها “جزءٌ من مبنى قصر البلدية، لذا فهو جزءٌ من المركز التاريخي للمدينة، وتميّز، منذ ميلاده، بأهمّية جوهرية بالنسبة للمدينة.
وأضاف “في القرن السادس عشر وخلال عصر النهضة الإيطالية وميلاد الحركة الإنسانية، شهد هذا المكان تأسيس حديقة الطبيب أوليسّي آلدروڤاندي للأعشاب الطبّية، وقد كان آلدروڤاندي في ذلك الوقت واحداً من كبار العلماء والأطباء ليس في بولونيا لوحدها، بل أيضاً على الصعيد الأوروبي.
وأفادت ماريّا كيارا كروتسا، مسؤولة إدارة التطوير والمشتريات بأن “غالبية روّاد المكتبة تُفضّل الأعمال الروائية والقصصيّة”، وأَضافت “لم نتغافل أبداً عن إثراء محتوياتها بعدد متزايد من كتب الدراسات والبحوث، لافتة إلى أننا نحاول مواكبة ما يصدر من جديد في الأُطر العلمية، ولا نقتصر على البحوث والكتب الجامعية فحسب”.
وأشارت آنتونيلّا ساراتشينو، مسؤولة قسم الأحداث والأطفال ” لدى المكتبة نشاطات نقوم بتنظيمها بالتعاون مع المدارس، فقد رسمنا لطلبة المدارس مسارات للصباحات، إذْ يحضر الطلاب إلى هنا ويستقبلهم أحد المكتبيّين، ويعرض عليهم مقترحاتٍ لمسارات تستند بالدرجة الأساس على القراءة.
