يعيش الفلاحون والمزارعون في شمال سوريا أزمة حقيقية مع بدء موسم حصاد المحاصيل الزراعية، حيث يتسبب الجفاف وقلة الأمطار وحجز تركيا لمياه نهر الفرات في ترك مساحات زراعية كبيرة دون إنتاج.
والجزيرةُ السوريةُ لم تعدْ سلةَ الغذاءِ الرئيسيةِ لسوريا، فبعدَ الحربِ وبسببِ الجفافِ تحولتْ سوريا من قوةٍ زراعيةٍ مكتفيةٍ ذاتيا، إلى بلدٍ يعاني نقصَ الغذاء.
ولم يعدْ بإمكانِ المواطنِ السوريِّ إشباعُ أولادِه حتى برغيفِ الخبز، وأدى الجفافُ إلى نقصِ الكمياتِ المنتجةِ من القمحِ، وخصوصاً أن قسماً من المزارعين بدأ تركَ الأرضِ المزروعةِ لمربي المواشي، نتيجةَ تلاشي الأملِ في حصادِها.
كما انخفضتْ المساحاتُ المرويةُ هذا العامَ نتيجةَ ارتفاعِ أسعارِ المحروقاتِ اللازمةِ لعمليةِ الريِّ واستمرارِ تركيا في حجزِ مياهِ نهرِ الفرات.
ومعظم أهالي شمال وشرق سوريا يعتمدون على الزراعة كمصدر أساسي لدخلهم، وتأمين حاجاتهم، وقد بدأ الخوف من ضياع مواسمهم يتسرب شيئاً فشيئاً إلى قلوبهم ولاسيما لم تمر فترة كهذه منذ عقود على عموم سوريا.