من هم المتمردون الشيوعيون؟
بدأت الحكومة الفيليبينية، اليوم الإثنين، محادثات سلام في النرويج مع حركة التمرد الشيوعية المستمرة منذ 47 عاما، وتأمل مانيلا في التوصل إلى اتفاق خلال عام لإنهاء واحدة من أقدم حركات التمرد في آسيا.
في ما يلي خمس نقاط يجب معرفتها عن هذا التمرد:
من هم وماذا يريدون؟
حزب الفيليبين الشيوعي أسسه في ديسمبر/كانون الأول 1968 أستاذ العلوم السياسية خوسيه ماريا سيسون، وأطلق جناحه المسلح «جيش الشعب الجديد» حركة التمرد بعد ثلاثة أشهر.
كان هدف التمرد إسقاط الحكومة وإقامة نظام شيوعي وإنهاء «الإمبريالية الأمريكية» في هذه المستعمرة السابقة للولايات المتحدة.
ويعيش سيسون في المنفى في هولندا منذ نهاية سبعينات القرن الماضي.
ما هي قوتهم حاليا؟
قتل 30 ألف شخص على الأقل في حركة التمرد هذه حسب الجيش الذي تشير أرقامه إلى أن عدد مقاتلي الحركة يبلغ 4 آلاف رجل حاليا، مقابل 26 ألفا في ثمانينات القرن الماضي.
ما زال هذا التمرد ناشطا في المناطق الريفية ويفرض على الشركات المحلية دفع أموال له، وهو يواصل هجماته على الجيش ويضرب من حين لآخر مناطق داخل المدن.
وقد أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية الحزب الشيوعي الفيليبيني وجناحه المسلح على لائحة المنظمات الإرهابية الأجنبية.
من يدعمهم؟
ما زال الحزب الشيوعي يلقى دعما في المناطق الريفية المهملة في الأرخبيل الذي يشهد أحد أعمق الفروقات بين الفقراء والأغنياء في آسيا. ويعيش ربع السكان تقريبا أي حوالى 25 مليون نسمة بأقل من دولار يوميا.
ويستفيد الشيوعيون أيضا من الاستياء المتزايد من الديمقراطية التي انبثقت عن الثورة التي أطاحت الرئيس فرديدناند ماركوس في 1986. ويشعر كثير من الفيليبينيين بالإنهاك جراء الفساد واحتكار السلطة من قبل بعض العائلات، وهذا ما يفسر انتخاب المحامي الشعبوي رودريغو دوتيرتي رئيسا في انتخابات مايو/آيار.
لماذا تجرى مفاوضات السلام؟
كانت هذه المفاوضات من الوعود التي قطعها دوتيرتي، فالرئيس الذي يعتبر نفسه اشتراكيا كان طالبا لدى سيسون وتربطه علاقات بالشيوعيين. ومدير مكتبه هو أحد القادة السابقين للتمرد.
دوتيرتي شغل لفترة طويلة منصب رئيس بلدية دافاو (جنوب) ثاني مدن البلاد وأكبر تجمع سكاني في جزيرة ميندناو أفقر منطقة في الأرخبيل وتشكل معقلا لحركتي تمرد مسلمة وشيوعية.
وإنهاء حركتي التمرد هو أحد محاور الخطة الرئاسية لخفض الفقر والتفاوت الطبقي.
هل السلام ممكن؟
حددت الحكومة مهلة أشهر إلى 12 شهرا للتوصل إلى اتفاق سلام، لكن هناك الكثير من العقبات.
فمن غير المعروف ما إذا كان الشيوعيون مستعدين للتخلي عن مشروعهم المبدئي إطاحة النظام الرأسمالي، والتأثير الحقيقي لسيسون غير معروف، فقد عاش عقودا في المنفى وربما فقد تأثيره على بعض القادة المحليين الذين لم يعودوا يهتمون بالعقيدة وانصرفوا إلى جني المال من الجريمة.
ومنذ عودة الديموقراطية حاول كل الرؤساء التوصل إلى اتفاق سلام من دون جدوى، لكن الكثير من الفيليبينيين يعتقدون أن دوتيرتي يملك القدرة على النجاح حيث أخفق أسلافه.
