مهرجان أصيلة.. تظاهرة ثقافية وفنية دولية في الشمال المغربي
تجدد الموعد في مدينة أصيلة، في الشمال المغربي، مع موسم أصيلة الثقافي الدولي في دورته الثامنة والثلاثين، من تظاهرتها السنوية التي انطلقت مساء الجمعة 15 يوليو/ تموز، وبمشاركة أكثر من 400 شخصية سياسية وفكرية وثقافية وفنية وإعلامية، في فعالياتها المتنوعة، التي تستمر حتى الثامن والعشرين من الشهر الجاري، تحت رعاية العاهل المغربي، الملك محمد السادس، وأقيم الافتتاح الرسمي، في قاعة الاحتفالات بمكتبة الأمير بندر بن سلطان، لتبدأ بعدها الندوة الأولى حول «الوحدة الترابية والأمن القومي: أي مآل لأفريقيا؟».
هذه التظاهرة الثقافية والفنية التي انطلقت عام 1978، تنظمها مؤسسة منتدى أصيلة، التي يتولى أمانتها العامة وزير الخارجية والتعاون السابق ورئيس بلدية أصيلة محمد بن عيسى، وتقام خلال مواسمها السنوية أمسيات موسيقية وغنائية وعروض فنية، فضلاً عن ندوات وموائد مستديرة حول مواضيع مختلفة بمشاركة باحثين وإعلاميين ورجال سياسة مغاربة وأجانب.
وتتوزع الفعاليات التي تستمر على مدى أسبوعين، بين رواق مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، وديوان قصر الثقافة، ومكتبة الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود، إضافة إلى ساحات وجدران مدينة أصيلة.
ويتضمن برنامج الموسم الثامن والثلاثين ندوات وجلسات فكرية وورشات فنية وعروض موسيقية، وتم تخصيص خيمة الإبداع، هذا العام لتكريم الشاعر المغربي محمد بنيس، بينما عقدت ندوات «الحوكمة» ومنظمات المجتمع المدني، و«النخب العربية والإسلامية: الدين والدولة» على مدى 3 أيام، من 24 وحتى 26 يوليو / تموز، وتقام ندوة «الرواية العربية وآفاق الكتابة الرقمية» غدا الأربعاء، يليها حفل تسليم جائزة محمد زفزاف للرواية العربية في دورتها السادسة، وقد فاز بها هذه السنة الكاتب التونسي حسونة المصباحي.
وتتنوع الأنشطة الفنية بين عروض موسيقية وغنائية، وفنون تشكيلية في معارض تقام برواق مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، وديوان قصر الثقافة، وورش نحت وصباغة على الجداريات، والحفر والصباغة الزيتية، فضلا عن الركن المخصص للأطفال الذي يعنى بالفنون التشكيلية وكتابة وإبداع الطفل.
وملتقى أصيلة، تظاهرة سنوية أصبح لها حضور دولي لافت، ويشرف عليه بصفة أساسية الوزير السابق محمد بن عيسى، حيث جعل مشروع عمره الثقافي في تطوير مدينته الصغيرة (أصيلة) في شمال البلاد، وكانت تلك المدينة أو القرية الكبيرة قبل ثلاثين عاما، تعيش حالة من العشوائية وغياب شبه تام للبنية الأساسية، حتى تبنى محمد بن عيسى، ابن المدينة، مشروع شامل لتطويرها، استثمر فيه علاقاته الدولية المتشعبة، كديبلوماسي عريق، في دعم مخطط تطوير المدينة، من خلال المنظمات الدولية المعنية بالتراث الإنساني، وتلك المهتمة بأفكار التنمية ونحو ذلك، وبما له من علاقات خليجية جيدة ساهمت دول عدة هناك مثل السعودية وقطر والإمارات في دعم مشروعه دعما عينيا، من خلال إنجاز بعض المؤسسات والمنشآت، مثل مركز ثقافي أسسه الأمير بندر بن سلطان على نفقته، وتطوير قصر الثقافة ومنشآت أخرى، وعقد للمدينة الصغيرة مهرجانا ثقافيا سنويا نجح في أن يأتي من خلاله بنخبة رفيعة على المستوى العالمي والعربي لندواته «مهرجان أصيلة».
