«منعطف تاريخي».. الغرب يعيد حساباته للحرب في أوكرانيا

في أحدث حلقة من سلسلة ما أطلق عليه  «الرد على الرد» نفذت إسرائيل، فجر اليوم الجمعة، ضربة على الأراضي الإيرانية.. ونقلت قناة  «إيه بي سي نيوز» عن مسؤول أميركي كبير قوله إنّ إسرائيل شنّت ضربة ضدّ إيران ردًّا منها على الهجوم الإيراني الذي استهدف أراضيها في نهاية الأسبوع الماضي.

وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، أنه تم تحويل عدة رحلات جوية فوق المجال الجوي الإيراني في وقت مبكر من اليوم الجمعة، وفقًا لموقع تتبع الرحلات الجوية  «فلايت رادار»، وأفادت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية الإيرانية بسماع دوي انفجارات فوق مقاطعة أصفهان.

وقال مسؤول أمريكي كبير لموقع Axios إن إسرائيل نفذت ضربة في إيران في وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة بالتوقيت المحلي و«لم نتفاجأ».

وأضاف: إن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة مسبقا.. بينما قال مسؤولون أمريكيون إن إدارة بايدن حذرت إسرائيل من أن التصعيد مع إيران لن يخدم المصالح الأمريكية أو الإسرائيلية، وحثت إسرائيل على «توخي الحذر» في أي انتقام..وقد اتزمت إسرائيل بالنصيحة!

الشرق الأوسط على مفترق طرق

وذكرت صحيفة  «جيروزاليم بوست» العبرية، أن إسرائيل شنت الهجوم على إيران، الجمعة، ونقلت الصحيفة عن المسؤولين الذين لم تكشف عن هوياتهم القول «إسرائيل ردت على من هاجمها».. وحذرت الصحيفة الإسرائيلية، من أن الشرق الأوسط على مفترق طرق بسبب الصراع الإيراني الإسرائيلي المحتمل، وبعد أن شنت إيران حربًا إقليمية على إسرائيل في أعقاب هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي،  الذي شنته حماس، بحسب المحلل السياسي للصحيفة، سيث جيه فرانتزمان.

تصعيد جديد بين إسرائيل وإيران

ويرى الباحث السياسي الفلسطيني، أليف صباغ، أن هناك تصعيدا جديدا بين إسرائيل وإيران، مشيرا إلى أن إسرائيل تعتمد على «الضبابية» عقب كل عملية خارجية، فهي لم تعترف رسميا عن الهجوم على مدينة أصفهان الإيرانية بالطائرات المسيرة، وسوف تكشف الساعات والأيام المقبلة، عن حقائق مثل من أين انطلقت الطائرات المسيرة باتجاه  الأراضي الإيرانية، هل من القواعد الأميركية في المنطقة العربية، هل مثلا من شمال العراق من أربيل، هل من أذربيجان في شمال إيران؟ أسئلة كثيرة سوف تكشف عنها الأيام القليلة المقبلة..وأغلب الظن أنها لم تنطلق من إسرائيل.

وقال «صباغ» في حوارعلى شاشة قناة الغد، أن هذا الرد الإسرائيلي هو رد أوّلي، لـ«جس النبض»، فهو هجوم بعدد محدود جدا من الطائرات المسيرة، وحسب إيران فإإن العدد كان 4 طائرات ولم تحدث خسائر في القاعدة الجوية بأصفهان، ولذلك أعتقد أن هناك ردا إسرائيليا سوف يتبع هذا الرد الأوّلي الذي كان بهدف جس النبض عالميا وإقليميا وحتى في الداخل الإسرائيلي، والتصعيد الأكبر  قادم!

أهداف الهجوم الإسرائيلي «المتواضع»

وبنفس الرؤية تقريبا، يقول الباحث  السوري في العلاقات الدولية، محمد نادر العمري، إن ما حدث اليوم يمكن قراءته حسب تلك المسارت: أولا هو رد «متواضع» وحتى بحسب مراقبين إسرايليين، أي «رد لجس النبض» بالنسبة لإيران، أي أن هذه الطائرات المسيرة كانت بهدف إثارة الرعب داخل إيران،  ومحاولة إدارة الحرب النفسية، ومحاولة معرفة  مدى استعداد إيران للتصدي لأي هجوم  قد يشن عليها خلال الساعات او الأيام المقبلة، وقد تكون  تمهيد لهجوم قريب.

