من نصر أكتوبر حتى تنحي فبراير.. خطابات مؤثرة جمعت المصريين بـ«مبارك»
ما بين أكتوبر 1973، وفبراير 2011، حملت خطابات الرئيس الأسبق حسني مبارك، قرارات وتحركات وكلمات مؤثرة، كان لها تأثير في الشارع المصري، وأيضا ردود فعل بالعالم العربي والمجتمع الدولي.
الضربة الجوية
عرف الشارع المصري والعربي، وجه الرئيس الأسبق حسني مبارك، مع نصر أكتوبر 1973، وذلك عندما خرج من غرفة عمليات القوات الجوية التي كان قائدًا لها، متحدثًا عن دور القوات الجوية في الحرب ونتائج العمليات، وقطع الذراع الطويلة لإسرائيل في السماء، وتفاصيل الضربة الجوية.
اغتيال السادات
وظهر “مبارك” بعد ذلك، مخاطبا الشعب المصري والعالم، بشكل رسمي، ليعلن نبأ اغتيال الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، في حادث المنصة الشهير، يوم 6 أكتوبر 1981، متناولا طرق الانتقال السلمي للسلطة، وذلك بصفته نائبا لرئيس الجمهورية.
وكانت الكلمة الأولى لـ”مبارك”، كرئيس للجمهورية، في 14 أكتوبر 1981، أمام نواب البرلمان، وذلك عندما قام بأداء القسم الدستوري، وذلك بعد استفتاء شعبي بعد ترشيح مجلس الشعب له.
تحرير سيناء
وفي 26 أبريل عام 1982، وبعد 6 أشهر من وصوله إلى السلطة، كان خطابه في مجلس الشعب المصري، معلنا تحرير سيناء بحسب الجدول الزمني لاتفاقية السلام التي أبرمها مع إسرائيل الرئيس الأسبق”السادات”، وهو الخطاب الذي تواجد فيه نجل الأخير “جمال السادات”.
حوار طابا
ودائمًا ما كانت مشاهد تحرير طابا بعد التحكيم الدولي الذي سلكته مصر بعد تلاعب إسرائيل، من أهم المشاهد التي تضاف إلى تاريخ “مبارك”، منذ المشهد الذي هاجم فيه مراسلة أجنبية تتحدث معه عن إمكانية حصول مصر على امتيازات من إسرائيل، مقابل طابا، فرد عليها ساخرا:” هل من الممكن أن تقومي بمبادلة لأحد أطفالك؟”.
عودة طابا
وأيضا مشهد رفع العلم المصري على طابا بعد عودتها بالتحكيم الدولي، ليقول: سوف يظل علم مصر على أرض طابا ولن ينتكس أبدا.. سيظل علم مصر شامخا خفاقا على بركة الله”.
غزو العراق للكويت
وكان المؤتمر الصحفي للرئيس الأسبق، والخاص بغزو العراق للكويت، من أكثر المشاهد المتداولة بين المصريين والعرب، وذلك في ظل دوره المحوري الذي تحدث عنه، حول محاولة منعه لعملية الغزو من جانب الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، والمساعي المتعلقة بتراجع العراق إلى حدوده.
جثث إسرائيل بشمال الدلتا
ومن الكلمات الإعلامية التي أوجدت صدى كبيرًا، كان رد “مبارك” على استفزاز مذيع إسرائيلي، خلال لقاء إعلامي مع الرئيس الأسبق، عندما قال له: “نحن في إسرائيل لم نسمع عما قام به سلاح الجو الذي كنت مسؤولا عنه في حرب أكتوبر”، فرد عليه متهكما: “لا اسأل اللي موجودين عندكم سلاح الجو عمل إيه والجثث اللي اخدتوها من شمال الدلتا”.
محاولة الاغتيال
في 26 يونيو 1995، تعرض الرئيس الأسبق، لعملية اغتيال في أديس أبابا، نجا منها بعد مواجهة بين حرسه وعناصر عملت على قتله، ليعود على الفور إلى القاهرة، ويخرج بعد مظاهرات شعبية أمام شاشات التليفزيون، متحدثا عن ملابسات الحال .
