من فتيان الجنة إلى يتامى التنظيم.. أطفال داعش يواجهون مستقبلا غامضا

في ظل حالة التراجع التي يعيشها تنظيم داعش علي كافة الأصعدة، وخسارته مساحات واسعة من الأراضي في سوريا والعراق، بدأ الحديث ينتقل إلى مرحلة ما بعد داعش.

وقد ترك التنظيم الإرهابي خلفه ضحايا من نوع آخر، هم الأطفال الذين حاول تجنيدهم في خدمة أهدافه من أبناء عناصر داعش. وأصبح السؤال الآن حول كيفية إعادة دمجهم من جديد في المجتمعات التي ينتمون إليها، وهل يتم محاسبتهم على جرائم تم سوقهم إليها بدون إرداة أو تحت تأثير من أسرهم أو قادة التنظيم؟

في عام 2001 عقب أحداث الحادي عشر من سبتمر/أيلول، وبعد اجتياح القوات الأمريكية لأفغانستان، ومقتل العديد من عناصر وقادة تنظيم القاعدة، تفرق أبناءهم وتشتت بهم السبل، ومن ثم كان جزء كبير منهم هم النواة الأولى التي شكلت تنظيم داعش، غير أنهم كانوا أشد قسوة وضراوة من جيل القاعدة المؤسس، لا سيما بعد ما رأت أعينهم من تجاوزات ارتكبتها القوات الأمريكية، بحق المدنيين في أفغانستان، وكذلك مشاهدتهم مقتل عائلاتهم أمام أعينهم.

ومع الحالة الداعشية الجديدة، قد لا يستبعد ظهور جيل جديد، بأفكار أكثر تطرفاً، إذا لم يتم إعداد برامج خاصة لإعادة تأهيلهم ودمجهم، لا سيما وقد عاش هؤلاء الأطفال فترة كبيرة من الزمن في ظل دولة داعش التي نسجت لهم حلم قيام دولة الخلافة الإسلامية المزعومة، فلا يستبعد أن يواصل هؤلاء الأطفال السير على نهج آبائهم.

وقد كشف زياد سبسبي، عضو مجلس الاتحاد الروسي، مفوض رئيس جمهورية الشيشان، بعض تفاصيل عملية إعادة الأطفال الروس الذين أخرجهم آباؤهم المبايعون لتنظيم “داعش” قسرا معهم إلى العراق وسوريا.

وتطرق سبسبي في مقابلة خاصة مع التلفزيون الروسي، إلى قصة استعادة أول هؤلاء الأطفال، موضحا أن رئيس جمهورية الشيشان رمضان قادروف أمر بالشروع في العمل على هذه القضية بعد استلامه رسالة من والدة أحد الأطفال ويدعى بلال تاغيروف، وقد تعرفت على ابنها في أحد مقاطع فيديو سجلت في الموصل الخاضعة آنذاك لسيطرة “داعش”.

وذكر أيضا في مقابلته أن الطرف الروسي يجري اتصالات مباشرة مع السلطات العراقية على كافة المستويات، ومن المقرر تشكيل لجنة حكومية اجتماعية مشتركة تضم أيضا مسؤولين أمنيين لمتابعة هذه المساعي، كما أن الطرف الروسي يبحث عن الأطفال الذين أخرجوا من البلاد إلي العراق وسوريا وتركيا، كما تقوم بعمل زيارة للمعتقلات التي يتواجد فيها أطفال روس ينتمون لداعش.

وبحسب تقديرات سبسبي أن عدد “أطفال الدواعش” الروس المتواجدون في سوريا والعراق يبلغ نحو 400 طفل تحت سن 9 أعوام، إلا أنه لم يتم العثور إلا على 40 طفل فقط، ولفت المسؤول إلى وجود أطفال من بريطانيا وفرنسا وبلجيكا وغيرها من الدول الأوروبية والذين أدخلوا إلى الأراضي العراقية بالطريقة نفسها.

