من جوبا إلى القاهرة.. الحوار بديلا عن السلاح في السودان
ما زال السودان عاكفا على إنهاء أزمة الحركات المسلحة، رافعا شعار “الحوار بديلا عن السلاح”، حيث تنطلق اجتماعات للجبهة الثورية السودانية ونداء السودان في القاهرة، حيث تسعى الاجتماعات، التي تستمر أسبوعًا، إلى تسويق اتفاق السلام، الذي وقعته الجبهة مع المجلس السيادي والحكومة الانتقالية في جوبا.
إعلان جوبا
بدأت مفاوضات السلام في السودان من جوبا، حيث نجحت السلطة السودانية في عقد اتفاق مع الحركات المسلحة أطلق عليه “إعلان جوبا”، الذي تم توقيعه الأربعاء قبل الماضي، مع تحالف الجبهة الثورية، الذي يضم نحو 6 فصائل مسلحة، واتفاقا مماثلا مع الحركة الشعبية شمال قيادة عبدالعزيز الحلو.
وطبقا للاتفاق يتقرر الشروع الفوري في إجراءات بناء الثقة، وفقا للوثيقة الدستورية ووضع الآليات المناسبة للتنفيذ، وتكوين لجان مشتركة تعمل إحداها على متابعة إطلاق سراح الأسرى والمحكومين منهم ما لم يكن هناك حق خاص، بجانب لجنة أخرى لمتابعة إجراءات وقف العدائيات والمسائل الإنسانية مع اعتماد آليات المراقبة، بالإضافة إلى تكوين لجنة لمتابعة الترتيب لمفاوضات السلام والإعداد لها والتنسيق بين مسارات التفاوض بآليات مناسبة.
بدء إجراءات الثقة
في خطوة تنفيذية لإعلان جوبا، قرر السودان أمس الخميس، إسقاط أحكام بالإعدام صادرة بحقّ ثمانية متمرّدين من دارفور.
وأعلن مجلس السيادة في السودان، أنّه أمر أيضًا بإطلاق سراح 18 سجينًا كانوا قد قاتلوا سابقًا القوّات الحكوميّة في دارفور.
وجاء في بيان مكتوب للمتحدث الرسمي باسم مجلس السيادة السوداني، محمد الفكي سليمان، أنّ المجلس قرّر “إسقاط أحكام الإعدام عن ثمانية من أعضاء حركة تحرير السودان جناح عبد الواحد نور”.
وتابع البيان، أنّ إطلاق سراح المحكومين الثمانية يشكّل “جزءا من بناء الثقة مع المجموعات المسلّحة وإنفاذًا لاتّفاق مفاوضات” أجريت في جنوب السودان الأسبوع الماضي.
وفي سياق متصل، أكد مراسل قناة الغد في الخرطوم أحمد العربي، أن “قرار الإفراج يأتي في ضوء اتفاق جوبا، وذلك القرار هو أحد بنود الاتفاق”.
وأكمل، أن “الإجراء جاء لكسب ثقة الحركات المسلحة وضمان جدية وجدوي الاتفاق معهم”.
وأضاف، أن “الإجراء سيساعد على نجاح اتفاق جوبا، وذلك قبل اجتماع القاهرة، الذي يضم الحركات المسلحة والمكون الأكبر لها نداء السودان”.
قضايا عالقة
ورحب ممثلو الحركات المسلحة بخطوة الإفراج عن السجناء، حيث أكد المتحدث باسم حركة العدل والمساواة محمد شرف، أن “قرار الإفراج من الخطوات الإيجابية التي تخدم الاستقرار السلمي في ربوع البلاد، والانتقال السياسي لا يتم إلا بتحقيق السلام الشامل”.
وأضاف شرف، أن “إعلان جوبا يهدف إلى بناء الثقة بين الأطراف السوادينة، من خلال تكوين لجان مشتركة بين كافة الأطراف في السلطة والحراكات المسلحة لوضع خارطة طريق واضحة لنشر السلام”.
وأكمل، “هناك قضايا لم تحسم في جوبا، مثل الأطراف المشاركة في التفاوض ومكان المفاوضات وما هي دول الجوار التي يجب مشاركتها في المفاوضات، وكذلك المنظمات الدولية والحقوقية”.
وأوضح، أن “القاهرة عاصمة محورية وتستطيع جمع كافة الأطراف المعنية بالأزمة السودانية”.
القاهرة والحركات المسلحة
من جوبا إلى القاهرة انتقلت الحركات المسلحة إلى العاصمة المصرية لتعقد اجتماعات بينهم حيث قال كريم الشيخ، مراسل الغد من القاهرة، إن وفد الجبهة الثورية السودانية ونداء السودان، سوف يصلون مساء اليوم الجمعة القاهرة، لحضور الاجتماعات التي تستمر أسبوعًا لتسويق اتفاق السلام، الذي وقعته الجبهة مع المجلس السيادي والحكومة الانتقالية في جوبا.
وأضاف مراسلنا، أن الجبهة الثورية السودانية ستعقد ورشة عمل على جانب المشاروات التي تحدث في القاهرة لتسويق عملية السلام المنشودة في السودان ومن المتوقع أن يحضر ورشة العمل أطياف سودانية موجودة في مصر وأيضًا حركات سياسية مصرية ووسائل إعلام مصرية وعربية، لتعريف المجتمع الأفريقي بأهمية هذة العملية.
وأوضح أن الدولة المصرية تحرص بدرجة كبيرة جدًا على اكتمال العملية السياسية بالسودان، ويتم تنفيذ هذا الاتفاق في 14 أكتوبر المقبل، حيث إن أمن السودان يعتبر أمن قومي لمصر.
