ملهمة ريو.. السباحة السورية يسرى مارديني تستعد لسباقها الثاني

«أوطاننا في قلوبنا وليست رايات ترفرف فقط، حتى لو لم نكن في وطننا، وحتى لو كان طريقنا وعرًا، نستطيع القيام بأمور عظيمة، لا تستلموا أبداً».. ربما يضجر البعض من كلمات مثل هذه، خاصة إذا جاءت على ألسن السياسيين، في محاولة منهم لبث الأمل في نفوس الشعوب في أوقات الضيق والمحن، ولكن أن تخرج تلك الكلمات ممن عاش تجربة يصعب على الكثيرين تخيلها، ولا يتمنى أحد أن يصادف مثلها، فذلك يدعو إلى الإنصات لصوت لم تكتب النجاة لصاحبه إلا بإصرار وحب للحياة.

33

قبل عام لم يتسن ليسرى مارديني، السورية ذات الـ18 ربيعا، أن تحلم سوى بالبقاء على قيد الحياة، حين قررت الهروب من بلد غيرت الحرب معالمه، ولكنها لم تغير طبيعة شعبه المتمسك بالحياة، فألهمت قصتها العالم، فمن لبنان إلى تركيا، ثم إلى اليونان وبعدها المجر، وصولا إلى ألمانيا، ومنها إلى ريو دي جانيرو بالبرازيل، رحلة فيها من الأهوال ما يجعلها تستحق أن تصبح ملهمة للكثيرين ممن يحاولون التشبث الحياة رغم صعوبتها..

5666

السباحة السورية الصغيرة، قالت إنها تريد أن تمثّل جميع اللاجئين، «لأنني أرغب في أن أثبت للجميع بأنه بعد الألم والعاصفة، يحل الهدوء، أريد أن أحثهم على القيام بأمور جيدة في حياتهم»، العاصفة التي بدأت بالنيران والدمار، ثم دفعتها إلى الفرار هي وشقيقتها بصحبة مجموعة من 30 سورياً آخرين، بينهم ولد في الـ13، ليصلوا إلى بيروت ثم إزمير بتركيا، وهناك تواصلوا مع المهربين وتجار البشر الذين ألقوا بها وشقيقتها والمجموعة، في قارب مطاطي في اتجاه جزيرة ليسبوس باليونان، إلا أن القوارب المطاطية لا تحتمل، وكادت أن تغرق الجميع، تعطل القارب، وتسربت إليه المياه، فواجه الركاب، خطر الغرق، فما كان من الشقيقتان إلا أن قفزا مع شابة ثالثة في المياه، وتناوبن خلال ثلاث ساعات ونصف ساعة على جر القارب إلى الشاطئ، وروت يسرى للصحافيين بعد ذلك «كنت أفكر أنه سيكون مخجلاً أن يغرق القارب، لأننا سباحون، كدت أكره البحر بعد ما حصل»، بعدها توجهت يسرى وشقيقتها سارة إلى مقدونيا فصربيا والمجر والنمسا، سيرًا حينًا وبالقطار أحياناً، قبل أن تصلا إلى ألمانيا.

7

وفي رحلتها الشاقة، حكت للصحفين أنها اضطرت الى الاختباء في حقل للذرة على حدود المجر مع صربيا قبل أن تعتقلها الشرطة المجرية في محطة قطار، وأوضحت أنها ضحكت كثيرا حينها وكأنها تقول للشرطة «إننا نجونا من الموت في البحر فلن نخاف منكم»، ثم «أخذونا الى مخيم في المجر، وبعد ذلك قالوا لنا إن علينا البقاء هناك يومين أو ثلاثة أيام. هربنا طبعاً»، وفي النمسا أصبح الوضع مقبولا نوعا ما، و«كان الجميع يستقبلنا بود، ويقدمون لنا كل ما ما نحتاج إليه، حتى الشامبو».

