من كواليس وحكايات محمد خان.. فشل الزعيم وندم أحمد زكي ووزن الفخراني
شكلت كواليس أفلام المخرج محمد خان، الراحل عن عالمنا اليوم الثلاثاء، مادة خصبة للحكايات الفنية المشوقة والتي تحفل بلحظات من المتعة والسخرية والمغامرة أيضا، ومع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، وظهور المدونات، تداول روادها حكايات محمد خان عبر مدونته التي حملت اسم أحد أفلامه «كلفتي»، مدعمة بالصور، إلى جانب التصريحات الخاصة من الفنانين أنفسهم، حول تجربتهم مع أفلام المخرج الراحل.
الحريف.. فشل الزعيم وندم أحمد ذكي
على الرغم من اختيار فيلم الحريف الذي أخرجه خان عام 1983 ضمن قائمة أفضل 30 فيلم في الفترة التي تمتد من أواخر السبعينيات وحتى العام 2013، خلال فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي، إلا أن الفيلم لم يحقق نجاحا جماهيريا يذكر في زمن عرضه، واعتبر الفيلم أحد التجارب القليلة الفاشلة على المستوى الجماهيري للفنان عادل إمام.
المصور سعيد الشيمي، الذي رافق مخرجي تلك الحقبة، وكانت عدسته قادرة على اللحاق بالتفاصيل الواقعية التي أغرم بها خان ورفاقه، أمثال عاطف الطيب ويسري نصر الله، يذكر أن خان رشح أحمد زكي للدور في المراحل التحضيرية الأولى للفيلم، واتفق المخرج مع النجم الصاعد آنذاك على أن تظهر شخصية فارس بشعر رأس كثيف وطويل، حتى تفاجأ صناع الفيلم وأبطاله بحضور زكي في يوم التصوير الأول حليق الرأس تماما، في تمرد على تعليمات المخرج من اللحظة الأولى، وهو ما دفع خان للتراجع عن اختياره واستبدال عادل إمام بالنمر الأسود، ليحقق الفيلم نجاحا على المستوى الفني والنقدي دون النجاح الجماهيري، الذي لم يتحقق إلا في السنوات الأخيرة، حيث تنتشر قراءات عديدة لشخصية البطل الرئيسي، وطبيعة المجتمع في تلك الحقبة.
ويذكر «شيمي» في قصته طريقة تعبير «زكي» عن ندمه على هذا الفعل، قائلًا: «فجأة يقوم ويمثل البكاء ويرطم رأسه بالحائط ندمًا أنه لم يمثل الفيلم».
خرج ولم يعد.. حكايات ومواقف ساخرة بين الفخراني وليلى علوي
قبل عام، نشرت الفنانة ليلى علوي، صورة لها من كواليس فيلم خرج ولم يعد، الذي أخرجه خان عام 1984، وشاركت كلا من الفنانين فريد شوقي ويحيى الفخراني بطولته، قائلة «اتعلمت وقتها أكتر عن الريف واتعلمت إزاى أزغط بط. من المواقف المضحكة في مشهد مع الفنان يحيى الفخراني، كنا واقفين على الترعة والمفروض أنه كان مشهد رومانسي، وفجأة اتزحلقت رجل يحيى فشدنى معاه فوقعت في وسط الترعة».
أما الفخراني فيروي في إحدى لقاءاته أن وزنه قد زاد نحو 5 كيلوجرامات دفعة واحدة، بسبب كثرة الأكل الذي تناوله أثناء تصوير الفيلم، وأشار في أكثر من مناسبة إلى أهمية مشاركته في فيلم خان، والذي اعتبره نقطة تحول في مشواره الفني، وأن البعض لم يره مناسبا للقيام بالدور، ولكن خان كان واثقا من نجاحه في تجسيد الدور.
«سواق الأوتوبيس» هدية خان لعاطف الطيب
قال خان في أحد منشوراته على مدونته «كلفتي»، استفزني في كتاب التكريم الخاص بزميلي السينارست بشير الديك الذي صاغه أحمد شوقي عبد الفتاح حين تطرق لعلاقتى بفيلم ـ سواق الأتوبيس ـ الذى أخرجه الراحل عاطف الطيب حيث يذكر أن فكرة الفيلم كانت لي وهذا صحيح ولكن معالجة بشير الأفقية للفكرة لم تلق قبولا لدى فألتقطها عاطف الطيب.
