يظل التمدد الأسيوي لداعش، نقطة هامة في تحتاج مزيد من التركيز والبحث، فعلى الرغم من اتخاذ التنظيم في بداياته التمدد ناحية الشمال الأفريقي في ليبيا وتونس ، نجده بعد فترة يأخد منحنى أخر صوب دول شرق آسيا وخصوصاً في الفلبين وإندونيسيا وماليزيا.
مبايعات متتالية للتنظيم في القارة الأسيوية، الأمر الذي دعا البعض أن يرشح بعض دول شرق آسيا لتكون البديل عن العراق والشام لحمل لواء التنظيم، وقد تصدرت الفلبين دول آسيا في عدد المبايعات لداعش، وقد تكون الأحداث التي وقعت مؤخراً في البلاد شاهد على تنامي هذا الفكر المتطرف في البلاد.
الأحداث الأخيرة التي بدأت في 23 مايو/ أيار من العام الجاري، بمدينة “ماراوي” الفلبينية، أثناء محاولة قوات الأمن الفلبينية القبض على “إسنيلون هابيلون” أحد زعماء جماعة أبو سياف، كشف عن اسم جماعة”موت” كحليف لجماعة ” أبوسياف” وكلاهما يدين بالولاء لداعش، وقاتلتا معا في مدينة “ماراوي” وأحرقا مستشفى وكاتدرائية وخطفتا قسا كاثوليكيا.
” موت” أسم لجماعة قد يكون دلالة عن منهجها وطريقة تعاطيها مع ما حولها، فعلى الرغم من تاريخ هذه الجماعة الذي يعود إلى عام 2012 الذي تأسست فيه كجماعة مسلحة، بزعامة عبد الله موت وشقيقه عمر، من عدد من الجنسيات المختلفة، وتتمركز في منطقة ” لاناوديل سور” التي تقع في جنوب الفلبين.
انشقت الجماعة المسلحة عن “جبهة تحرير مورو” ، وبدأت بالقيام بعمليات خطف و تفجيرات في منطقة ” مينداناو” التي تقع في جنوب الفلبين، حيث تتمركزالأقلية المسلمة.
نفذت “موت” جل عملياتها بالتحالف مع جماعة “أبوسياف”، وجاء إعلان مبايعتها لداعش في عام 2015، لكن النشاط الأبرز لها كان في عام 2016، عندما هاجمت مواقع تابعة للجيش الفلبيني، وقامت بقطع رأس أحد الجنود ومعه اثنين آخرين من العمال المدنيين.
وتشير تقارير عن وجود اشتباه في كون جماعة”موت” هلي التي تقف خلف الهجوم علي معسكر ” بوتيج” في مدينة مينداناو في فبراير/ شباط 2016، حيث رفع المهاجمون الرايات السوداء التي تعرف بها داعش، وقد أسفر الحادث عن مقتل 12 من التنظيم في حيت قتل 5 في صفوف الجيش الفلبيني.
أما جماعة أبو سياف، فتكمن هذه الجماعة في جنوب دولة الفلبين وأعلنت مبايعتها في للبغدادي في 25 يناير/كانون الثاني عام 2014، عندما ظهر زعيم هذه الجماعة و يدعي إسنيلون هابيلو في تسجيل فيديو وأعلن مبايعته لزعيم داعش بهدف إنشاء ولاية اسلامية غرب جزيرة مينداناو.
وتعد هذه الجماعة من أكثر التنظيمات الإرهابية دموية وشراسة علي الرغم من صغر حجمها ، خصوصأ بعد أن انشقت عن جبهة التحرير الوطنية بالفلبين و المعروفة باسم “جبهة مورو” وذلك في عام 1991 ،بعد توقيع الجبهة اتفاقية مع الحكومة الفلبينية وقت أن كان يتزعمها عبد الرزاق أبو بكر جنجلاني الذي قتل خلال صدام مع الشرطة الفلبينية في قرية لاميتان بجزيرة باسيلام في 18 ديسمبرعام 1998.
وجاء عمل هذه الجماعة من خلال احتكاكهم مع عدد من المقاتلين العربي إبان الحرب الإفغانية ضد الإتحاد السوفيني ، ويقدر ها بالمئات، ويتمركزون في جزر باسيلان، وسولو، وتاوي تاوي في أقصى الجزء الجنوبي للفلبين، ويمتد نشاطهم أحيانا إلى مانيلا.
