مناهضة العنصرية.. شرارة فلويد تواصل الاشتعال

لا تزال الطريقة الوحشية التي تم من خلالها قتل الأمريكي من أصل أفريقي ذي جورج فلويد ذي البشرة السوداء على يد أحد أفراد الشرطة في عملية غلفتها العنصرية تمتد آثارها في العديد من بلدان العالم.

وقتل الأمريكي جورج فلويد الأسود الأعزل 25 مايو الماضي بعد أن جثا ضابط أبيض من شرطة مدينة منيابوليس بركبته على رقبته لما يقرب من تسع دقائق.

فبعد تصاعد الهجوم ضد الأجهزة الشرطية في أمريكا لما تستخدمه من عنف تعامل به مع ذوي البشرة السوداء في مظاهرات خرج فيها الآلاف هزت بلا شك العديد من الولايات المتحدة شهدت شد وجذب بين المحتجين فيما تدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تارة باتهام الشرطة بعدم التعامل الجيد مع الاحتجات وأخرى يرميهم بالضعف، وثالثة يهدد بنشر قوات الجيش لقمع المحتجين في خطوة لاقت العديد من الانتقادات حتى من مسؤولي البنتاجون أنفسهم.. في خضم ذلك يزداد الكره ضد الأجهزة الأمنية.

يأتي ذلك في الوقت الذي فتحت فيه التظاهرات التي شهدتها الولايات المتحدة إثر مقتل جورج فلويد، الباب على مطالبات بإصلاح الشرطة، ووجدت صداها في قانون قدّمه الديمقراطيون أمام الكونجرس.

فلويد يحيي تراوري

السبت في باريس استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع حيث تجمع الآلاف في مظاهرة ضد ما يصفونه بعنصرية وعنف الشرطة، وسط العاصمة الفرنسية.

وفقا لما ذكره صحفي من رويترز في مكان الواقعة، أطلقت الشرطة قنبلتي غاز مسيل للدموع وانصرف الحشد بهدوء،

وكان أنصار أداما تراوري قد دعوا لتنظيم هذا الاحتجاج الذي لم يحصل على تصريح من الشرطة.

وتراوري رجل أسود كان يبلغ من العمر 24 عامًا عندما توفي في عام 2016 أثناء احتجاز الشرطة له بالقرب من باريس.

وعادت قضية تراويري للظهور بسبب موت الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد في الولايات المتحدة.

وكان عدة آلاف من المتظاهرين المناهضين للعنصرية قد تجمعوا في وسط باريس اليوم السبت لإدانة عنف الشرطة، مع استمرار موجة الغضب في اجتياح العالم بعد موت فلويد.

وترددت أصداء هذه القضية في فرنسا، لا سيما في ضواحي باريس حيث تقول جماعات حقوقية إن اتهامات الشرطة الفرنسية بالمعاملة الوحشية للمقيمين من أصول مهاجرة في الغالب لا تزال دون معالجة إلى حد كبير.

وانتشرت أعداد كبيرة من قوات شرطة مكافحة الشغب لكنها ظلت على مسافة بعيدة في الشوارع المحيطة.

ثم أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع في مواجهة المحتجين بوسط العاصمة الفرنسية.

واعترف وزير الداخلية كريستوف كاستانير الأسبوع الماضي بوجود “شكوك مؤكدة بالعنصرية داخل وكالات إنفاذ القانون الفرنسية.

وأثارت تصريحاته إدانة من نقابات الشرطة التي قالت إن رجال الشرطة يتم تقديمهم كبش فداء بسبب أمراض اجتماعية عميقة الجذور.

ونظمت الشرطة احتجاجاتها الخاصة في مدن في أنحاء فرنسا خلال الأيام الماضية.

اشتباكات مع الشرطة

وجرت احتجاجات في دول أخرى اليوم السبت، بما في ذلك في العديد من المدن الأسترالية وتايبه وزوريخ ولندن.

 

وقال شهود من رويترز، إن اشتباكا نشب بين محتجين من اليمين المتطرف والشرطة في ميدان الطرف الأغر في العاصمة البريطانية لندن وجرى خلال ذلك إطلاق مفرقعات ورشق زجاجات، السبت، أثناء محاولة أفراد الشرطة فصلهم عن محتجين مناهضين للعنصرية.

