مناورات الغنوشي تثير غضب التونسيين.. واتحادالشغل يندد باستقواء النهضة بالخارج
انتقادات لاذعة وجهها اتحاد الشغل التونسي .. أكبر المنظمات النقابية في البلاد لحركة النهضة بعد دعوتها للحوار الشامل لتوضيح المسار السياسي.
واعتبر الاتحاد أن النهضة أصبحت تناور من أجل البقاء في المشهد حيث كانت قد رفضت الحوار الذي دعا له الاتحاد قبل أحداث الخامس والعشرين من يوليو وتجميد البرلمان بل وحاولت اجهاض هذه المبادرة التي كانت ستطرح عدة ملفات كالقانون الانتخابي.
من جانبه قال فاضل الطباشي محلل سياسي إن موقف اتحاد الشغل من حركة النهضة يمكن أن يفهم في عدة سياقات منها أن اتحاد الشغل سبق وأن أطلق مبادرة حوار إلا أن النهضة عطلت ورفضت المشاركة فيها وانتقاده لحركة النهضة كان من خلال التقاء أعضاء من الحركة مع أعضاء الكونجرس الأمريكي واتحاد الشغل رفض هذا اللقاء ومن ثم يصنف ذلك استقواء بالخارج.
واستنكر الاتحاد محاولات النهضة الاستقواء بقوى خارجية للتدخل في الشأن الداخلي من خلال لقاء أعضاء من الكونجرس الأمريكي الذي زار تونس مؤخرا وهو ما يؤكد استعداد النهضة للتفويت في السيادة الوطنية لتغليب مصالحها السياسية.
ووجه اتحاد الشغل في تونس اتهاماته لحركة النهضة بمحاولة ضرب السيادة الوطنية عبر الاستقواء بأعضاء من الكونجرس الأمريكي و عدد من الدول الأخرى مؤكدا أن النهضة تسعى للعودة إلى ما قبل الخامس والعشرين من يوليو والانواع من جديد في المسار السياسي الذي اتخذه الرئيس التونسي قيس سعيد.
وقال محمد بوعود محلل سياسي إن دعوة الاتحاد تنطلق من مبدأ السيادة الوطنية الذي لا يمكن أن يقبل الاستقواء بالخارج خصوصا أنه أصبح مكشوفا وطلب بالتدخل وما حدث من رسالة الغنوشي في فيينا هي أكبر دليل علي الاستقواء بالأجنبي في شأن محلي.
ودعا الاتحاد إلى ضرورة الإعلان في أسرع وقت عن الحكومة التونسية الجديدة حتى لا تستغل عدة أطراف هذا الوضع لإرباك المشهد.
بدوره قال الكاتب الصحفي صبري الزغيدي الصحفي بجريدة الشعب الناطقة باسم اتحاد الشغل التونسي،إنه منذ اليوم الأول حاولت النهضة بكل السبل من أجل خلق لوبي إقليمي ودولي من أصدقاءها وذلك للضغط على رئيس الدولة للتراجع عن قراراته وإعادة النهضة للمشهد مثل ما كانت عليه.
وأشار إلى أن اتحاد الشغل يري أن الممارسة لدى النهضة هي تغليب للمصلحة الضيقة الخاصة واستخدام أياد خارجية لقضية محلية، ونحن نرى أن أي تغيير يجب أن يكون بأيادي تونسية وليس خارجية وهذا ضرب للسيادة الوطنية.
وأوضح أن حركة النهضة الأن تعاني من عزلة سياسيةداخلية وتحاول الأن غسل يدها من الأخطاء التي قامت بها وتبحث عن ملاذات لتعيد بيتها الداخلي .
من جانبه قال الجمعي القاسمي الكاتب والباحث السياسي، إن تحركات النهضة معروفة منذ وصلت للحكم الجميع يعلم الارتباطات التي نسجتها في فترة السرية وما بعدها وانغماسها في محور إخواني معروف ساهم في تدمير الدول العربية وما زال المحور الإخواني بقيادة تركيا وقطر يمارس المهمة في ليبيا التي تعاني من هذه المشكلات.
وأضاف، ما قدم عليه النهضة كان متوقعا، ويتعين على القوي الوطنية أن تقف سدا منيعا ضد المحاولات التي لا تقوم علي الاستقزاء بالأجنبي فقط بل دعوة الأجنبي لضرب مقومات الدولة التونسية وهو مكمن الخطر، واتحاد الشغل له موقف واضح ويدعوا للتصدي لكل من تسول له نفسه الاستجاء بالأجنبي.
وتتواصل في تونس مناورات رئيس البرلمان المجمد راشد الغنوشي وحلفائه من المتورطين في قضايا الفساد رغم تجميد عمل البرلمان غير أن اتحاد الشغل حذر مما وصفه بـ”الاستقواء بالأجنبي” وذلك على خلفية تصريحات نائبين كلفهما الغنوشي بالمشاركة في أعمال الاتحاد البرلماني الدولي، دعوا خلالها إلى التدخل العاجل لتقويض قرارات الرئيس قيس سعيّد بتجميد البرلمان.
واعتبر مراقبون أن محاولات الاستقواء بالخارج التي تقوم بها حركة النهضة وحلفاؤها لن تجدي نفعا، بعد أن فهمت القوى الخارجية أن منظومة الإسلام السياسي والفساد قد لفظها الشعب التونسي وانكشف تلاعبها بصحة وحياة وقوت التونسيين.
