«منفى إجباري».. هكذا يعيش المصريون في فلورنسا الإيطالية

في شقة متواضعة بمدينة فلورنسا الإيطالية، يعيش جمال محمد علي (64 عاما) حياة أشبه بالمنفى، حيث لا يمكنه الخروج من المنزل لمدة تتعدى 20 دقيقة يوميا.

يقول الرجل الستيني، الذي يحمل الجنسية المصرية، للموقع الإلكتروني لقناة الغد “خسرت عملي وتوقف دخلي منذ تفشي فيروس كورونا، لكن أكثر ما يؤلمني ابتعادي عن أسرتي في تلك الظروف”.

يدوّن جمال بشكل يومي مصاريفه التي ينفقها حتى يضع سقفًا للمعيشة الجديدة التي أجبر عليها، ويبقى السؤال الذي يضرب رأسه: متى تعود الأمور لطبيعتها؟

المناطق الشمالية الأكثر تأثرا

تقع مدينة فلورنسا، والتي يطلق عليها المقيمون (Firenze) في وسط إيطاليا، لكنها لم تتأثر بشدة جراء فيروس كورونا مثلما حدث في المناطق الشمالية التي ظهر فيها الوباء منذ البداية نتيجة عدم التعامل بجدية لاحتوائه.

وظلت إيطاليا لفترة طويلة الأكثر تسجيلا للوفيات حول العالم جراء كورونا قبل أن تتراجع النسبة مؤخرا، وتحل محلها الولايات المتحدة.

دفعت الأحداث المأساوية التي عصفت بإيطاليا إلى تطبيق الحجر المنزلي في جميع المدن حتى لا تفقد القدرة على السيطرة في الأماكن التي لم يتفش فيها الوباء.


يقول جمال: “إيطاليا تعاملت بإهمال مع الفيروس، وتسبب ذلك في انتقاله بشكل مريب شمال البلاد في أقل من أسبوع”.

وأوضح أنه رغم انخفاض معدل الإصابات مؤخرا، فإن التعافي لم يصل إلى المطلوب.

ما بعد كورونا

يعود الرجل بذاكرته إلى الحياة قبل تفشي كورونا، ويقول « كنت أعمل مثل الجميع في إيطاليا فترتين صباحية ومسائية وبينهما 3 ساعات للراحة، كما كنا نحصل على يوم إجازة أسبوعيا”.

ويتابع « أصبحنا الآن لا نخرج من المنازل إلا بضع دقائق، ليس هناك عمل، وحتى مكاتب مساعدات العاطلين مغلقة”.

يشير جمال إلى أن ظروفه المادية جيدة مقارنة بالآخرين، وأنه يشعر بالحزن عندما يجد من يبحث عن مساعدات دون جدوى.

وأوضح أن مكاتب التأمينات الاجتماعية التي تقدم المساعدات أصبحت عن طريق الإنترنت، وأنها بحاجة لمن يتقن التعامل مع التكنولوجيا، الأمر الذي يدفع أعدادا هائلة لعدم القدرة على التواصل معها.

وأشار إلى أنه قبل الأزمة كانت هناك مكاتب تقوم بملء الاستمارات مقابل مبلغ مالي، لكنها الآن مغلقة.

تأثير المساعدات المصرية 

يشعر الرجل بفخر من موقف بلاده بإرسال مساعدات إلى إيطاليا، مؤكدا أنه استقبل اتصالات من أصدقائه الإيطاليين الذين شعروا بسعادة من ذلك التضامن.

وقال: “الأمر لا يتعلق بالقيمة المادية لكن المساعدات تحمل رسالة قوية يشعر بها أكثر المقيمين المصريين في إيطاليا”.

ويقيم جمال في إيطاليا منذ ما يقرب من 18 عاما، حيث كانت 2002 بداية رحلته في الدولة الأوروبية.

ويقول: «الغربة سرقت عمري، السنة تمر كأنها يوم واحد وليس العكس».

جمال محمد علي (64 عاما) – مصري مقيم في فلورنسا الإيطالية

كان يخطط جمال لقضاء شهر رمضان مع أسرته هذا العام، لكن هذه الأمنية قضت عليها أزمة كورونا.

وينهي الرجل حديثه مع الغد ببيت شعر: «مين في الغربة يا ناس مبسوط.. مين على راحته مش مضغوط مين أتحدى يقول مش خايف اللي بعيد عن بلده يموت».

تصريح للحركة

يقضي كرم فاضل عامه الـ16 في مدينة فلورنسا، لكنه لأول مرة منذ اليوم الأول لإقامته يعيش هذه التجربة القاسية.

سجّل كرم مقطع فيديو من الشارع لم تزد مدته على دقيقتين لـ«الغد»، لكنه ليفعل ذلك اضطر للحصول على تصريح التوجه لإحدى الصيدليات.

كرم فاضل – مصري مقيم في إيطاليا

يقول الشاب المصري المقيم بإيطاليا: “الحياة أصابها شلل تام، لا نخرج إلا بتصريح إما لصيدلية وإما لسوبر ماركت”.

يحكي فاضل: “يوم 5 مارس ذهبت للمستشفى لزيارة صديق لي حين لم يكن في مدينتنا سوى حالتي إصابة، والأعداد الآن تخطت 2000”.

وأضاف فاضل: “معظم الإيطاليين لم يتعاملوا مع الأزمة في بدايتها بجدية، وهو ما تسبب في تفشي الوباء”

في نهاية حديثه بوجه رسالة للمصريين: «أنصحكم من واقع الأزمة في إيطاليا بالحفاظ على مسافة الأماكن بينكم في الشوارع، ولا تخرجوا إلا للضرورة القصوى”.

 

** التقطت الصور من مدينة فلورنسا بواسطة كاميرا الهاتف المحمول

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]