ونزل نحو ألف من نشطاء اليمين المتطرف إلى شوارع لندن متعهدين بحماية تماثيل لشخصيات تاريخية جرى استهدافها على هامش احتجاجات “حياة السود مهمة” (بلاك لايفز ماتر) في الأسابيع الماضية.

ووفق رويترز شارك  نحو 100 في الاشتباكات في ميدان الطرف الأغر.

 

وكان رئيس بلدية لندن صادق خان حث المواطنين على الابتعاد عن وسط العاصمة البريطانية، اليوم السبت، مع استعداد المدينة لمواجهة محتملة بين محتجين مناهضين للعنصرية وجماعات يمينية متطرفة.

وغطت السلطات تماثيل شخصيات تاريخية من بينها تمثال ونستون تشرشل بالألواح الخشبية أمس الجمعة قبل مظاهرات جديدة متوقعة في لندن بعد أن تصدر تمثال تشرشل الرموز المستهدفة لمجموعات مناهضة للعنصرية.

وقال خان، في تصريحات إذاعية، “لدينا معلومات مخابراتية تفيد بأن مجموعات من اليمين المتطرف ستأتي إلى لندن وتقول ظاهريا إن هدفها حماية التماثيل لكننا نعتقد أن التماثيل قد تكون نقطة تفجر محتملة للعنف”.

ودعا خان المواطنين لعدم المشاركة في مظاهرات خلال جائحة كورونا بعدما وردت دلائل من الولايات المتحدة على أن من بعض من شاركوا أصيبوا بالعدوى.

 

وقبل أيام تعرض تمثال تشرشل، الذي قاد بريطانيا وقت الحرب العالمية الثانية، والموجود خارج مبنى البرلمان للرش بطلاء وكتابة عبارات ورسوم جرافيتي بعد مظاهرة اتسمت بالسلمية بشكل كبير.

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أمس الجمعة إن “من السخيف والمخزي” أن يتعرض تمثال تشرشل لمحاولة الهجوم.

وكتب قائلا “نعم، كان يعبّر في بعض الأحيان عن آراء غير مقبولة لدينا اليوم، لكنه كان بطلا ويستحق تماما هذا النصب التذكاري

 

وشهدت بالفعل لندن خروج مظاهرة ضد العنصرية ودعماً للاحتجاجات التي تشهدها الولايات المتحدة وعدة مدن أوروبية عقب مقتل مواطن أسود على أيدي الشرطة، وتحمل شعار “حياة السود مهمة” وسط إجراءات مشددة فرضتها الشرطة البريطانية.

 

وكانت الشرطة قد دعت إلى عدم المشاركة في الاحتجاجات بسبب المخاوف من تفشي فيروس كورونا، داعية لإيجاد طرق أخرى للتعبير عن آرائهم، وفرضت الشرطة قيوداً خاصة لمنع تكرار مشاهد عنف حدثت في مظاهرات الأسبوع الماضي.

من جانبه قال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إن من وصفهم بالمتطرفين الداعين إلى العنف خطفوا المظاهرات المنددة بالعنصرية في المملكة المتحدة.

وأفاد مراسلنا من لندن أن منطقة “هايد بارك” مركز انطلاق تظاهرة داعمة لحياة السود، شهدت توافد عددا من البريطانيين للمشاركة في مظاهرة “حياة السود مهمة”، مشيراً إلى أن الأعداد المشاركة اليوم أقل من التي شاركت في عطلة نهاية الأسبوع الماضي عندما خرج آلاف البريطانيين في تظاهرات واسعة مي مختلف المدن.

وأضاف أن الشرطة البريطانية فرضت قيوداً لمحاولة الحفاظ على النظام وفرض سيطرتها بتحديد وجهة معينة للمتظاهرين، على أن تنتهي تلك المظاهرة بحلول الخامسة بعد الظهر.

ولفت إلى أن هناك تظاهرة أخرى أمام البرلمان لجماعات يمينية لحماية التماثيل التاريخية، خاصة تمثال رئيس الوزراء السابق وينستون تشرشل، الذي وصفه المتظاهرون في الأيام الماضية بأنه عنصري، وقامت السلطات، أمس، وضعت حول تمثال تشرشل ألواحاً عليه لحمايته من أية أعمال تخريبية.