777

وفي الأشهر التالية، انضم الى يسرى وسارة ذووهما وشقيقتهما الصغرى، وهم يستعدون لتقديم طلبات لجوء رسمية، وعندما وصلتا إلى برلين، وضعت الشقيقتان مارديني في مخيم للاجئين، وهناك تعرفا إلى مترجم مصري، وفور أن عرف منهن  أن يسرى كانت قد أحرزت لقب بطولة سوريا في مسابقات 200 و400 متر سباحة حرة، وكذا في سباق 100 و200 متر فراشة، وكانت حاضرة أيضا في دورة الألعاب الآسيوية عام 2012، وشاركت في نفس البطولة للمسافات القصيرة بتركيا، قام بالاتصال بنادي ادي واسرفروندي سباندو 04″ في برلين، حيث التقتا المدرب زفن سبنكربس.

«أشتاق الى كل شيء كثيراً، الشيء المميز هو كل شيء».. هكذا ترد يسرى التي صارت نجمة يعرف قصتها الملايين حول العالم، على أسئلة الصحافة، التي تسألها عن وطنها سوريا.

6999

من تابع منافسات ريو، ولم يعرف شيئا عن مارديني، ربما ظنها سباحة أولمبية حاصلة على العديد من المراكز العالمية المتقدمة، بسبب التحية الصادقة والكبيرة من جمهور الأولمبياد، الذي قام بتحيتها بحرارة حين دخلت لتشارك في منافسات السباحة فراشة 100م، في مجموعة أولى من التصفيات تضم سباحات متواضعات المستوى، فسجلت1.09.21 دقيقة لتحتل المركز 41 من أصل 45، في تصفيات احتلت حاملة الذهبية الأولمبية السويدية سارة سيوستروم ( 56.26 ثانية) المركز الأول فيها.

وقالت مارديني التي تشارك في الفريق رقم 207، وهو الذي الفريق الأوليمبي الذي يضم 10 لاعبين من اللاجئين حول العالم، جمعته مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، تحت العلم الأوليمبي «لم يكن وقتي جيداً ربما لأني أسبح لأول مرة في مسبح أولمبي، أريد العودة مجدداً إلى الألعاب، وبعد الانتهاء من الأولمبياد سأركز على التمارين من دون ضغوط، وأحاول احتراف رياضة السباحة أكثر».

1

وفي حديثها لوكالة الأنباء الفرنسية، قالت يسرى عن مشاركتها في الأولمبياد «كل شيء كان رائعاً، كنت أحلم كل حياتي بالمنافسة في هذه الألعاب، كان شعوري جيداً في المياه، وأنا سعيدة لذلك، لقد استمتعت الجمعة بحفل الافتتاح، لكني لم أبق هناك لوقت طويل؛ نظراً لخوضي سباق اليوم».

ظهورها أمام الصحفيين وحديثها إلى الصحافة والكاريزما التي أبدتها يسرى، لم تمر مرور الكرام، فأثنت الصحف العالمية والعربية، على ثقة مارديني بنفسها، واعتزازها بوطنها الجريح، ورغبتها أن تحول ما عانته من شقاء في رحلة إلى الموت، إلى أيقونة من أجل الحياة.

j

المدرب الألماني ستيفين سبانكيربس، لم يكن يتوقع أن تشارك مارديني في أوليمبياد ريو، بل كان جل ما يحلم به هو أن تشارك في طوكيو 2020، ولكنه أكد للصحافة تفائله بلاعبته الجميلة قائلا «الإصرار هو ما قد يقودها إلى الفوز في الأولمبياد، على الرغم من أن هدفنا عندما بدأنا التدريبات، كان الوصول إلى أولمبياد طوكيو 2020، الذي ما زال هدفنا على المدى الطويل».

وعبر حسابها الرسمي على موقع التدوينات القصيرة تويتر، تطل يسرى مارديني على الجماهير التي باتت تمثل لهم شيئا يحفل بمعانى الإصرار والأمل، لتذكرهم بأنها سوف تفعل ما بوسعها لتحقيق الفوز في المنافسة التي تخوضها غدا الأربعاء، حيث تشارك في سباق الـ100متر، سباحة حرة سيدات.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]