“الهند ملتزمة بإقامة علاقات جيدة مع جيرانها”، كلمة قالها رئيس وزراء الهند ناريندرا في أول زيارة له خارج البلاد إلى بوتان بعد توليه المنصب العام الماضي لتكون نقطة بداية علاقات إستراتيجية إقليمية وعالمية، لم تشهدها الهند من قبل.
واليوم يزور مودي باكستان للمرة الأولى كرئيس وزراء، في مؤشر على تحسن العلاقات بين الجارتين المسلحتين نوويا لينهي فترة طويلة من الخصام خاضا الطرفين فيها 3 حروب، اثنتان منها حول كشمير، حيث يزعم كلا البلدين ملكيته للإقليم. ويرى مراقبون أن هذه الزيارة ستلعب دورا كبيرا في تحسين العلاقات بين الخصمين في جنوب آسيا.
رئيس الوزراء الهندي المثير للجدل يعتبر من أبرز الزعماء الهنود خلال فترة قصيرة فبعد أن كان متهما بالتحريض على المسلمين خلال أحداث عنف راح ضحيتها المئات ومنع من دخول زيارة أوروبا والولايات المتحدة أصبح يطلب قادة العالم وده.
مودي الذي اعتادت وسائل الإعلام على تناول الأخبار عنه عبر حسابه الشهير بـ”تويتر” والذي يهتم بمتابعته حوالي 17 مليون شخصا، يلعب دورا كبيرا في تحسين العلاقات الخارجية لبلده التي تعد من أكبر القوى النووية في آسيا، وانشاء علاقات استراتيجية قوية مع الدول الأخرى.
وخلال الاتصالات مع روسية في الفترة الماضية استطاع مودي توطيد علاقاته بموسكو بالاتفاق على بناء روسيا الـ12 مفاعلا نوويا في الهند خلال العشرين عاما المقبلة، فضلا عن اتفاقات عسكرية بنحو 6 مليارات دولار بين البلدين، وهو ما تبعه بوتين بتصريح اعتبر فيه أن الهند “من أشرف المرشحين” لشغل مقعد دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وحرص مودي على التقرب مع دول الخليج فخلال عام على توليه المنصب أدى زيارة إلى الإمارات هي الأولى كرئيس وزراء للهند منذ 34 عاما داعيا الإماراتيين للاستثمار في بلاده، قبل أن يحتفي باللقاء الثنائي الذي جمعه، اليوم، بالملك سلمان بن عبدالعزيز على هامش قمة العشرين بأنطاليا التركية الشهر الماضي.
من بائع الشاي إلى زعيم
منذ صغره كان يعشق تحليق الطائرات الورقية وعمل بائع للشاي في محطة القطارات على الطريق السريع في ولاية جورجرات، التي ينتسب إليها، وعمل في مطعم لعمال النقل البري، وارتقى في مراتب حزب المعارضة الرئيسي في الهند المعروف باسم “بهاراتيا جاناتا” إلى أن قاد بنفسه الحملة الانتخابية لحزبه، ليصبح رئيس وزراء الهند السابع عشر بعد الاستقلال، ويصعد طائرات الزعماء.
يحرص قادة العالم وده
انتقد الأسرة الدولية مودى بالتحريض وعدم القيام بما يكفى لوقف الأحداث التي اندلعت في ولايته وحصدت نحو ألف مسلم ضحايا، وظل لسنوات ممنوعا من زيارة أوروبا أو الولايات المتحدة، لكن محكمة عدل عليا برأته من التهم بعد التحقيق العام الماضي، ولقاءه السفير الأمريكي عام 2010 كان كافيا لإعادة تأهيله سياسيا، وتتفق عليه الأغلبية في الهند.
وفى انتخابات الهند 2014 فاز مودى وحزبه بأكبر نسبة تصويت لمرشح في العالم، ليزيح حزب “المؤتمر الوطني” الذي حكم الهند لـ67 عاما، وبعد عقد من الزمان منع فيه من دخول أمريكا حصل مودي على دعوة من الرئيس أوباما لزيارة واشنطن عقب فوزه في الانتخابات.