من يسري فودة لمحمد دياب عن فيلم اشتباك: لماذا ظلمت ثورة يناير؟
على غرار خطابات توم هانكس ودانيل كريج تلقى محمد دياب المخرج والسيناريست المصري الشاب خطابا مسجلا بعلم الوصول مرسلا من الإعلامى المصري يسري فودة بمناسبة بدء العرض الأول لفيلم دياب الأخير اشتباك
المشاهدة الأولى أغضبتني
يقول يسري فودة: «عزيزي محمد دياب.. شاهدت الفيلم 3 مرات. أول مرة اتضايقت. تاني مرة عذرتك. تالت مرة حبيته. ثم اكتشفت إني في الغالب اتضايقت عشان أنا عشت القصة دقيقة بدقيقة كصحفي وكمواطن. ثم حسّيت في الأول أن نظرته ضيقة وأنه ظلم بعض الأطراف وأنه كان حنين مع أطراف تانية، وأن حتى النص المكتوب على الشاشة في الأول كان لازم يكون أدق وأشجع».
كيف خرج للنور؟
ويضيف بخصوص المشاهدة الثانية، «تاني مرة كنت بشوفه بعين مختلفة وسؤال جوهري: عمل زي ده إزاي يخرج للنور في ظروف زي دي والثورة في أضعف مراحلها. دا سؤال كان بيواجهني أنا شخصيا بعد ما كتبت مسودة كتاب “آخر كلام” وقررت أنشره في نفس الظروف ونفس الحالة. عذرتك لأَنِّي مريت بنفس الصراع اللي باتخيل أنك مريت بيه: يا ترى استنى لحد ما أقدر أقول كل اللي أنا عايزه واللا ممكن أمرر الحد الأدنى دلوقت؟ واضح إني انتصرت للخيار التاني اللي واضح أن أنت كمان انتصرت له. معنديش شك بناءً على المقارنة دي أنك عندك قصص كتيرة عن المشاكل اللي قابلتك لحد ما شاف النور».
لماذا ظلمت يناير؟
«ولما شفته تالت مرة كانت عندي فرصة أركز في الصنعة. أول حاجة حبيتها هي الفكرة في حد ذاتها، فكرة أن القصة كلها داخل عربية ترحيلات من أولها لآخرها، وواضح إن فيه شغل أتعمل كتير على اختيار النماذج الممثلة لمصر، ولو إني شايف أن القوة الجديدة اللي أعلنت عن نفسها في 25 يناير اللي أنت وأنا منها لم تُمثّٓل بشكل واضح. ظلمتنا يا شيخ».
استعد للهجوم عليك!
ويكمل فودة، «ورغم التمثيل القوي لنماذج الإخوان والسلفيين والكنبة والدولجية والمهسترين، حضّر نفسك لهجوم شديد من كل الأطراف، خصوصًا الإسلاميين، ويمكن يكون عندهم حق في بعض المشاعر بالنظر إلى أن الداخلية أخدت حقها وزيادة من “الأنسنة” مقارنةً بالواقع بشكل عام، ولن يفيدك في ذلك أنك اديت الإسلاميين هم كمان حقهم من الأنسنة. وأخيرًا، إنك تقدر تحافظ على انتباه المشاهد طول الفيلم في لوكيشن واحد مخنوق هو في حد ذاته علامة على أنك “شببت عن الطوق” يا مبدع».
وفى نهاية الرسالة وجه فودة الشكر لدياب، معتذرًا لعجزه عن حضور العرض الأول للعمل يوم غد الأربعاء لظروف أقامته حاليا بألمانيا.
وتجدر الأشارة إلى أن الفيلم لاقى استحسانا كبيرا بعد اختياره افتتاح قسم «نظره ما» بالدورة رقم 69 بمهرجان كان السينمائى.
