حرص رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، خلال زيارته للضفة الغربية، أمس، على أن يبدأ الزيارة، التي استمرت يوما واحدا، بضريح الزعيم الفلسطيني، ياسر عرفات، مؤكدا تمسك بلاده بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، والتزامه بناء مؤسسات دولة فلسطين «المستقلة والقوية»، مبدداً في ذلك مخاوف الفلسطينيين من تطوّر العلاقات الاستثنائية التي تربط الهند بإسرائيل.
وقف «مودي» أمام ضريح الرئيس الفلسطيني «أبو عمار» متاثرا بعد أن وضع أكليل من الزهور على الضريح.. واصفا الزعيم «عرفات»، بأنه كان «واحداً من أعظم القادة في التاريخ».. مضيفا: كان للزعيم الفلسطيني دورا بارزا على الساحة الفلسطينية، وعلى الصعيدين العربي والدولي، وساهم في توطيد وتعزيز العلاقات التاريخية بين الهند وفلسطين.. مشيرا إلى العلاقات التاريخية مع الهند والتي دشنها نضال الرئيس عرفات، ومع علاقات صداقة قوية و«عميقة» ربطته بزعماء وقادة الهند التاريخيين.
وكتب رئيس وزراء الهند في سجل زوار متحف وضريح الزعيم الفلسطيني، ياسر عرفات: «يشرفني أن أكون هنا في متحف ياسر عرفات، الذي يستعرض حياة أبو عمار، الذي كان صديقا عظيما للهند، وأذكر اسهاماته في القضية الفلسطينية، وحبه الدافء للهند، وكانت الهند والشعب الهندي تبادله هذا الحب.. وما زلنا نتذكره باعتزاز حتى يومنا هذا».
وقال مودي، خلال الزيارة التي وصفت بالتاريخية لأول رئيس وزراء هندي يزور فلسطين : «يسعدني أن نجدد صداقتنا ونجدد دعم الهند، وإنه شرف عظيم لي أن أكون في دولة فلسطين وفي رام الله في زيارة أولى لرئيس وزراء هندي لفلسطين، وللبلدين علاقات تاريخية متينة صمدت أمام اختبار الزمن، وأن دعمنا القضية الفلسطينية أصبح محوراً ثابتاً في سياستنا الخارجية».
واعتبر رئيس وزراء الهند، أن الزيارة «تساهم في دعم عجلة التنمية في فلسطين».. بينما أكد مسؤولون فلسطينيون، أن الزيارة «خلقت توازناً في العلاقات الهندية» مع كل من فلسطين وإسرائيل.. ومن جانبه قال مستشار الرئيس محمود عباس للشؤون الخارجية، الدكتور نبيل شعث إن «الهند واحدة من القوى المهمة على المستويين الاستراتيجي والاقتصادي، وهي إلى جانب روسيا والصين وجنوب أفريقيا والبرازيل، مرشحة للعب دور في رعاية متعددة الطرف لأي عملية سياسية مقبلة، بعد خروج الولايات المتحدة من الرعاية الحصرية لهذه العملية».
وبينما أشاد الرئيس الفلسطيني «أبو مازن» بالعلاقات التاريخية بين بلاده والهند التي وقفت على الدوام إلى جانب الحق والعدل والسلام في فلسطين، وكانت إحدى أولى الدول التي اعترفت بها كدولة عام 1988 .. حضّ ضيفه على المساهمة في خلق آلية جديدة متعددة الطرف لرعاية العملية السياسية تنبثق من مؤتمر دولي للسلام، وذلك بعد خروج الولايات المتحدة من رعايتها عقب اعتراف رئيسها دونالد ترامب بالقدس «عاصمة لإسرائيل».. وقال: «نعوّل على دور الهند كقوة دولية ذات مكانة ووزن كبيرين، للإسهام في تحقيق السلام العادل والمنشود في منطقتنا، لما لذلك من تأثير في الأمن والسلم العالميين».
