مناشدة أممية على حدود «المقبرة المفتوحة».. غوتيريش يقاوم شبح «الموت الجماعي» في غزة
بينما تتواصل المناشدات الدولية لإنقاذ غزة من «الموت جوعا»، وقد أصبحت في سابقة تاريخية عالمية «مقبرة مفتوحة» بحسب تعبير الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل، مشيرا إلى أن الآلاف من سكان غزة يعيشون في حالة مجاعة فعلية، فإن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، وفي محاولة وصفت بأنها «يائسة»، يقف اليوم السبت، على الحدود المصرية مع غزة، لتجديد المناشدات من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتسهيل سرعة دخول المساعدات الإنسانية لمواجهة «شبح الموت جوعا» الذي يخيم على غزة.
مؤشر مروع
كان «غوتيريش»، قد أكد على أن تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، يعد «مؤشرا مروعا»، وأن هذه الكارثة في قطاع غزة، هي بالكامل من صنع الإنسان، ويجب على إسرائيل أن تسمح بوصول كامل المساعدات دون قيود إلى أنحاء غزة.
وكان غوتيريش قد قام بزيارة إلى الحدود المصرية مع غزة بعد وقت قصير من اندلاع الحرب.
ومع تلاشي الآمال في التوصل إلى هدنة خلال شهر رمضان وتزايد الوضع الإنساني في غزة سوءا، يقف أمين عام الأمم المتحدة قريبا من محنة المدنيين الفلسطيين في مدينة رفح، (1.4) مليون نسمة، محاصرين بين نيران جيش الاحتلال وبين وجع المجاعة المضني.
لم تدخل غزة سوى خُمس كمية الإمدادات المطلوبة
ويزور غوتيريش العريش في شمال سيناء، حيث يتم تسليم وتخزين الكثير من مساعدات الإغاثة الدولية لغزة، والتي تعترض دولة الاحتلال دخولها من معبر رفح المصري، أو تقوم بتعطيل الشاحنات بزعم إجراءات التفتيشن.
وبينما تسعى الولايات المتحدة ودول أخرى إلى استخدام عمليات الإسقاط الجوي والسفن لتوصيل المزيد من مواد الإغاثة، إلا أن الوكالات الإنسانية تقول إنه لم تدخل غزة سوى خُمس كمية الإمدادات المطلوبة تقريبا، وأوضحت أن الطريقة الوحيدة لتلبية الاحتياجات في القطاع الساحلي هي تسريع عمليات التسليم عن طريق البر.
الجوع يستخدم سلاحا للحرب
زيارة أمين عام الأمم المتحدة، تعيد طرح «المأساة» أمام الضمير العامي، وهي كارثة إنسانية اقترب من وصفها جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، في افتتاح مؤتمر عن المساعدات الإنسانية لغزة ببروكسل، قائلا: «لم نعد في غزة على شفا مجاعة، نحن في حالة مجاعة تؤثر على آلاف الأشخاص.. الجوع يُستخدم سلاحاً للحرب.. إسرلئيل تتسبب في حدوث مجاعة».
ترك غزة للجوع والفوضى
المشهد العام «الكارثي» وصفه تقرير صحيفة «لوموند» الفرنسية، بانه حالة مأساوية «بترك غزة للجوع والفوضى بعد أكثر من خمسة أشهر من الحرب».. وقالت الصحيفة الفرنسية، إن الجيش الإسرائيلي دمر بشكل منهجي غزة وتركها للجوع والفوضى، بعد أن دمرت أو ألحقت أضراراً بمعظم المباني، ولا سيما المراكز الإدارية، والوزارات، والمبنى العثماني الذي يضم مكتب البلدية، وأرشيف البلدية، ومقر البرلمان، بالإضافة الى تحطيم أنابيب المياه بواسطة حفارات الجيش الاسرائيلي وتعطل شبكة الكهرباء.
المجاعة واسعة النطاق
وكانت جمهورية جنوب إفريقيا طلبت من محكمة العدل الدولية فرض إجراءات طوارئ جديدة على إسرائيل بسبب «المجاعة واسعة النطاق» التي تحدث نتيجة الحصار والحرب التي تشنها على غزة.. وهذه هي المرة الثانية التي تطلب فيها جنوب إفريقيا من المحكمة، اتخاذ إجراءات إضافية، وقد تم رفض طلبها الأول في فبراير الماضي.
الفرصة الأخيرة
ونبّهت بريتوريا إلى أن طلبها قد يكون «الفرصة الأخيرة المتاحة لهذه المحكمة لإنقاذ الشعب الفلسطيني في غزة، الذي يموت بالفعل من الجوع، والآن صار على بعد خطوة من المجاعة»، مستشهدة في ذلك ببيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
…………………….
شاهد | البث المباشر لقناة الغد
