مهرجان الجونة السينمائي يركز على صناعة السينما في دورته السادسة

أعلن مهرجان الجونة السينمائي الذي يقام في المنتجع السياحي المصري المطل على البحر الأحمر ويحمل نفس الاسم موعد دورته السادسة في الفترة من 13 إلى 20 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 بعد توقفه العام الماضي.

وقال المهرجان في بيان، اليوم الأربعاء “سمح التوقف القصير لإدارة المهرجان بإعادة النظر إلى الجوانب الفنية والتنظيمية للمهرجان والتركيز على محورية دور المهرجان التي لعبها في دوراته السابقة بمساهمته في تطوير مشهد صناعة السينما إقليميا وعالميا”.

وشهدت الدورة الخامسة التي عقدت في 2021 بعض المشكلات منها نشوب حريق في مركز الجونة للمؤتمرات والثقافة قبل ساعات من حفل الافتتاح ثم استقالة المدير الفني للمهرجان أمير رمسيس إضافة إلى انتقادات لاذعة طالت الفيلم المصري (ريش) الذي عرض ضمن مسابقة الأفلام الطويلة.

ونقل البيان عن انتشال التميمي مدير المهرجان قوله “بعد خمس دورات ناجحة أردنا بعض الوقت لإعادة تقييم البرنامج واستكشاف كل الخيارات الممكنة والتفكير في ما سيدفع المهرجان للأمام. الآن نعود ممتلئين بالطاقة والإلهام للعب دورنا في تطوير صناعة السينما في المنطقة”.

انطلق المهرجان لأول مرة في 2017 واستطاع خلال سنوات قليلة جذب نجوم عالميين واحتل المرتبة الثانية على أجندة المهرجانات الفنية المصرية بعد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بفضل الدعم السخي من عائلة ساويرس ذات الباع الطويل في مجال الأعمال التجارية والإنشائية.

وقال سميح ساويرس مؤسس مدينة الجونة “مهرجان الجونة السينمائي فعالية فنية وإبداعية وسينمائية مهمة في المنطقة، وأنا ملتزم برعايتها حتى تستمر في المساهمة في تعزيز مشهد صناعة الأفلام”.

“سمورة ملك الكوميديا” فقرة فنية خاصة زينت انطلاق الدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائي مزجت بين الاستعراضات الحية واللقطات التسجيلية لبعض من أبرز أفلام الممثل سمير غانم الذي توفي في مايو عن عمر ناهز 84 عاما.

وافتتح مهرجان الجونة السينمائي دورته الخامسة مساء الخميس في المنتجع المطل على البحر الأحمر بحفل ضخم حضره عدد كبير من نجوم وصناع السينما في مصر وخارجها.

وقدم المهرجان في الافتتاح جائزة الإنجاز الإبداعي للممثل المصري أحمد السقا وتسلمها من الممثلة التونسية هند صبري عضو اللجنة الاستشارية العليا للمهرجان والتي شاركته في عدد من أفلامه.

كما استعرض فيلم تسجيلي، والذي تضمن فقرة “سمورة ملك الكوميديا”، نجوم وصناع السينما الذين رحلوا عن الدنيا في الآونة الأخيرة مثل الممثل عزت العلايلي والسيناريست وحيد حامد.

وقدم الممثل والمغني محمد رمضان أغنيته الجديدة (جو البنات) بالمشاركة مع المغني السويدي المغربي الأصل ريد وان والملحن المغربي نعمان بلعياشي.

وقال رجل الأعمال سميح ساويرس مؤسس مدينة الجونة في كلمته “كل سنة بتبقى أصعب من اللي قبلها، لأن كل سنة بنقول هنجدد إيه وهنزود إيه”.

وأضاف “امبارح كنا قدام مشكلتين، الأولى إن المهرجان يطلع ناجح والناس تتبسط، ومشكلة إن مكان المهرجان فيه مصيبة ولازم تتحل في 24 ساعة”.

وتعرض جزء من مركز الجونة للمؤتمرات والثقافة إلى حريق صباح الأربعاء تمت السيطرة عليه دون وقوع ضحايا لكنه ترك أثرا واضحا على أعمدة المكان وسارعت إدارة مدينة الجونة لإصلاحه قبل حفل الافتتاح.

80 فيلما

وعلى مدى 8 أيام، يعرض المهرجان الذي يقام سنويا تحت شعار “سينما من أجل الإنسانية” أكثر من 80 فيلما من بينها 16 عملا عربيا و10 أعمال تعرض عالميا لأول مرة.

