منظمة السياحة العالمية: مصر تبتعد عن قائمة العشرة الأوائل عالميا

توقع تقرير منظمة السياحة العالمية لعام 2016، نمو نصيب الشرق الأوسط من عدد السياح عالميا من 6.5% في 2010 إلى 8.2% بحلول عام 2030.

أما فيما يتعلق بمصر فقد احتلت مركزا متراجعا، مقارنة بسائر دول العالم، ففي سوق السياحة العالمية والذي بلغت إيراداته 1.5 تريليون دولار في عام 2015، كان نصيب مصر منها أقل من 6.1 مليار دولار، لتحتل بذلك مكانة بعيدة عن قائمة العشرة الأوائل من حيث عدد السياح أو من حيث العائدات، بحسب بيانات تقرير منظمة السياحة العالمية لعام 2016، والذي وضع صورة معبد الكرنك بالأقصر على غلافه.

وركز التقرير على الأرقام دون عرض رؤى أو استراتيجيات الدول، مع استعراض الاتجاهات الرئيسية للسياحة حول العالم.

وتعليقا على هذا التقرير، قال نادر عياد، نائب رئيس غرفة شركات السياحة، لموقع الغد، «يعاني قطاع السياحة المصرية من حالة من الركود منذ عام 2011، متأثرا بالاضطرابات السياسية التي مرت بها البلاد خلال تلك السنوات الماضية، فقبل ثورة يناير 2011، كان قطاع السياحة المصري يدر على البلاد نحو 12 مليار دولار سنويا، مقارنة بإيرادات قطاع السياحة عام 2015 والتي لم تتجاوز 6.1 مليار دولار سنويا، بانخفاض 15% عن الإيرادات المتحققة في 2014».

وأضاف عياد، «ازداد الأمر سوءا، منذ أن علقت موسكو رحلاتها الجوية إلى مصر عقب مقتل 224 شخصا، معظمهم روس، إثر تحطم طائرة شركة متروجيت الروسية فوق سيناء نهاية أكتوبر الماضي، حيث أدى ذلك إلى تراجع أعداد الوافدين إلى مصر، لاسيما السياحة الوافدة من روسيا وبريطانيا، التي تمثل نسبة 40% من الحركة الوافدة لمصر، وقامت بعض شركات السياحة بإلغاء رحلاتها إلى مصر».

وأشار عياد إلى أن «عدد السياح الوافدين لمصر تراجع إلى 2.328 مليون سائح في الشهور الستة الأولى من عام 2016، مقابل 3.969 مليون سائح خلال الفترة المناظرة من العام 2015، كما بلغ إجمالي عدد السياح الذين زاروا مصر في 2015، نحو 9.3 ملايين سائح، بانخفاض 6% عن 2014، وفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري».

وتابع عياد، «تعرضت السياحة المصرية إلى أزمتين لاحقتين عقب حادث الطائرة الروسية، كان لهما أثر كبير على قطاع السياحة، بقيام مواطن مصري باختطاف طائرة وإجبار قائدها تغيير مسار الرحلة إلى قبرص بدلا من القاهرة، وسقوط طائرة مصرية في مياه البحر المتوسط كانت قادمة من فرنسا».

وسجلت السياحة في يونيو 2016 أكبر انخفاض يسجل منذ بداية العام الجاري بنسبة بلغت 59.9%، وفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

وبلغ عدد السياح الوافدين من كل دول العالم إلى مصر 328.6 ألف سائح في شهر يونيو، مقابل 820 ألف سائح في نفس الشهر من العام الماضي.

وحقق قطاع السياحة انكماشا بنسبة 18.7% خلال النصف الأول من العام المالي الماضي مقابل 43.7% نموا في الفترة المقابلة من العام السابق.

وكانت السياحة والصناعة من أكثر القطاعات التي ساهمت في انكماش النمو الاقتصادي للبلاد إلى 4.5% في النصف الأول من العام المالي الماضي، مقابل 5.5% في نفس الفترة من العام السابق.

في مقابل ذلك، تصدرت فرنسا دول العالم من حيث عدد الوافدين إليها في تقرير منظمة السياحة العالمية لعام 2016، إذ رحبت بـ 84.5 مليون سائح في 2015، تلتها الولايات المتحدة، ثم إسبانيا، ثم الصين.

واحتلت الدول نفسها المراكز الأربعة الأولى في قائمة عائدات السياحة، ولكن باختلاف الترتيب، حيث جاءت الولايات المتحدة في المركز الأول بـ204.5 مليار دولار، تليها الصين، ثم إسبانيا، ثم فرنسا.

وكانت المفاجأة دخول روسيا في قائمة العشرة الكبار من حيث استقبال السائحين، بعد أن جذبت روسيا 31.3 مليون سائح.

والمفاجأة الأكبر كانت دخول منطقة ماكاو الإدارية الخاصة التابعة للصين في المركز العاشر في قائمة إيرادات السياحة عالميا، محققة 31.3 مليار دولار، حيث بلغت عائدات ماكاو 5 أضعاف إيرادات السياحة في مصر بأكملها.

وبالمقارنة بالشرق الأوسط، جاءت مصر في مركز أقل من كل من السعودية «المدعومة بعائدات الحج والعمرة»، والمغرب على الترتيب، من حيث أعداد الوافدين.

إلا أن مصر تفوقت قليلا من حيث الإيرادات على المغرب، وتأخرت وراء كل من السعودية، والإمارات ذات المقاصد السياحية عالية الإنفاق، ولبنان التي حققت مفاجأة بجلب إيرادات بلغت 6.9 مليار دولار في 2015.

الديناميكية بين الإمارات ولبنان تحديدا مثيرة بشكل خاص، إذ انتزعت دبي صدارة سياحة عمليات التجميل في المنطقة من بيروت، وفقا لمقال نشره مؤخرا موقع أخبار الشرق الأوسط المالية والاقتصادية.

من ناحية أخرى، ذكرت اليوم صحيفة « تيليجراف» البريطانية، أن فصل الصيف، الذى يمثل ذروة المواسم السياحية فى أوروبا وغيرها من المناطق حول العالم، شهد هذا العام سلسلة من الأحداث والاضطرابات التى أضرت بالسياحة العالمية، وتسببت في خسائر كبيرة لشركات ذات باع كبير في هذا المجال.

وقالت الصحيفة، في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني، إن الأسباب تنوعت بين أحداث سياسية مثل محاولة الانقلاب العسكري في تركيا، وأخرى اقتصادية مثل تصويت البريطانيين أواخر يونيو الماضى لصالح خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي، وما نتج عنه من حالة عدم اليقين في الاقتصاد البريطانى وعدم استقرار قيمة العملات المستخدمة في قطاع السياحة فى أوروبا.

وأضافت أن تفشي ظاهرة الإرهاب في مناطق مختلفة من العالم، خاصة في الدول التى اعتاد السائحون على زيارتها فى موسم الصيف، دفعت السائحين للتراجع عن قضاء عطلاتهم.

وقالت الصحيفة إن أسهم العديد من شركات الطيران هوت بشدة خلال فصل الصيف الجاري، وذكرت أن خطوط الطيران وشركات السياحة والفنادق اضطرت لتخفيض الأسعار فى محاولة منها لجذب السائحين وتشجيعهم للتغلب على مخاوفهم الأمنية، الأمر الذي أثر بدوره على ربحية هذه الشركات، مثل شركة الطيران الأيرلندية «ريان آير»، التي خفضت أسعارها بنسبة 10% خلال هذا الصيف.