لقي السفير الروسي في تركيا، أندريه كارلوف، مصرعه مساء أمس الإثنين، إثر هجوم مسلح داخل معرض فني في أنقرة، حيث أطلق مسلح النار عليه، معلنا أنه يقوم بذلك انتقاما للتدخل الروسي بمدينة حلب بسوريا، في عملية ندد بها جميع القادة بالعالم.

والاغتيالات أمر معتاد في الحياة السياسية والفكرية، ودائما ما يعتمد على دافع قوي، ولأسباب عقائدية أو سياسية أو اقتصادية أو انتقامية، فما هي أشهر عمليات الاغتيالات في العالم، هذا ما نرصده في هذا التقرير:

جون كيندي

ما زالت عملية الاغتيال التي تمت في مدينة دالاس الأمريكية عام 1963، وسقط الرئيس الأمريكي الخامس والثلاثين قتيلا على إثرها، هي أكثر عمليات الاغتيال شهرة وجدلا في العالم، على الرغم من أنها لم تكن الأولى من نوعها، فكيندي كان الرئيس الرابع للولايات المتحدة الذي يتم اغتياله، ولكن التقاط عشرات الكاميرات لحادثة الاغتيال جعلها أول حادثة اغتيال في التاريخ تذاع بشكل مباشر.

كان الرئيس كيندي يتجول بسيارة مكشوفة برفقة زوجته جاكلين كينيدي، كما كان يرافقه في نفس السيارة حاكم ولاية تكساس جون كونالي.

وفي الخامس والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 1963م دفن الرئيس الأمريكي في مقبرة ارلينقتون الوطنية في واشنطن.

مارتن لوثر كينج

اغتيل كينج  في صبيحة اليوم التالي لخطبة ألقاها أمام بعض عمال الصرف الصحي في ممفيس، والذين كانوا دخلوا في إضراب لتعرضهم لضغوط وتفرقة عنصرية، وكان ينتظر إذنًا من المحكمة للقيام بمسيرة سلمية دعمًا لعمال ممفيس، وما ان وصله الخبر حتى بدأ في الاستعداد، إلا ان أثناء انتظاره مع أصدقاءه للسيارة التي ستقلهم، قام  جيمس إرل راي وهو مجندٌ سابق في الجيش الأمريكي بإطلاق رصاصة على كينج اخترقت الجانب الأيمن لوجهه ممزقةً نخاعه الشوكي.

كان كينج، الحاصل على جائزة نوبل للسلام عام 1964، أحد أبرز المناضلين في سبيل الحرية ومحاربة العنصرية، التي لاقاها السود في الولايات المتحدة، لكنه كان ينبذ العنف، وفضّل خوض نضاله هذا بسلمية تامة، ولكن يبدو أن سلميته لم تقابل بالمثل.

بينظير بوتو

هي زعيمة حزب الشعب الباكستاني، والشخصية النسائية السياسية الأشهر في باكستان، وقد كانت أول امرأة تنتخب لقيادة دولة مسلمة، حيث تم انتخابها رئيس وزراء باكستان في فترتين غير متتاليتين (1988-1990، 1993-1996).

كانت  بوتو رمزا للمعركة من أجل الديمقراطية، وهي واحدة من عدد قليل من القيادات النسائية اللاتي شكلن الأحداث العالمية من القرن الماضي، تم اتهام رئيس باكستان السابق برويز مشرف بالضلوع في عمليه اغتيالها.

أطلق مسلح النار عليها في 27 من ديسمبر/ كانون الأول عام 2007، عندما كانت توشك على مغادرة بعد إلقاءها خطبة أمام حشد من أنصار حزب الشعب في الفترة التي تسبق الانتخابات البرلمانية، ووقفت من خلال فتحة سقف سيارتها لتلوح إلى الحشود، وبعد ذلك وقع تفجير بالقرب من السيارة ما أسفر عن مقتل حوالي 20 شخصا.

الملك فيصل

في يوم 25 مارس/ آذار 1975، اغتيل الملك فيصل على يد ابن أخيه غير الشقيق الأمير فيصل بن مساعد بن عبد العزيز آل سعود، والذي كان قد عاد لتوه من الولايات المتحدة.

كان الملك فيصل يستقبل وزير النفط الكويتي عبد المطلب الكاظمي في مكتبه بالديوان الملكي، وقام بلقاء ابن اخيه وانحنى الأمير لتقبيل الملك فيصل، إلا أنه في تلك اللحظة، قام بإطلاق االنار عليه.

حوكم الأمير فيصل بن مساعد ونفذ فيه حكم الإعدام بالسيف، ووصمته السعودية بأنه كان مختلًا عقليا.

أنور السادات

اغتيل الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات، فيما يعرف بـ”حادث المنصة”، حيث تم استهدافه خلال عرض عسكري أقيم بمدينة نصر بالقاهرة، للاحتفال بذكرى النصر في حرب السادس من أكتوبر 1973.

نفذ عملية الاغتيال الملازم أول خالد الإسلامبولي الذي حكم عليه بالإعدام رميا بالرصاص لاحقا في إبريل 1982.

المهتاما غاندي

في 30 يناير/ كانون الثاني 1948، قُتل الناشط السياسي والزعيم الروحي البارز للهند مهتاما غاندي بينما كان يسير إلى اجتماع للصلاة على يد هندوسي مثله، وكان اغتياله صدمة للعالم بأسره، حيث كان غاندي هو “صوت التسامح في العالم الذي استشرى فيه العنف”.

وكان القاتل هو ناتهورام جودسي، قومي هندوسي تربطه صلات بالمتعصبين الهندوس المعترضين على دعوات غاندي إلى إعادة الوحدة الوطنية بين الهنود والمسلمين.

رفيق الحريري

كان رجل أعمال ورئيس وزراء لبنان 1992-1998 وتولى مرة أخرى رئاسة الوزراء عام 2000 حتى استقالته في 20 أكتوبر/ تشرين الأول 2004، ويعود للحريري الفضل في إعادة إعمار بيروت بعد الحرب الأهلية التي استمرت 15 عامًا.

تم اغتيال الحريري في 14 فبراير/شباط 2005 بتفجير ما يعادل 1000 كيلوجرام من مادة TNT شديدة الانفجار في أثناء مرور موكبه بالقرب من فندق سانت جورج في العاصمة اللبنانية بيروت.

وأدى اغتيال الحريري إلى تغيير سياسي كبير في لبنان، بما في ذلك ثورة الأرز وانسحاب القوات السورية من لبنان.