في الوقت الذي يثير فيه لباس البحر الإسلامي أو ما يعرف بـ«البوركيني»، أزمة وجدلا في أوربا والدول الإسلامية، حول معناه وما يرمز له، وهو الجدل الذي انسحب إلى الحقوق الشخصية والحريات، وكذلك «استعباد المرأة» حد وصف رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس، وجاءت تصريحات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم الخميس، متماشية مع ذلك، إذ قالت إن البرقع أو النقاب يحول دون دمج المهاجرين في المجتمع، فيما تعهدت ميركل من جانب آخر بتعزيز الأجهزة الأمنية من أجل مكافحة الإرهاب، وهو ما يتماشى مع الموجة الرافضة للزي الإسلامي في الدول الأوروبية.
ومثلما يرى فالس أن البوركيني ترجمة لمشروع سياسي ضد المجتمع مبني خصوصا على استعباد المرأة»، فإن ميركل ترى أن البرقع (النقاب) يحول دون دمج المهاجرين واللاجئين في المجتمع. وقالت ميركل في تصريحات لصحف شبكة التحرير الصحفي بألمانيا في عددها الصادر غداً الجمعة «من وجهة نظري قلما تمتلك سيدة تغطي وجهها تماما في ألمانيا أية فرصة للاندماج».
وقال الموقع الاإلكتروني لقناة دويتشه فيله الألمانية أن ميركل وم تحدد في تصريحاتها إذا ما كان ممكنا حظر ارتداء البرقع في مجالات معينة أم لا، وقالت «إن الأمر يتعلق في هذا الشأن بعملية تقدير سياسية وقانونية، ومن أجل حلها يحظى وزير الداخلية (الاتحادي) توماس دي ميزير بكامل دعمي»، فيما يذكر أن دي ميزير استبعد فرض حظر عام على ارتداء البرقع في ألمانيا.
من جانب آخر، تعهدت ميركل مجددا بتعزيز الأجهزة الأمنية في بلادها من أجل مكافحة الإرهاب، وقالت في مقابلة مسجلة بالفيديو نشرها حزبها المسيحي الديمقراطي اليوم الخميس «إننا نقوم بكل ما هو ممكن إنسانيا من أجل ضمان الأمن، ويتعين علينا دائما التفكير في بدائل جديدة لتحقيق الأمن في المواضع التي يوجد بها ثغرات».
وأوضحت أنه يندرج ضمن ذلك زيادة أفراد الشرطة وتكثيف المراقبة بالفيديو في الأماكن العامة، فضلا عن إمكانية وضع لوائح قانونية جديدة لوسائل الإعلام. ويشار إلى أن ميركل أعلنت عن “حزمة شاملة” للاتحاد المسيحي الذي تتزعمه في هذه المقابلة.
وذكر موقع BBC الناطق بالعربية، أن البروكيني عكس حالة من اضطراب المزاج تعيشها فرنسا، وحتى الآن تم تغريم عدد قليل من النساء بـ 38 يورو في مدينة كان، بسبب ارتدائهن البوركيني على الشواطئ، وأثار قرار عمدة المدينة بمنع البوركيني جدلا واسعا، وحاول ديفيد ليسنارد عمدة كان الذي شرح قراره بتغريم مرتديات البوركيني، قائلا «البوركيني يشبه الزي الموحد، وهو رمز للتطرف الإسلامي. وهذا هو سبب قراري بمنعه على الشواطئ».
وأضاف الموقع أن البوركيني يمثل «تحديا لفكرة الوحدة الوطنية، والتي تمثل قلب الخطاب الفرنسي. ويُرى البوركيني كرمز للانعزالية، وبالنسبة للبعض يسمح بتقويض الفكرة الرئيسية التي تقوم عليها الدولة الفرنسية».
وعلى صعيد آخر، أعرب محامون في ألمانيا عن تشككهم الكبير في دستورية فرض حظر عام على ارتداء البرقع (النقاب) في ألمانيا، وأوضح الاتحاد الألماني للمحامين اليوم الخميس في العاصمة برلين «إن حرية العقيدة تشمل أيضا الحق في التعبير عن العقيدة، والتصرف بناء عليها، ومن أجل تحجيم هذا الحق الأساسي، هناك حاجة لأسباب قوية».
يذكر أن وزراء الداخلية المحليين المنتمين لاتحاد ميركل يعتزمون التشاور اليوم الخميس وحتى الغد الجمعة في العاصمة برلين حول تحقيق الأمن الداخلي في ألمانيا.
وتضمنت مسودة الوثيقة النهائية الخاصة بوزراء الداخلية المحليين، والتي تم إعلانها قبل بضعة أيام، دعوة لحظر ارتداء الغطاء الكامل للوجه، إلى جانب دعوات كثيرة تتعلق بالسياسة الأمنية للبلاد من بينها، مثلا إلغاء حق ازدواجية جواز السفر.