وجاءت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة برئاسة المنتج الأمريكي روب ألين وعضوية كل من الممثلة المصرية منة شلبي والمخرج اللبناني جورج هاشم والمخرج الهندي كبير خان والأمريكية سارة هوش المديرة التنفيذية لمهرجان غواناخواتو السينمائي.

أما لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة فتشكلت برئاسة المنتجة المكسيكية مارتا سوسا وعضوية كل من المنتجة الفلسطينية مي عودة والمخرجة الأمريكية كيم آي سنايدر والمخرج الأردني محمود المساد والمنتج الكوري الجنوبي جاي جيون.

وترأس المخرجة المصرية كاملة أبو ذكري لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة التي تضم في عضويتها الممثلة المغربية نادية كوندا والناقدة الإيطالية نينا روث ومبرمجة الأفلام الفرنسية أليس خروبي والمخرج المصري تامر عشري.

مسابقة جديدة

وفي دورته الخامسة، يطلق المهرجان مسابقة جديدة تهدف إلى نشر الوعي بقضايا البيئة والحفاظ عليها تشمل هذا العام 5 أفلام ويحصل الفيلم الفائز بنجمة الجونة الخضراء على جائزة قدرها 10 آلاف دولار.

وفي ضوء استفادته من تجربة العام الماضي التي أقيمت رغم تفشي جائحة كورونا عالميا اشترط المهرجان هذا العام على جميع المشاركين تقديم شهادة تطعيم من الفيروس أو الخضوع لمسحة طبية كل 72 ساعة وذلك مع التأكيد على تطعيم جميع المنظمين باللقاح.

وإلى جانب العروض والندوات وورش العمل المتخصصة يعمل المهرجان على احتضان وتشجيع صناعة الأفلام من خلال (منطلق الجونة السينمائي) الذي يقدم بالتعاون مع شركات الإنتاج المختلفة منحا مادية وتقنية لمشاريع الأفلام في مرحلتي التطوير وما بعد الإنتاج تبلغ قيمتها نحو 350 ألف دولار.

درست المخرجة الفلسطينية مي مصري السينما في الولايات المتحدة وعاشت معظم حياتها في لبنان لكنها ظلت على مدى أكثر من ثلاثة عقود تثبت في أفلامها الوثائقية والروائية التزامها التام بالقضية الفلسطينية.

وقالت مي التي نالت مؤخرا جائزة (الإنجاز الإبداعي) من مهرجان الجونة السينمائي في مصر لرويترز “عندما كنت أدرس في أمريكا صنعت أفلاما في أمريكا اللاتينية، في المكسيك والبرازيل، ولدي اهتمامات بقضايا عالمية، وكنت بصدد عمل فيلم بالجزائر، كما صنعت أفلاما في لبنان”.

وأضافت “لكن رغم كل هذا الواقع يفرض نفسه دائما، أشعر بالتزام تجاه القضية الفلسطينية، بضرورة سرد التجارب التي عشتها ومعاناة الناس الذين أعرفهم وأعرف قضاياهم جيدا”.

وتابعت قائلة “لم يشغلني صنع أفلام تجارية أو تقديم عدد كبير من الأفلام، يهمني أكثر صنع أفلام ذات موضوعات تمسني وتعبر عن قناعاتي، وهذه الأفلام إذا كانت تعبر عن قضايا محلية في ظاهرها فهي في جوهرها تعالج قضايا إنسانية، والقضايا الإنسانية هي قضايا عالمية في نهاية الأمر”.

وقدمت مي (60 عاما) سلسلة طويلة من الأفلام الوثائقية منها (أطفال جبل النار) و(امرأة في زمن التحدي) و(أطفال شاتيلا) و(أحلام المنفى) قبل أن تقدم فيلمها الروائي الأول (3000 ليلة) في 2015 الذي عرض في مهرجانات عربية وأجنبية وحصل على جوائز عديدة.

وترى مي أن أكبر عائق أمام السينما الفلسطينية هو التمويل لأن جهات كثيرة لا ترحب بإنتاج الأفلام الفلسطينية أو تمول مخرجين فلسطينيين.

وقالت “الحصول على تمويل أوروبي أو أجنبي عامة يفرض بعض القيود على الأفلام لا أستطيع القبول بها، مثل عدم الخوض في السياسة أو غيرها من الأمور”.

وأضافت “السنوات الماضية شهدت زيادة في إنتاج الأفلام الفلسطينية التي برزت وجابت مهرجانات العالم لكني أتمنى أن يكون هناك إنتاج عربي مشترك لصنع المزيد من الأفلام”.

وتستعد مي لصنع فيلم روائي جديد تكتب هي السيناريو له لكنها رفضت الكشف عن تفاصيله مكتفية بالقول إنه “يتحدث عن القضية الفلسطينية بالتأكيد”.