ومؤخراً أجرت صحيفة الجارديان البريطانية، مقابلة مع أحد الأطباء العسكريين، الذين يعالجون المتضررين جسدياً ونفسياً من الحرب في مدينة الموصل، ويدعى أبو حسن، وقد سلطت الصحيفة الضوء على أطفال داعش، حيث ذكر الطبيب العسكري، أن هناك أعداداً كبيرة من أطفال تنظيم داعش فقدوا أمهاتهم وآبائهم، بعد معركة الموصل، وأصبحوا أيتاما، وهدفا للانتقام من سكان المنطقة.

يذكر أبو حسن في حديثه عن أحد الأطفال الفارين من غرب الموصل أوائل شهر يوليو/ تموز الجاري، والبالغ من العمر 9 سنوات، ويدعى محمد، حيث عثرت عليه  القوات الخاصة العراقية في قبو مع العديد من مقاتلي تنظيم داعش المتوفين، غير أن محمد لم يكن طفلاً عادياً بحسب ما ذكره أبوحسن، الذي وصف ذلك بقوله :” محمد لم يكن طفلا عاديا، إذ إنه لم يكن خائفا أو مرتعبا مثل باقي الأطفال عندما قابلته، وصدمت عندما سألته أسئلة اعتيادية مثل ماذا يريد أن يكون عندما يكبر، فأجابني بأنه يريد أن يكون قناصاً، وهذا أمراً ليس طبيعيا بالنسبة لطفل”.

ثم يذكر أبو حسن تفاصيل لقاءه مع هذا الطفل فيقول : ” سألته عن وظيفة والده فأجابني: كان أمير القناصين، وعلمت بعدها أن والده كان شخصاً مهمًا وذا شأن في التنظيم بالموصل، وكان الابن يجيد القنص، وتدرب على الرماية، واستخدم المسدس والكلاشينكوف، على غير رغبة والده، مضيفاً أن محمد أخبره بأنه يفتقد أصحابه، الذي كان يطلق عليهم التنظيم لقب “فتيان الجنة”.

وأكد الطبيب العسكري أن هناك مشكلة يواجهها الأطباء والمختصون مع هؤلاء الأطفال، ألا وهي الخوف من الانتقام منهم، مشيراً إلى أن الأشخاص الذين عانوا من تنظيم داعش لن ينسوا معاناتهم وقد يصبون غضبهم على هؤلاء الأطفال .

 

وقالت صحيفة الجارديان: ” إن أطفال مسلحي تنظيم داعش يتم إخفاؤهم في مخيمات في شمال العراق، كما أنه ليس هناك أي برنامج خاص لتأهيلهم، لأن الناس لا يتقبلون وجود عائلات لتنظيم داعش بينهم”، ونقلت الصحيفة عن مديرة مكتب المرأة والطفل في محافظة نينوي، والتي تدير أحد برامج المساعدة المؤقتة، وتدعى سكينة محمد يونس، قولها إن حجم المشاكل الاجتماعية التي تواجهها العائلات عقب طرد داعش من المناطق التي كان يسيطر عليها كبير جداً .

وأوضحت سكينة أن نحو 600 طفل من الأطفال الذين استقبلوهم  يرجح أن يكونوا من أبناء مقاتلي تنظيم داعش، وهم الآن موجودون في مخيم حمام العليل للاجئين، موضحة أنه لا يوجد حتى الآن برنامج للتعامل مع هذه الحالات، كما أن هناك مشكلة تهدد أطفال مقاتلي التنظيم، ألا وهي الانتقام”.

 

وأضافت: “التقيت بامرأة، بعد تحرير الجزء الشرقي من الموصل، فقدت كل عائلتها بسبب تنظيم داعش وأخبرتني بأنها لن تنسى جارها الذى اصطحب ابنها إلى المسجد، وبعد بضعة أيام بدأ ابنها يصفها بالكافرة، ويصف أباه بالكافر .

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]