 الكرة تتضامن

وفي لفتة تضامنية، قرر لاعبو الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم توجيه التحية لحركات مناهضة العنصرية حول العالم بوضع شعار “حياة السود مهمة” بدلا من أسمائهم على القمصان في أول جولة بعد استئناف البطولة، بحسب قالت وسائل إعلام بريطانية.

وأشار تقرير إلى أن الشعار سيتم وضعه بدلا من أسماء اللاعبين على القمصان من الخلف مع وضع أول حرف من كل كلمة لحياة السود مهمة على القمصان من الأمام.

وانتشرت العديد من الصور للاعبي الأندية الإنجليزية وهم يجثون على ركبة واحدة خلال التدريبات في الأسابيع الماضية مثلما فعل كولين كابرنيك لاعب كرة القدم الأمريكية السابق في 2016 للفت الانتباه إلى المشاكل العرقية.

ويعود الدوري الإنجليزي في 17 يونيو بعد ثلاثة أشهر من التوقف بسبب الجائحة التي أودت بحياة أكثر من 41 ألف شخص في المملكة المتحدة.

من جهة أخرى دعا بيرند لينو حارس مرمى أرسنال زملاءه في النادي اللندني للمشاركة بكل قوة والقيام بدور فاعل في مكافحة العنصرية والدعوة للمساواة بين الأجناس في أعقاب وفاة المواطن الأمريكي الأسود جورج فلويد خلال اعتقال الشرطة له في مدينة منيابوليس بولاية مينيسوتا في الشهر الماضي.

ونقلت شبكة سكاي سبورتس الرياضية عن لينو (28 عاما) قوله “نحن كلاعبين يعتبرنا الكثير من الناس مثالا يحتذى وعلينا في أرسنال أن نظهر دعمنا (في هذا الموقف).”

وأضاف الحارس الألماني “من المؤسف أنه في 2020 فإننا حتى الآن نناقش مثل هذه الأمور. لكن هذا هو الواقع ولابد لنا من الاستمرار في الدفع في هذا الاتجاه. ولا يهم لونك.. أبيض أو أسود. لكن لابد أن نحترم بعضنا البعض وأن تكون هناك فرص متكافئة في الحياة أمام الجميع.

أفريقيا تساند

.من جانبها دعت الدول الأفريقية أمس الجمعة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى تنظيم نقاش عاجل حول العنصرية والعنف الأمني، في سياق الحراك العالمي عقب وفاة جورج فلويد.

وفي رسالة وقّعتها 54 دولة تُشكّل المجموعة الإفريقية التي تنسّق جهودها حول مسائل حقوق الإنسان، طالب سفير بوركينا فاسو في الأمم المتحدة بجنيف، ديودوني ديسيري سوجوري، بتنظيم “نقاش عاجل حول الانتهاكات الحالية لحقوق الإنسان المستندة إلى دوافع عرقية، والعنصرية الممنهجة والعنف الأمني ضد الأشخاص من أصل أفريقي والعنف ضد التظاهرات السلمية.

وأضاف السفير البوركيني أن “الأحداث المأسوية في 25 مايو/ أيار 2020 بمدينة مينيابوليس في الولايات المتحدة التي أدت إلى وفاة جورج فلويد، أثارت احتجاجات في العالم أجمع ضد الظلم والعنف اللذين يلحقان بالأشخاص من أصل أفريقي يوميا في مناطق عدة من العالم”.

وتابع أن “وفاة جورج فلويد ليست حادثة معزولة للأسف”، مشيرا إلى أنّه يتحدّث باسم ممثلي المجموعة الأفريقية وسفرائها.

ووُجهت الرسالة إلى رئيسة مجلس حقوق الإنسان، النمسوية إليزابيث تيتشي-فيسلبرجر، وطالبتها بتنظيم النقاش عند استئناف الدورة 43 للمجلس التي تعطلت في مارس/ آذار نتيجة وباء كوفيد-19.

تأتي هذه الرسالة عقب توجيه عائلة فلويد، وعائلات ضحايا آخرين لعنف الشرطة، ونحو 600 منظمة غير حكومية، دعوة لمجلس حقوق الإنسان للنظر بشكل عاجل في مشكلة العنصرية وإفلات عناصر الشرطة الأمريكية من العقاب.

من جهته، قال متحدث باسم المجلس لوكالة فرانس برس إن الطلب صدر حاليا عن عدد كبير من الدول، ما “يرفع” من “فرص” تنظيم نقاش مماثل.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]