من ديوان المحاسبة إلى الرقابة الإدارية.. اتهامات الفساد تحاصر حكومة الدبيبة في ليبيا
كشفت هيئة الرقابة الإدارية في ليبيا، عن تجاوزات وشبهات فساد جديدة، ارتكبتها حكومة الوحدة المنتهية ولايتها برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وذلك بعد أيام من نشر ديوان المحاسبة تقريرا مماثلا.
ووجهت الهيئة في تقريرها السنوي، الاتهامات باستغلال المال العام وإساءة استخدام الوظيفة، إلى أكثر من 550 مسؤولًا في الدولة ، بسبب مخالفات إدارية ومالية.
وأشارت الهيئة إلى أنها رصدت مخالفات لدى المجلس الرئاسي وحكومة عبدالحميد الدبيبة، وتمت إحالة المخالفات إلى جهات الاختصاص القضائية.
وشددت الرقابة الإدارية على أن إنشاء حكومة الدبيبة أجهزة إعادة إعمار جديدة “تستنزف مزيدًا من المال العام” .
ودفع التقريران اللذان أصدرهما ديوان المحاسبة، وهيئة الرقابة الإدارية، الدبيبة إلى الإعلان عن سلسلة من الإجراءات لترشيد الإنفاق العام، لمواجهة تهم الفساد التي حاصرته خلال الأيام الأخيرة.
وتتزامن تقارير الأجهزة الرقابية مع صراع سياسي محتدم، بين حكومتي الدبيبة وباشاغا، ما يثير الكثير من الأسئلة عن توقيت وتداعيات الملاحظات المنشورة من قبل ديوان المحاسبة وهيئة الرقابة الإدارية.
وبحسب تقرير منظمة الشفافية الدولية، حلت ليبيا في المرتبة 172 من بين 180 بلدًا ضمن قائمة الدول الأكثر معاناة من الفساد، حيث بلغ الفساد من ناتجها الإجمالي نحو 70% بحسب ما يؤكد الخبراء.
وقال الدكتور ميلاد الجمالي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بنغازي، عبر برنامج حصة مغاربية، إن تقارير الأجهزة الرقابية لم تكن مفاجأة، فالجميع يعلم حالة الفوضى والفساد التي تعاني منها حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الدبيبة.
وأشار الجمالي إلى أن الحكومة لم تضع أي خطط تنموية أو حلول واضحة لحل الأزمة الليبية، والتحديات التي تواجهها، مشيرا إلى أن أعمال الحكومة يشوبها العديد من الغموض.
وقال محمد شوبار، المتحدث باسم المبادرة الوطنية الليبية عبر برنامج حصة مغاربية، إن الفساد في ليبيا أصبح ظاهرة في كافة المؤسسات، ليس فقط خلال العشر سنوات الأخيرة، وإنما طيلة العقود الماضية، مشيرا إلى أن ما حدث خلال العشر سنوات الأخيرة، يعد فسادا ممنهجا، وليس حوادث فردية.
وأشار شوبار، إلى أن الفساد يشوب كافة المؤسسات الليبية، مجلس النواب، والمجلس الأعلى للدولة، والمجلس الرئاسي، والحكومة الموازية، مشيرا إلى ان الجميع نهب الأموال الليبية وقام بتحويلها للخارج.
وقال إن الوقت حان لتغيير القيادة الحالية، وتعيين قيادة جديدة قادرة على تحقيق الاستقرار وفرض الأمن في البلاد.
