من أردوغان إلى السلطان الأحمر.. «العرق يمد لسابع جد»
تعتبر مذابح الأرمن، التي قامت بها الدولة العثمانية، التي ورثتها تركيا، من أبشع جرائم الإبادة على مر الأزمنة، عندما قام الأتراك بتنفيذ مخطط إبادة بحق شعب الأرمن في نهاية القرن الـ19 وبداية القرن العشرين، وهي مذابح خلفت وراءها، بحسب المراجع التاريخية والدوائر المعلوماتية الغربية، أكثر من 1.5 مليون أرميني.
ما يجرى في شمال سوريا مع العرب والأكراد مع الحالم بوراثة الدولة العثمانية، رجب طيب أردوغان، من عدوان متكرر تجدد حاليا مع الهجوم التركي على سوريا في 9 أكتوبر الجاري، يخلف مجازر ترسم مجددا سيناريو طريق مذابح ارتكبها الأتراك الأجداد في حق الأرمن، وهو ما عبرت عنه الرسامة الأرمينية ريتا كيفوركيان.
“كيفوركيان” إحدى بذور الجيل الخامس للأرمن، الذين تعرضوا لإبادة جماعية وطرد من أراضيهم في الأناضول على يد الأتراك الأجداد، قدمت كاريكاتير يجمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يقود العدوان على سوريا، حاملا قذيفة، ومعه مثله الأعلى عبد الحميد الثاني، الذي لقب بالسلطان الأحمر، حاملا سيفا في يديه، لما ارتكبه من مجازر بحق الأرمن منذ أكثر من 100 سنة، ويديهما ملطخة بالدماء، لتعنونها بمقولة “العرق يمد لسابع جد”.
وقالت “كيفوركيان”، أنها قدمت هذا الكاريكاتير المأساوي، لتقدم صورة تجمع ما تتعرض له الشعوب بالمنطقة من سياسة تركية قائمة منذ العثمانيين وممتده مع أردوغان، لافته إلى أن أجدادها قتلوا، وتعرضت نسائهن للاغتصاب وبقر بطون الحوامل على يد العثمانيين، وهجروا من بيوتهم وجاعوا وشردوا في الصحراء، ولم يجدوا مآوى وبلاد تضمد جراحهم إلا في سوريا ولبنان وفلسطين ومصر، وأن هذه المآسي تتوارث وتحفظ عن ظهر قلب منذ جيل المذبحة وحتى الأجيال المتعاقبة.
وأشارت في تصريحات لـ”الغد”، إلى أنها بدورها كرسامة، وجدت واقعا حقيقيا في ربط ما تعرض له أجدادها من العثمانيين، وما يحدث للأبرياء في شمال سوريا من عرب وأكراد، ومنهم أيضا أرمن، في حملة أردوغان الحالية، والتي يكمل فيها بها نفس مخطط الأجداد.
