«دور عسكري جديد لروسيا في في سوريا».. هكذا وصفت صحيفة ذي أتلانتك الأمريكية القرار الذي اتخذته موسكو بالاتفاق مع طهران لإطلاق مقاتلاتها سوخوي 34، وقاذفات تي يو 22 إم 3، من قاعدة إيران العسكرية حمدان، في سابقة هي الأولى من نوعها لكل من إيران التي لم تسمح من قبل بذلك، وروسيا التي لم تمتلك أية قواعد خارج سوريا.
وتعكس هذه الخطوة، وفق مراقبون، مدى التقرب الذي تحققه روسيا مع دول الشرق الأوسط لاسيما إيران وتركيا، حيث عرف الثلاثي مؤخرا بأنه «مثلث حل الأزمة السورية».
ولكن ماذا يعني استخدام روسيا قاعدة إيرانية؟
وفق المحلل السياسي الروسي يوري بارمين، فإن المسافة التي تقطعها المقاتلات الروسية هو أحد مميزات القاعدة الإيرانية حمدان، مؤكدا في تدوينة له عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، أن نقل القاذفات تي يو إم 3 الروسية إلى إيران سوف يقلل مسافة الطيران ويسمح بالمزيد من المرونة والتكثيف للغارات الروسية على داعش.
ووفق محللون روس، فإن الكرملين سيوفر من خلال الاتفاق مع إيران فترة الطيران بـ60%، حيث أن المسافة التي كانت تقطعها القاذفات من موقعها الأول بجنوب روسيا تقدر بـ2.150 كلم، فيما تقطع فقط مسافة 900 كلم من قاعدة حمدان الإيرانية، أما قاعدة حميمم الروسية في اللاذقية، فإنه لا يمكنها استيعاب أكبر نوع من القاذفات في العالم تي يو 22 إم 3.
على الجانب الآخر، أكدت وكالة سبوتنك للأنباء الروسية، أن استخدام قاعدة حمدان الإيراني سوف يكثف من استهداف داعش بـ 3 مرات.
إنجرليك.. الخطة المستقبلية
ويبدو أن مساعي تركيا وروسيا قد تلاقت بالوقوف في مواجهة أمريكا، وتلويحات أنقرة بقاعدة أنجرليك الجوية ضد أمريكا إذا لم تستجيب للمطالبات بتسليم رجل الدين المعارض فتح الله جولن، الذي تتهمه تركيا بالوقوف وراء محاولة انقلاب فاشلة منتصف يوليو/تموز الماضي.
ونقلت صحيفة حرييت التركية عن برلمانيين روس احتمالات أن تمكن تركيا روسيا من قاعدتها العسكرية أنجرليك والتي تنطلق منها العمليات الأمريكية ضد تنظيم داعش في سوريا منذ يوليو/تموز عام 2015 وفقا لاتفاق ثنائي بينهما.
يأتي ذلك في الوقت الذي نقلت فيه صحيفة «يورو أكتيف» عن مصدرين أمريكيين أن واشنطن بدأت بالفعل في نقل أسلحتها النووية من تركيا إلى رومانيا على وقع التوتر الأخير مع أنقرة، والمخاوف من سوء استغلال تلك الأسلحة.
أمريكا.. العدو المشترك
ورجحت عدد من الصحف الأمريكية في معرض تناولها لاستخدام روسيا قاعدة إيرانية للمرة الأولى، أن أمريكا هي الهدف الأول من ذلك، حيث نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مدير مجلس الشئون الروسية الخارجية أندري كرتنوف أن «روسيا تحاول تشكيل ائتلاف أوسع عن طريق التحالف مع إيران» معتبرا ان ذلك سيسمح بـ«مساومات» جديدة تستخدمها روسيا في مفاوضاتها مع الغرب حول سوريا.
