بعد أسبوع من إحياء ذكرى الهجمات الإرهابية، التي شنت ضدها العام الماضي، أثارت المجلة الفرنسية الساخرة موجة من الغضب على أثر نشرها رسما كرتونيا اقترحت فيه أن الطفل السوري إيلان كردي، الذي وجد غريقا على سواحل تركيا، «كان من المفترض أن يكبر ليكون معتديا جنسيا تماما مثل المهاجرين الذين اتهموا بمثل هذه الجرائم في كولونيا».
ففي رسم كرتوني بعنوان «المهاجرين»، ظهر رجلان مثل الخنازير يطاردان امرأة تجري من الهلع، متضمنا الصورة الشهيرة للطفل السوري آلان ملقيا على الشاطئ، وتساؤلا: «ماذا يمكن أن يكون الطفل آلان عندما يكبر؟»، وإجابة في أسفل الكرتون «معتدي جنسيا في ألمانيا».
وبينما أثار الكرتون موجه من الغضب، إلا أن البعض دافع عنه باعتباره تهكما من جانب الصحيفة الشعبية لتصورات اللاجئين، في الوقت الذي وجه فيه موت الطفل آلان أنظار العالم للأزمة الإنسانسة التي تعاني منها سوريا، كما مثل ضغطا علي الحكومات الأوروبية لاستقبال اللاجئين.
إلا أن الرأي العام تحول جزئيا بعد المئات من الاتهامات للاجئين بالاعتداء جنسيا على النساء في كولونيا الألمانية باحتفالات رأس السنة، وسط اتهامات للشرطة ووسائل الإعلام بعدم إقرار تلك الوقائع لمنع إثارة المشاعر المناهضة لسياسة ألمانيا تجاه اللاجئين.
ووصف أحد نشطاء تويتر الكرتون الصادر عن الصحيفة بأنه «شيء مقرف» فيما رجح صحفي الفاينانشيال تايمز كريستوفر طومسون أن يكون الكرتون مجرد سخرية من صور المهاجرين ولا يعبر عن التطرف.
فيما قال أحد المغردين، إن الصحيفة تختبئ خلف مبادئ حرية الرأي والتعبير، وإنما هي في الحقيقة تدعم التطرف.
أما مراسل شبكة ABC الأمريكية في الشرق الأوسط، صوفي ماكنيل، أكد أن الكرتون «شائن»، وهو ما وافق عليه الكثيرون.
