كشفت الدوائر السياسية والإعلامية، في واشنطن، عن الخطوط العريضة لـ«خطة ترمب» لحل القضية الفلسطينية، ومن المحتمل طرحها بعد شهرين، في مطلع العام 2018 ، ويدرس البيت الأبيض هذه الأيام وجهات نظر تتعلق بالمسائل الجوهرية المختلفة للصراع، حيث بدأت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، صياغة خطة لاتفاق السلام الإسرائيلي ـ الفلسطيني.. وبحسب مسؤلين كبار في الإدارة قالوا إنه بعد عشرة أشهر من فحص الجوانب المختلفة للصراع، يريد البيت الأبيض الانتقال الى الخطوات العملية.
وكان المبعوث الأمريكي الخاص لعملية السلام، جيسون غرينبلات، قد عاد في الأسبوع الماضي الى واشنطن بعد زيارة استغرقت ثلاثة اسابيع في اسرائيل والسلطة الفلسطينية. وقال ردا على النشر عن الخطة «لقد استثمرنا الكثير من الوقت للإصغاء للإسرائيليين والفلسطينيين والجهات الرئيسية في المنطقة، طوال الأشهر الأخيرة، بهدف التوصل الى اتفاق سلام».. وأضاف : «لا ننوي تحديد تاريخ مصطنع للمفاوضات، ولن نفرض أبدا اتفاقا على الأطراف. هدفنا هو الوساطة، وليس الإملاء من أجل اتفاق سلام شامل يحسن حياة الاسرائيليين والفلسطينيين والأمن في أرجاء المنطقة».
وأبرز ملامح «خطة ترامب» لحل القضية الفلسطينية، التي يشرف عليها ويقودها كل من، جاريد كوشنر صهر الرئيس ترامب وكبير مستشاريه، والمبعوث الأمريكي الخاص لعملية السلام، جيسون غرينبلات، وسفير واشنطن فى تل أبيب، ديفيد فريدمان، ودينا باول نائب مستشار الأمن القومى.. أنها لن ترتبط بـ «جدول زمي» مصطنع حول التطورات أو حول تقديم أى أفكار محددة .. وتركزالخطة أولا على نقاط الخلاف القائمة كوضع القدس المحتلة والمستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، واللاجئين، بعد أن عكف فريق مستشارى ترامب، طيلة 10 أشهر على الاطلاع عن الجوانب الشائكة فى أشد نزاعات العالم استعصاء على الحل، وبعد الاستماع والتفاعل مع الإسرائيليين، والفلسطينيين وقادة إقليميين بارزين طيلة الأشهر القليلة الماضية من أجل المساعدة فى الوصول إلى اتفاق سلام دائم.. وتهدف الخطة إلى تجاوز كل المبادرات الأمريكية السابقة، فى أفق تحقيق ما يقول ترامب إنه «الاتفاق النهائى»، القائم على «حل الدولتين».
وأكد خبراء لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أن «خطة ترامب» قد تأتى ببنود لتعزيز الثقة يكون كل طرف قد وافق عليها مسبقا. وبالنسبة لإسرائيل، فإن ذلك يتضمن الحد من الأنشطة الاستيطانية وحصرها بالمستوطنات القائمة وعدم الاستيلاء على أراضى جديدة، وكذا التزامها من جديد بحل الدولتين، وإعادة تخصيص جزء صغير من الضفة الغربية لمنح الفلسطينيين سلطات أكبر..أما بالنسبة للفلسطيين، حسب الصحيفة، فإن ذلك قد يتضمن العودة للتعاون الأمنى التام مع إسرائيل، والكف عن البحث عن الاعتراف الدولى، والتوقف عن تقديم الأجور لعائلات وأسر الأسرى الفلسطينيين. وبالنسبة للدول العربية، لا سيما السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة والأردن، فيمكن أن تلتزم بفتح الأجواء الجوية فى وجه الرحلات الجوية، وتقديم تأشيرات عمل، وكذا ربط شبكات الاتصالات.
و ذكرت الصحيفة، أن ترامب وفريقه لا يجدون أدنى حرج فى إظهار موالاتهم لإسرائيل، فالرئيس الأمريكى افتخر سابقا بكونه «الصديق الأكبر» لإسرائيل، فيما كوشنر، وجرينبلات، وفريدمان جميعهم من اليهود الأرثودوكس، وتجمعهم علاقات وثيقة مع إسرائيل، وفيما تظل باول من الأقباط وولدت بمصر.. ولفتت صحيفة «نيويورك تايمز» النظر إلى أن المسئولين من الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى يعبرون فى المحادثات الخاصة عن مخاوفهم من أن ترامب وفريقه ما زالوا ساذجين ولا يعرفون الكثير عن الشرق الأوسط وغير فاعلين فى تحقيق أهدافهم.
ومن جانبه، قال دينيس روس، مفاوض السلام بالشرق الأوسط الأسبق، إن فريق ترامب قام بعمل جيد فى تقديم أنفسهم على أنهم استطاعوا السماع للأطراف، والآن أصبح ينظر إليهم على محمل الجد بالمنطقة. وأضاف: «إذا قمت ببساطة باستئناف المحادثات بدون أن يرافق ذلك أى شىء، لا أحد سيأخذ ما تقوم به على محمل الجد،سيقول الأشخاص لقد شاهدنا هذا الفيلم فى السابق. عليك أن تجعل الناس تري أن شيئا جديدا يحدث هذه المرة»