«منتدى تعزيز السلم»: صناعة التدين حولت الدين من السلام لوقود للنزاعات السياسية

قال “منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة” إنه يتصدى لدعوى الربط بين الدين والعنف بتفكيك منظومة المفاهيم التي يتوسل بها المتطرفون في تبرير العنف بالدين، مشيرا إلى أن القرار الأخير باعتبار الولايات المتحدة القدس الشريف عاصمة لدولة إسرائيل يخدم المفاصلة الدينية ولا يسعد به دعاة السلام؛ بل يسهم في الربط النكد بين الدين والعنف باستفزاز المشاعر وإذكاء نار التطرف والاحتراب.

وأشار المنتدى في بيانه الختامي لاعماله المنتدى الذي عقد في أبوظبي عاصمة الإمارات، إلى أن المتحدثون في هذا الملتقى تطرقوا إلى موضوع الخوف من الإسلام من زاوية تأثيره على السلم العالمي، وتناولوا بالدراسة والتحليل أسباب الظاهرة وخطورتها وآثارها على السلم الاجتماعي والدولي مبينين في المقابل الرؤية الإسلامية الصحيحة للسلم العالمي المنسجمة مع مقاصد الدين وكلياته والمعززة بالتجربة التاريخية المتفردة في مجال التعارف والتعايش.

وخرج البيان الختامي  للمنتدي الذي عقد على  اففتح اعماله الإثنين حتى اليوم الأربعاء، مؤكدا على خطورة ظاهرة الخوف من الإسلام وآثارها، لكون ذلك يؤدي إلى أضرار عظيمة داخل نسيج المجتمعات المركبة ويضر بنموذج العقد الاجتماعي القائم على أسس المواطنة المتساوية؛ فضلا عن كونه مجافيا لميزان العقل والأخلاق، كما أن تنامي خطاب الكراهية وسياسات التمييز في الغرب يرفد التطرف في الضفة الأخرى بأسباب يتمسك بها في اكتساب نوع من الشرعية الموهومة ويمده بأوعية متجددة لتجنيد المزيد من الأتباع والدماء الجديدة.

وأوضح البيان أن أسباب الظاهرة متنوعة ومركبة ولكن تعاظمها نتيجة نقصان التكاثف والتواصل بين العقلاء والحكماء من الضفتين لقطع الطريق على خطاب الكراهية والتطرف وصيانة الأفراد والمجتمعات من الإرهاب المادي والمعنوي، كما أن هذه الظاهرة تكشف عن تخادم نوعين من التطرف: أحدهما يركب على مفاهيم دينية يعزلها من سياقها ليحارب بها العالم ويدمر وشائج التعارف والتعايش بين بني البشر، والثاني يوظف نفس المفاهيم المحرفة ليتهم دينا وأمة بالعنف والدموية واستحالة التوافق مع قيم العصر ومشتركات الإنسانية، مطالبا بمعالجة العلاقة المزعومة بين الإسلام والإرهاب.

وشدد البيان على أن الأديان ليست متهمة بالعنف ولكن صناعة التدين التي هي صناعة بشرية أحالت الدين من طاقة للسلام إلى وقود للنزاعات الدينية والسياسية فأضرت بمصالح المجتمعات والأوطان في حاضرها ومستقبلها، موضحا أن المسلمين هم أكثر ضحايا الإرهاب و في ذات الوقت هم المتهمون به.

وقدم المنتدي “روشتة” للعلاج منها، إعادة ترتيب البيت الإسلامي، حيث أن المنظومة الفكرية في نطاق المجتمعات المسلمة في أمس الحاجة إلى تجديد بإبراز المناهج الصحيحة والمآخذ السليمة في التعامل مع نصوص الكتاب والسنة، وذلك لكونه أمرا ضروريا لهزيمة الفكر المتطرف الذي يشوه الإسلام ويقدم الذرائع للكراهية والبغضاء.

وأشار إلى أنه من وسائل علاج المشكلة هو الحوار مع الآخر، لكون المجتمعات صارت خليطا من الأجناس والأعراق والأديان واللغات، وهذا التنوع في المنطق الديني والإنساني ينبغي أن يكون محفزا على العمل الإيجابي والتعارف والتعايش، وكذلك  التحالف مع أولي بقية من أهل الأديان ومحبي الإنسان.

وقال المنتدى أنه يتطلع إلى مقاربة جديدة في علاقات المسلمين بغيرهم -بل وفي العلاقات بين الثقافات والأديان عموما- قوامها القبول بالاختلاف بدل النقد والاتهام المتبادل وتحالف الجميع لخدمة الإنسان على هذه الأرض ليبادر الجميع إلى الفعل في الوقت المناسب .

وطالب المنتدي بإشاعة قيم السلم والتعايش والمحبة بين الأديان وبين بني الإنسان في مختلف منابر التأثير والتنشئة وخاصة تلك الموجهة إلى الطفولة والشباب، و مراجعة المناهج الدراسية في المجتمعات المسلمة في ضوء قيم الإسلام الأصيلة بما تضمنته من تسامح واحترام لبقية الأديان والثقافات وحث على حسن المعاملة مع معتنقيها وبما تختزنه التجربة التاريخية للمجتمعات المسلمة في هذا المجال من ثراء وعطاء.

وأوصى المنتدي بتأسيس مرصد دولي للإسلاموفوبيا وأنواع الكراهية يكون منبرا للدراسة العلمية لأسبابها ومظاهرها وقوة اقتراحية لسبل التصدي لها والتوعية بمخاطرها، وتنظيم ملتقيات جامعة على الصعيد الدولي لمؤسسات التواصل والحوار بين الديانات والثقافات لتقويم المنجزات وتبادل الخبرات وتوحيد الجهود، كذلك تأسيس برامج علمية ومنح دراسية لتشجيع التعارف وتبادل الخبرات بين أقسام الدراسات الشرعية في جامعات العالم الإسلامي والجامعات المعنية بتدريس الأديان في الغرب، و- تخصيص جائزة سنوية لأفضل الدراسات الإسلامية والإنسانية والاجتماعية في موضوعات التعايش والتعارف.

ويعبر الملتقي عن شكرهم الجزيل وثنائهم الجميل لدولة الإمارات العربية المتحدة على كرم الضيافة وحسن الوفادة؛ رافعين أسمى عبارات الامتنان إلى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدول، وإلى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]