ويوضح خان «هذا التفسير هو هراء كامل وبعيدا عن الحقيقة، أولا معالجة سواق الأتوبيس، وكانت تحمل عنوان حطمت قيودي، كانت نتيجة اشتراك بينى وبين بشير في المعالجة مثل كل الأفلام الأخرى التى أخرجتها سواء مْع بشير أو غيره..
وأشار الراحل إلى أن والحقيقة أنه انشغال في تلك المرحلة بين مكساج فيلم طائر على الطريق، وتصوير فيلم موعد على العشاء.
وأضاف «الصداقة القوية التى نمت بينى وبين عاطف الذى كان يحضر ويتابع مكساج طائر، إلى جانب انتقادى فيلمه الأول الغيرة القاتلة، دفعني أن أعرض عليه حطمت قيودي، ليس تخلصا منها بل بروح الأخوة بيننا لإعتقادى أن عاطف سوف يضيف خاصة فى تفاصيل الجو الإجتماعى بالفيلم بناء على جزئية لمحتها بفيلمه الأول التى خصت شخصية يحيى الفخرانى وعلاقته بزوجته التى أدتها الراحلة سعاد نصر. وأظن أن إضافات عاطف بالفعل الى جانب موهبة بشير جعلوا معا ـ سواق الأتوبيس ـ عمل أفخر وتفخر به السينما المصرية. ويا سى أحمد شوقى عبد الفتاح الحقيقة أهم من التفسير الوهمى. طبعا هذا لا يعنى عدم تقديرى لبشير واعتزازى بتجاربنا معا وتهنئتى القلبيه بالتكريم الذى أستحقه.»
خان في مستر كراتيه.. هزار عيال مع أحمد زكي
وفي تدوينه أخرى قال محمد خان «على إحدى القنوات الفضائية وجدت فيلمى مستر كراتيه، الذي لم أكن شاهدته منذ زمن طويل، وبدئت أدقق في مشاهدتي بعين ناقدة وتذكرت مخاوفى من السيناريو حينذاك والحاجة إلى بعض المراجعة ولكن أحمد زكى كان متحمس زياده عن اللزوم وآل سبكي فب لهفة لفيلم بطولة أحمد».
ويروي خان أحد المواقف بينه وبين النمر الأسود قائلا «من ضمن مداعباتى لأحمد زكى ان وضعت سيارتى الميتسوبيشى فى الجراج فى مشهد أحمد غسل السيارات لأغيظه بعد ذلك بأنه غسل عربيتى .. كنا عيال فى الهزار».
واستطرد يقول «الملاحظ أن حي الزمالك هو المسيطر على الفيلم الجراج ومحل الفيديو ـأصلا محل ترزى – والقهوة الضيقة وهي في الأصل تخدم بوابين المنطقة وموقف السيارات الذى لا يزال موجود والحفرة الكبيرة تحت الكوبرى التى اصبحت اليوم مركز ساقية الصاوى للفنون.
وحتى الكوبرى خدم في تقديم أغنية أيوه يا دنيا يا بنت الإيه، التي كتب كلماتها سيد حجاب ولحنها في الأول حسين الإمام، ولم نتحمس للحنه فلحنها مرة أخرى العظيم كمال الطويل.
وأتذكر حين عرض الفيلم بالعيد في سينما ريفولي ومع الأغنية حيث يتكرر ظهورها مع تترات النهاية رقص الشباب الحاضر معها أمام الشاشة.
أحمد زكي وامتياز دخول المطبخ السري للمخرج
في فيلم أيام السادات حذف خان مشهدًا كاملًا لأحمد زكى وميرفت أمين، قبل نهاية الفيلم وفي حديقة المنزل، حيث يسرد السادات انجازاته لزوجته.
وعلق المخرج على ذلك قائلا «شعرت أن المشهد لا يضيف أى معلومات لم يتم سردها من قبل في الفيلم وبالرغم أن إحدى بنود تعاقدي لإخراج الفيلم تمنع المنتج وهو أحمد زكى من حضور المونتاج، وهذا منعا لأي تدخل إلا ان بعد فترة تنازلت عن هذا البند تعاطفا مع مشاعر أحمد، وكم ندمت على ذلك للصراعات والتشنجات من أحمد مع كل حذف، خاصة هذا المشهد فالممثل لا يهمه إيقاع الفيلم قدر اهتمامه بأدائه ولكن لم أتراجع، وتم بالفعل حذف المشهد وكانت ناديه تقدر شجاعتى واستعدادى للتضحيه فى سبيل تدفق الفيلم.
