موسكو تحذر من العواقب.. نيران الخليج تقترب من روسيا
حذرت موسكو من مخاطر انتقال الحرب في حال اندلاعها في الخليج العربي إلى منطقة بحر قزوين، وبالتالي روسيا.. ويؤكد خبراء عسكريون في موسكو، أن التصعيد حول إيران، وخاصة العسكري منه، يزعزع الوضع الإقليمي، ويهدد الأمن في آسيا الوسطى والقوقاز، و«يشمل دول رابطة الدول المستقلة ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي، وروسيا نفسها في بحر قزوين. لذلك، لا يمكننا الفرجة بلا مبالاة على ما يحدث عند حدودنا».
احتمالات المواجهة العسكرية..قائمة
روسيا لا تستبعد اشتعال الحرب في الخليج، وتضع في حساباتها احتمالات المواجهة العسكرية، وبحسب تقديرات عضو مجلس خبراء لجنة الدوما الحكومية لشؤون رابطة الدول المستقلة، والتكامل الأوراسي، ألكسندر سافيليف، سوف تستمر الضغوط الأمريكية على إيران، وأن احتمال نشوب صراع عسكري واسع النطاق ليس كبيرا جدا، لكن يمكن أن يندلع نتيجة تفاقم الصراع قبل الانتخابات في الولايات المتحدة، حيث اعتادوا على حل المشاكل السياسية الداخلية عن طريق إثارة تصعيد النزاعات الدولية، أو في حالة تصعيد غير مقصود، قد يحصل نتيجة عطل فني أو أخطاء بشرية.
- القضية المثارة حاليا في موسكو، تتصل بالعواقب المحتملة لزعزعة استقرار المنطقة بالنسبة لروسيا، بالنظر إلى أن إيران دولة في منطقة بحر قزوين.. وترى الباحثة الروسية صوفيا ساتشيفكو، أن زعزعة الاستقرار سوف تستمر في منطقة بحر قزوين، باعتبارها واحدة من المناطق الأكثر تعقيدا ومفصلية في أوراسيا وفي العالم، ذلك أن أي تقارب، وأي برامج تطوير مشتركة لدول أوراسيا الكبرى (بما في ذلك، أوروبا)، يمثل تحديا وجوديا للولايات المتحدة.
هواجس القلق الروسية، أعرب عنها الرئيس «بوتين»، كاشفا عن قلق بلاده العميق إزاء المواجهة الحالية بين الولايات المتحدة وإيران، خاصة أنها تحدث بالقرب من الحدود الروسية ويمكن أن تزعزع استقرار المنطقة المحيطة بإيران.. الرئيس الروسي، حذر من عواقب التوتر في منطقة الخليج، محددا ثلاث نقاط تفرض مناخ القلق:
- أولا..أن تصعيد التوتر يحدث بالقرب من حدود روسيا الاتحادية.. وثانيا.. أن التوتر الساخن يزعزع استقرار الوضع حول إيران، ويؤثر على بعض البلدان التي لديها علاقات «وثيقة للغاية» مع روسيا..وثالثا..أن التوتر قد يسبب موجات إضافية من اللاجئين بأعداد كبيرة ، وقد يتسبب في أضرار جسيمة للاقتصاد العالمي.
مخاطر «إضرام النار» في كامل القوقاز
وقد يؤدي الصراع العسكري مع إيران، حيث يعيش كثير من الأذربيجانيين، إلى زعزعة الوضع في أذربيجان، بحسب تحليل صوفيا ساتشيفكو، وقد يؤدي إلى تفاقم الصراع في «قره باخ». وبالتالي، «إضرام النار» في كامل القوقاز مع علاقاته العرقية المعقدة ( يذكر أن منطقة ناغورني قره باغ، التي يقطنها أساسا مواطنون أرمن، أعلنت استقلالها عن أذربيجان في عام 1991. وحاولت باكو استعادة السيطرة على هذه المنطقة بالقوة، لكنها منيت بالفشل، وفي عام 1994، وقعت أذربيجان وأرمينيا وجمهورية ناغورني قره باغ بوساطة روسية «بروتوكول بشكيك» بشأن إقامة هدنة في هذا الصراع المستعر).
- هذه المخاطر وغيرها، هي التي تحدد الموقف الروسي من أزمة الخليج والتصعيد المتبادل بين أمريكا وبريطانيا من جانب، وإيران من جانب آخر.. وتحدد أيضا دعم موسكو لمصالح إيران، وهو الدعم المبني على المصالح الوطنية الروسية، بما في ذلك في مجال الأمن، وعلى أساس القانون الدولي، بحسب تقديرات خبراء في موسكو.