وأضاف في حوار على شاشة الغد: ربما ارادت إسرائيلي توصيل رسالة إلى طهران، تقول إن في الداخل الإيراني، أو من بين الدول المجاورة، من هم أعداء للنظام الإيراني، خاصة وأن هذه المسيرات الصفيرة الحجم  لا يمكن أن تطلق من داخل إسرائيل.

كما أن هناك رسالة اخرى توجهها إسرائيل للولايات المتحدة والغرب، بهذه العملية المحدودة، أي ابتزاز الغرب لشحن قدراته وامكانياته لصالح إسرائيل، وتوسيع العقوبات ضد ايران، وهو ماتسعى إليه إسرائيل، لأن الخلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل كان حول فرض عقوبات على الحرس الثوري، وكانت واشنطن تفرض عقوبات على بعض منتسبي الحرس الثوري، بينما طالبت  إسرائيل بفرض عقوبات على كل جهاز الحرس الثوري وبقية المنظمات والمؤسات الإيرانية.

………………….

شاهد | البث المباشر لقناة الغد

يبدو أن منطقة الشرق الأوسط، أصبحت على عتبة متغيرات مفصلية، سوف تفرض أحكامها على قضايا محورية في المنطقة، مما يشير إلى أن فلسطين تمر بالمرحلة الأكثر خطورة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وتساءل الأكاديمي والمحلل السياسي الفلسطيني، دكتور سهيل ذياب، بالتحليل السياسي: «لماذا تمر فلسطين الآن ومنذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بالمرحلة الأكثر خطرا؟

وقال في حوار على شاشة الغد: «يرجع ذلك لأن الولايات المنتحدة دخلت الآن مرحلة الإٌحراج المضاعف..كيف؟ أولا أمام الولايات المتحدة 3 قضايا كبيرة ظهرت في الأيام الأخيرة وسوف تزداد في اليومين الثلاثة المقبلة:

1 ـ القضية الأولى، أوالنقطة الأولى: الإرباك والإحراج الكبير للولايات المتحدة من قضية اجتياح رفح بريا، وما تردد من معلومات عن موافقتها منح الضوء الأخضر لإسرائيل لتنفيذ عملية الاقتحام مقابل عدم رد إسرائيل على الرد الإيراني (الهجوم الإيراني بالصواريخ والمسيرؤات على إسرائيل)، وفي اليومين الأخيرين لاحظنا مؤشرات ودلالات لمثل  هذه القضية

2 ـ  النقطة الثانية من الناحية الدبلوماسية: حيث سيصوت مجلس الأمن اليوم على مشروع قرار بمنح فلسطين العضوية الكاملة بالأمم المتحدة، والولايات المتحدة لا تريد ذلك، سواء من عدم توافر موافقة 9 أعضاء من بين الـ 15 عضوا، أو باستخداد حق النقض «الفيتو»، وهذا الأمر يدخلها في إحراج مضاعف على المستوى الدبلوماسي.

3 – والنقطة الثالثة التي تحرج الولايات المتحدة، هي تراجعها عن موقغها تجاه صفقات تبادل الأسرى من ورقة باريس الثانية إلى التماثل مع الموقف الإسرائيلي في عدد من القضايا خلال الأسبوعين الماضيين، الأمر الذي أدخل هذا الموضوع قي عدد من الخلافات مع الوسطاء مصر وقطر وغيرهم.

كل الملفات بلغت درجة الغيان

وأضاف «د. سهيل»: «كل هذا يقول إننا في مرحلة  بلغت درجة الغليان في كل الملفات درجة الذروة.. وأن الولايات المتحدة لاتستطيع في المرحلة المقبلة اللعب في المنطقة الرمادية في هذه الملفات، لأن المنطقة الرمادية أصبحت صغيرة جدا، ويتوجب الانتقال إلى المرحلة الأكثر وضوحا…أبيض أو أسود».

• ولهذا فأن هذا الوضع يجب أن نتعامل معه كقاعدة،  كمعطى، كخلفية، لتفسير أي تطور في الآيام المقبلة وعلى مختلف الجبهات !

………………………..

شاهد| البث المباشر لقناة الغد

لم تتوقف نيران العدوان الإسرائيلي على غزة، على مدى أكثر من نصف العام (195 يوما)، ويسجل المشهد الدموي في رفح  تحديدا «قصفا مكثفا يوميا» يستهدف نحو مليون ونصف المليون نارح، وفي ظل نيران حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، جاءت الضربة الإيرانية لإسرائيل، لتفيد نتنياهو بقدر ما أضرت غزة، حيث بات ملف إنهاء الحرب وتخفيف معاناة الفلسطينيين متراجعا في الأولويات.