ومن الخطابات المهمة للرئيس الأسبق، كان إعلانه من مسقط رأسه في المنوفية، ومدرسته “المساعي المشكورة”، بترشحه في 28 يوليو 2005، على منصب الرئاسة، من خلال انتخابات تعددية لأول مرة في مصر، حيث دائما ما كان يتولى الرئيس في مصر، من خلال ترشيح البرلمان لشخص، يستفتي عليه الشعب عبر الصناديق، وذلك بعد التعديلات الدستورية التي أجراها في العام نفسه.
“خليهم يتسلوا”
ومن أهم الخطابات لـ”مبارك”، قبل موجة احتجاجات يناير 2011، كلمته في مجلس الشعب، عقب انتخابات برلمان 2010، الذي تم حله بعد تنحيه عن السلطة في فبراير 2011.
وفي هذا الخطاب، سخر “مبارك” من المعارضة التي لجأت إلى ما سمي بـ”برلمان مواز”، وذلك عقب نتائج لانتخابات برلمانية شابها التلاعب بحسب مراقبين في هذا التوقيت.
وعلق “مبارك” أمام البرلمان ، قائلا:”خليهم يتسلوا”
كلمات مبارك الأخيرة
بعد بدء احتجاجات يناير 2011، ومع يوم جمعة الغضب في 28 يناير، خرج “مبارك” في خطابه الأول للشعب بعد بدء الأحداث، متحدثا عن الخيط الرفيع الذي يفصل بين الحرية والفوضى، معلنا عن المضي في خطوات جديدة، للمزيد من الديمقراطية والحريات للمواطنين ومحاصرة البطالة، وأيضا استقالة الحكومة وتشكيل أخرى جديدة.
الخطاب المؤثر.. سيحكم التاريخ
في 1 فبراير 2011، خرج “مبارك” في الخطاب قبل الأخير له، طوال حكم الـ30 عامًا، وتحدث في هذا الخطاب عن تحول المظاهرات من مظهر متحضر إلى مواجهات مؤسفة، وأن هناك قوى سياسية سعت لصب الزيت على النار، والأجندات الخاصة القائمة لدى بعض التيارات، معلنا عدم الترشح لانتخابات الرئاسة مرة أخرى، وتعديل مواد انتخاب الرئيس في الدستور.
وجاءت في الخطاب كلمات مؤثرة عندما قال :”إن حسني مبارك الذى يتحدث إليكم اليوم يعتز بما قضاه من سنين طويلة فى خدمة مصر وشعبها.. إن هذا الوطن العزيز هو وطني مثلما هو وطن كل مصري ومصرية.. فيه عشت وحاربت من أجله ودافعت عن أرضه وسيادته ومصالحه، وعلى أرضه أموت.. وسيحكم التاريخ عليّ وعلى غيري بما لنا أو علينا.. إن الوطن باقٍ والأشخاص زائلون”.
الوداع
في 10 فبراير 2011، وقبل 24 ساعة من إعلان التنحي، كان خطاب الوداع لـ”مبارك”، وهو الخطاب الذي فوض فيه صلاحياته بحسب الدستور إلى نائب رئيس الجمهورية السابق، اللواء الراحل عمر سليمان.
وقال فيه:” عشت من أجل هذا الوطن.. حافظا لمسؤولياته وأمنه.. وستظل مصر هى الباقية فوق الأشخاص وفوق الجميع.. ستبقى حتى أسلم أمانتها ورايتها هي الهدف والغاية والمسؤولية والواجب ومشواره ومنتهاه.
وأضاف مبارك: مصر أرض المحيا والممات.. ستظل بلدا عزيزا لا يفارقنى أو أفارقه حتى يوارينى ترابه وثراه، وستظل شعبا كريما يبقى أبد الدهر.. مرفوع الرأس والراية.. حفظ الله مصر بلدا آمنا”.