يبدو أن العلاقات الروسية- الإيرانية بدأت تدخل في مرحلة جديدة بفعل التطورات السياسية على الساحة والتي بدأت تلقي بظلالها على العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
في هذا السياق، أعلن الكرملين، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيزور إيران في 23 نوفمبر، والتي جاءت تلبية لدعوة حضور القمة الثالثة لمنتدى الدول المصدرة للغاز وجهتها الحكومة الإيرانية لبوتين منذ شهور، إلا أن الكرملين لم يعلن قبول الدعوة رسميا غير اليوم الجمعة.
تطور سريع
عشية الإعلان عن الزيارة أعلنت موسكو عن منح إيران قرض بقيمة 7 مليارات دولار لإيران، بغرض تنفيذ مشاريع مشتركة وبمشاركة الشركات الروسية.
وفي هذا الإطار، تجدر الإشارة إلى اتفاق روسيا وإيران خلال العامين الماضيين على مشاريع مشتركة تبلغ قيمتها نحو 40 مليار دولار. وقد أعرب وزير الطاقة الروسي أمس عن استعداد الشركات الروسية لتزويد إيران بالمنتجات الزراعية، خاصة القمح، والشعير، والذرة، والزيت النباتي، لافتا إلى ضرورة تنمية العلاقات الثنائية بين البلدين، في وقت تعول إيران على توقيع اتفاق الحماية المتبادلة للاستثمارات، خلال زيارة المرتقبة للرئيس الروسي إلى طهران، وفقا لوكالة “نوفوستي” الروسية.
تطور على حساب سوريا
بالنظر إلى تاريخ العلاقات بين البلدين قبل اندلاع الأزمة السورية فقد تكشف أنه فلا يوجد دولة شهدت علاقاتها مع روسيا تقلبات حادة في فترة قصيرة من الوقت، مثلما حدث مع إيران؛ فعلاقات الدولتين تأرجحت خلال تلك الفترة ما بين التعاون والصراع، حلال الأعوام ما بين 1991 – 2011 وفقا لدراسة نشرها مركز كارنيجي موسكو هذا العام تحت عنوان “فهم إعادة إحياء العلاقات الروسية- الإيرانية”، والتي أعدها “نيكولاى كوزهانوف”.
وأشارت الدراسة إلى أن كثافة الاتصالات التي تتم ما بين موسكو وطهران منذ عام 2012 أمراً غير مسبوق في تاريخ روسيا بعد الحقبة السوفيتية، حيث تسعى الدولتان إلى خلق أساس قوي للحوار الثنائي فيما بينهما، ويعكس سعيهما لتوطيد علاقاتهما الرغبة في تحقيق مصالحهما الجيوسياسية.
وفي سياق توتر العلاقات ما بين موسكو والغرب بسبب الخلافات حول الأزمة السورية وغيرها من القضايا، سعت روسيا إلى تطوير علاقات جيدة مع قوى أخرى تعتمد نفس التوجهات بالنسبة للشرق الأوسط. واستغلت موسكو القطيعة بين إيران والدول الغربية لتعزيز وتوسيع تعاونها مع طهران في شتى المجالات.
ومنذ بداية الخلاف حول الوضع في سوريا بين القوى الكبرى، برزت ملامح التقارب ما بين الجانبين الروسي والإيراني، الأمر الذي أثبت أن طهران حاليا تعتبر أكثر من مجرد جار جنوبي بالنسبة لروسيا، حتى بعد انتقال الرئاسة لروحاني.
