تشهد العلاقات الموريتانية ـ المغربية ، توترا سياسيا، ومواجهات حزبية بين البلدين، تضيف بعدا آخر للعلاقات المشحونة بأزمات وخلافات، أبرزها الموقف من “جبهة البوليساريو” وقضية الصحراء الغربية.
الأزمة الجديدة، فجرتها تصريحات الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي، حميد شباط، والتي اعتبر فيها أن “موريتانيا أراضي مغربية” .. مضيفا “إن موريتانيا جزء من المملكة المغربية، وأن حدود بلاده تمتد من “سبتة” في الشمال إلى “واد السنغال” فى الجنوب .. ثم تساءل: “كيف حصلت موريتانيا على استقلالها عن المملكة؟”.. وموضحا أن ” الانفصال الذي وقع عام 1959 خلق مشاكل للمغرب، ومن ذلك تأسيس دولة موريتانيا، رغم أن هذه الأراضي تبقى مغربية، وأن كل المؤرخين يؤكدون على ذلك”.
https://www.youtube.com/watch?v=iSEWdl-goIA
وندد حزب الاتحاد من أجل الجمهورية “الحاكم” في موريتانيا، بالتصريحات التي وصفها بأنها “تطاول على سيادة واستقلالها موريتانيا”.. وقال الحزب الحاكم ، في بيان شديد اللهجة: “إن التطاول على سيادة موريتانيا واستقلالها لن يكون أحسن الطرق للتعاطي مع القضايا والملفات الساخنة، ولن يدفع بالنزاع في الصحراء الغربية إلى الحل” .. مؤكدا أن “إحياء الأساليب الاستفزازية والأطماع المدفونة في مخاطبة الند للند ليست أحسن طريق لخدمة التطلعات المشتركة بين شعوب وبلدان المنطقة”.
وتزامنت تصريحات الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي ، مع تصريحات أدلى بها سياسيون مغاربة لاحدى القنوات التلفزيونية الرسمية، واتهم أحدهم موريتانيا بتصدير الإرهاب لمنقطة الساحل، فيما تساءل آخر “كيف يمكن أن يكون لموريتانيا دور وهي عاجزة عن بناء سقف لمطارها”.
تصريحات السياسي والقيادي الحزبي البارز في المغرب ” حميد شباط” فجرت ردود فعل واسعة داخل موريتانيا، مع موجة صاخبة من الاستهجان والتنديد، من قبل القوى السياسية والإعلامية .. وكشف الحزب الحاكم في موريتانيا عن “حالة احتقان سياسي” تخيم على العلاقات بين نواكشوط والرباط، تنذر بتوتر ساخن، مالم تسارع المملكة المغربية بالاعتذار، والتوضيح للحقائق.
وتبادلت الأحزاب بين البلدين، الاتهامات وصولا إلى استخدام “كلمات جارحة” .. واتهم “حزب الاتحاد من أجل الجمهورية”الموريتاني، السياسي المغربي حميد شباط، بأنه ” تكلم في أمر لا يدرك أبعاده، ولا يسعه مستواه السياسي ولا الثقافي التاريخي للخوض فيه” .. ليرد حزب الاستقلال المغربي ، عبر بيان آخر، محذرا من أن موقف الحزب الموريتاني “يسير بالعلاقات الثنائية بين البلدين إلى مرحلة توتر شديدة، وأن حديث شباط ،عن كون موريتانيا جزء من المغرب، هو موضوع كان محل نقاش و انقسام في المغرب وموريتانيا، بما لا يمكن لأية جهة أن تزيله كحقيقة تاريخية، وجاء في سياق استحضار مرحلة من تاريخ المغرب المعاصر”.
وصدر بيان عن وزارة الخارجية المغربية، لإحتواء التوتر بين البلدين، مؤكدا أن “المغرب يعلن رسميا احترامه التام لحدود الجمهورية الإسلامية الموريتانية، المعروفة والمعترف بها من طرف القانون الدولي، ووحدتها الترابية، وأن الوزارة تابعت بانشغال، الجدل الذي أثارته التصريحات الخطيرة وغير المسؤولة للأمين العام لحزب الاستقلال حول حدود الجمهورية الإسلامية الموريتانية ووحدتها الترابية” .
وفي المقابل، أعرب حزب الاستقلال، عن “أسفه لتشكيك” بيان وزارة الخارجية في وطنية حميد شباط، على خلفية تصريحاته بشأن موريتانيا، وأن وزارة الخارجية ليس من مهامها تقييم وتصنيف مواقف وقرارات الأحزاب السياسية، كما أن حزب الاستقلال يرفض تلقي دروس في الوطنية من وزير الخارجية.
وكشف مصدر من حزب “العدالة والتنمية”، صاحب الأغلبية البرلمانية في المغرب، إنه من المرتقب أن يزور عبد الإله بنكيران، الأمين العام للحزب ورئيس الحكومة المكلف، موريتانيا لاحتواء تداعيات تصريحات لزعيم حزب معارض أثارت غضبا في نواكشوط.
