رغم إعلان تنظيم داعش الإرهابي مسؤويته عن الهجوم الذي خلف 84 قتيلا ومئات الجرحى في مدينة نيس جنوب فرنسا، يوم الجمعة الماضي، إلاّ أن السلطات الفرنسية لم تتوصل إلى دليل، حتى الآن، على وجود أية صلة بين منفذ الهجوم، التونسي محمد لحويج بوهلال، والتنظيم المتطرف، لكن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، في تصريحات نشرت اليوم الأحد، قال إنه ما من شك بشأن دوافع بوهلال الذي قتلته الشرطة بالرصاص.
وكان مصدر قضائي فرنسي، أكد أنه تم توقيف 7 أشخاص على علاقة بلحويج بوهلال، بينهم مطلقته في إطار الجهود لكشف ملابسات العملية الإرهابية، ولم تكشف السلطات أي معلومات عن المعتقلين الآخرين.
حكايات المقربين، عن بوهلال، تعصف بتصريحات الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، عقب الحادث، بأن «فرنسا مهددة من قبل الإرهاب الإسلامي»، حيث أكد أقارب وأصدقاء للمهاجم، أجريت معهم مقابلات في نيس، أنه ظل حتى وقت قريب يشرب الخمر ويدخن الماريجوانا، وأنه حكم عليه بالسجن في قضية شجار، وسبق اتهامه بالسرقة، بل إن وسائل إعلام فرنسية أشارت إلى أنه تناول من قبل لحم الخنزير وجميعها تصرفات لا تنم عن تدين المسلم.
وكشف جيرانه في البناية التي كان يسكنها، أنه «رجل منعزل وصامت»، و«لم يكن متدينا ولا يرتاد مسجد الحي»، و«يتبادل الحديث مع الحسناوات رغم كونه متزوجا».
وقال أحد جيرانه في البناية المكونة من 4 طوابق، إن بوهلال لم تكن تظهر عليه مظاهر تطرف، فيما قالت جارته ألكسيا إنه تحدث إليها مرة واحدة حين أخطأ في عداد الكهرباء.
وفي الطابق العلوي قال جيرانه، إنه لم يكن يرد أبدا على التحية، وفي الطابق الأرضي قالت جارة تدعى أنان، إنها «كانت تحتاط لهذا الشاب الوسيم الذي كان يطيل النظر لابنتيها»، ومن المعروف أن الشريعة الإسلامية تدعو إلى الإحسان في معاملة الجيران، حتى قال النبي محمد، إن الوحي كان «يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه».
وقالت شقيقة بوهلال، من مسقط رأسه في تونس، إن شقيقها كان يعاني مشاكل نفسية عندما سافر إلى فرنسا عام 2005 وإنه خضع لعلاج طبي، بينما ذكرت وكالة أعماق للأنباء المؤيدة لتنظيم داعش، إن بوهلال كان أحد جنود التنظيم.
ومن المعروف، أن الدين الإسلامي يحرم شرب الخمر وأكل لحم الخنزير وتدخين المخدرات، وهو مالا يتفق مع أخلاقيات شاب مستهتر، بحسب روايات أصدقائه والمقربين منه، ما يطعن في مصداقية تصريحات أولاند، وإصرار رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، على «أن الرجل الذي قام بالهجوم بشاحنة وقتل ما لا يقل عن 84 شخصا أثناء احتفالهم بالعيد الوطني في مدينة نيس الفرنسية، تحول إلى التطرف الديني منذ فترة حديثة»، مضيفًا في تصريحات نشرتها «لو جورنال دو ديمانش»، اليوم الأحد، أن «التحقيق سيثبت هذه الحقائق، ولكننا نعرف الآن أن القاتل تطرف بسرعة جدا».