خطة إسرائيلية بديلة

ويؤكد الخبير الفلسطيني في الشؤون الإسرائيلية، نهاد أبو غوش، أن ما يحدث يجرى وفقا للخطة البديلة لعملية اقتحام مخيمات النازحين في رفح بالدبابات والمدرعات مما يثير حفيظة العالم ويفجر احتجاجات وغضب الرأي العام العالمي، ولذلك فإن الخطط البديلة لهذا الاجتياح لم تكتمل بعد من ناحية عملية، حيث لم تقيم إسرائيل حتى الآن المخيمات  للنازحين من رفح قبل عملية الاقتحام، كما كانت تدعي، ولم تعد هناك أماكن خالية وآمنة تأوي النازحين من رفح، ولذلك فهي تعمد إلى ضرب أهداف بعينها.

الخيارات المؤقتة

وقال «أبو غوش» في حوار على شاشة الغد: إن الخطة الإسرائيلية البديلة هي، إما  تأجيل عملية  اقتحام رفح، أو اقتصارها على عمليات بعينها، مثلا إذا اكتشفت وجود عناصر مقاومة أو مسلحة، أو تقوم بعمليات اغتيال محددة لبعض الشخصيات، ولكن  تبقى تلك  ضمن الخيارات المؤقتة التي تعمل عليها إسرائيل، حنى تتبلور الخطة المتكاملة، لأن خطة رفح لا تقتصر فقط على التصدي لتشكيلات المقاومة التي بقيت في المدينة، ولكن تريد تطويق محافظة رفح  من الجنوب الغربي، أي عزلها تماما عن مصر ثم اتاحة الفرصة للتحكم بها  وبمستقبلها الإداري  والحياتي والاجتماعي وكذلك لقطاع غزة كله وليس رفح فقط.

عزة.. مخيم كبير للاجئين

وأضاف الخبير الفلسطيني: «مدينة رفح  تضم 1.5 مليون نازح، ومن أجل خروجهم من رفح لا بد من  ممرات آمنة، ولكن إسرائيل تريد ممرات تخضع  للتفتيش الدقيق، وربما عزل الأطفال والنساء عن الرجال، وقد تكون هذه الممرات مصيدة لاعتقال الألاف من الفلسطينيين».

وتابع قائلا: «كل شىء مستهدف في قطاع غزة  فهي تريد أن يتحول كل قطاع غزة إلى مخيم كبير للاجئين يفتقر لكل مقومات الحياة الإنسانية».

الاحتلال استغل التوتر مع إيران لإلهاء العالم عن غزة!

ويرى الباحث في مركز تقدم وخبير الشؤون الإسرائيلية، أمير مخول، أن إسرائيل تحاول استغلال التوتر مع إيران لإلهاء العالم عن غزة، وهذا ما يجري حاليا وهو أمر خطير، وقد  ألقت الهجمات التي أطلقتها إيران على إسرائيل، بتداعيات على مسار حرب العدوان على غزة المتواصلة لليوم الـ195 على التوالي، إذ تراجع الاهتمام الدولي «مؤقتا» ليتصدر الصراع بين طهران وتل أبيب المشهد، تحسبا لخروج الأوضاع عن السيطرة في المنطقة.

الاهتمام الغربي الراهن منصب على دعم إسرائيل!

وقال مخول: «الضربة الإيرانية وما تلاها من تبعات أبرزها التهديد الإسرائيلي بالرد، ساهمت في تغيّر المعادلة الراهنة بالمنطقة، حيث بات التركيز الغربي الراهن منصبًا على دعم إسرائيل في تلك الأزمة بعدما كان موحدًا ضد الأزمة الإنسانية التي يعيشها القطاع، بما قد يصل إلى مراجعة التوجه السابق بتقليص مبيعات الأسلحة لتل أبيب، وكذلك تراجعت غزة في أولوياتهم خلال الفترة المقبلة، خاصة مع تعثر المفاوضات بين الطرفين».

معاناة تخنق النازحين

وأشار «مخول» في حوار على شاشة الغد، إلى خشية أن تؤدي التوترات الإسرائيلية – الإيرانية إلى «صرف الانتباه» عن الوضع الإنساني في قطاع غزة، مع معاناة ما يقرب من 2.3 مليون نسمة من أزمة غذائية وصحية فادحة.. وقد أصبحوا، أو غالبيتهم، من النازحين !!

………………………………………..

شاهد | البث المباشر لقناة الغد