نجا الدكتور على جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء، من محاولة اعتيال أمام مسجد بمدينة 6 أكتوبر، بينما أصيب حارسه الشخصي، حسبما نقلت وسائل إعلام مصرية، اليوم الجمعة.
وطرحت محاولة الاغتيال أسئلة عن الجهة التي يمكنها أن تندفع في إطلاق الرصاص على العالم الجليل، في الوقت الذي تبادل فيه رواد مواقع التواصل الاجتماعي ترجيحات حول صلة تلك المحاولة بتصريحات نشرت أمس، الخميس، لرئيس الشؤون الدينية التركية عن صلة علي جمعة بالمعارض التركي فتح الله جولن، غريم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إضافة إلى تصريحات سابقة لمفتي مصر السابق تهاجم تنظيم الإخوان المسلمين، والرئيس التركي بشكل مباشر.
https://youtu.be/rw-iZeQm7q4?t=41
عرف علي جمعة، بمواقفه الحادة تجاه تنظيم الإخوان المسلمين، إذ يصفهم بـ«الخوارج»، وكان من المؤيدين لعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، وكثيرا ما يطلق فتاوى حادة ضد الإخوان، وآخرها قوله إن «مساجد الإخوان المسلمين تشبه مسجد ضرار الذي أقامه المنافقون في عصر الرسول ليصدوا به عن سبيل الله وليفرقوا صف الأمة»، هو ما جعل هناك نوعا من العداء بينه وبين الإخوان.. فهل تقف الجماعة وراء محاولته اغتياله الفاشلة؟
ومن ناحية أخرى، أصدر جمعة العديد من الفتاوى والتصريحات المثيرة للجدل، مثل النقاب مجرد عادة، والأولياء يزنون فهم ليسوا أنبياء، وجواز ترقيع غشاء البكارة، والاتصال بالزوجة قبل دخول المنزل تحسبا لوجود رجل معها، وإن عبد الحليم غني «أبو عيون جريئة» للرسول، ورسم «التاتو» حلال للمتزوجة، والزواج العرفي حلال، وجواز الإفطار في المصايف، والملكة إليزابيث من آل البيت، وطهارة الأفيون والحشيش.. فهل تقف إحدى هذه الفتاوى وراء محاولة الاغتيال الفاشلة؟
هناك بعد ثالث، حيث زعم محمد غورماز، رئيس الشؤون الدينية التركية، وجود علاقة بين مفتي مصر السابق، علي جمعة، وبين جماعة فتح الله جولن، المتهم الأول بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة، التي تعرضت لها تركيا في منتصف يوليو/ تموز الماضي.
وقال غورماز، في حوار مع هافينجتون بوست عربي، إنه بعدما شاهد عملية فضّ اعتصام رابعة العدوية بالقاهرة في 14 أغسطس/ آب 2013، اتصل مباشرة بعلي جمعة لوجود علاقة صداقة تربطهما من قبل، كي يتدخل الأزهر والعلماء المصريون لوقف الدماء التي تسيل في الشوارع بعد أن أطاح الجيش بالرئيس المصري الأسبق محمد مرسي.
وأضاف أن جمعة حينها طلب مقابلته ليشرح له الوضع، فعرض عليه رجل الدين التركي أن يأتي إلى مدينة إسطنبول، إلا أن جمعة رفض ذلك، واتفقا على أن يلتقيا بعد يومين من المكالمة في العاصمة الأردنية عمّان لمناقشة دور العلماء المسلمين في وقف المذابح التي تحدث في مصر، بحسب ما قال.
وقال رئيس الشؤون الدينية التركية، إنه عقب انتهاء المكالمة مع مفتي مصر السابق بنحو 15 دقيقة، اتصل به الرجل الثاني في جماعة فتح الله جولن ويُدعى مصطفى أوزجان، الذي كان يقيم حينها في تركيا، وأبلغه بتفاصيل المكالمة التي دارت بينه وبين جمعة، مشيرا إلى وجود علاقة بين الرجلين.
وبعد حوار غورماز لاقى علي جمعة هجوما حادا من الإخوان عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
جمعة أيضا، هاجم رجب طيب أردوغان، الرئيس التركي، ووصفه بأنه «مجرم ابن مجرم» يدعم تنظيم داعش الإرهابي، وأنه يقوم بـ«تسهيل الدعارة» في بلاده، من أجل زيادة شعبيته.
تلك كلها عوامل تؤكد على السؤال نفسه.. من أطلق الرصاص على الشيخ علي جمعة؟
