أدى تضارب المصالح بين موسكو وأنقرة على أكثر من جبهة، سواء السورية أو الليبية، إلى زيادة التوترات بين الحليفين، مع تخوفات من احتمال وقوع صدام مباشر بينهما وسط محاولات من كلا الجانبين لاحتواء الخلافات وخفض التوتر.
وترى مديرة المعهد العالي للدراسات الاستراتيجية، إلينا سابونينا، أن الصدام بين روسيا وتركيا بشأن تعثر المفاوضات بشأن محافظة إدلب السورية مستبعد، لأن هناك تفاهمات كبيرة بين البلدين.
وأوضحت سابونينا، أن هناك مصالح وعلاقات مشتركة بين كلا البلدين، وأن العلاقات العسكرية والاقتصادية مستمرة بعيدا عن ما يدور حول تطورات الأوضاع في محافظة إدلب السورية.
من جانبه، قال المحلل السياسي، إسماعيل كايا، إن الخروج بتوافقات لا يزال قائما ما دامت الاتصالات متواصلة بين البلدين، كاشفا عن عودة الوفد الروسي للمباحثات خلال الأيام المقبلة لإعادة التباحث.
وأضاف كايا، أن الجانب الروسي طرح خرائط جديدة على الجانب التركي بشأن الأوضاع في إدلب، ولكن تركيا ما زالت متمسكة بملف «نقاط المراقبة» التي تم إبرامها في اتفاق “سوتشي” بين الرئيسين الروسي والتركي في عام 2018.
وتحكم اتفاقية “سوتشي” الموقعة بين الرئيسين التركي والروسي، رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين، في أيلول 2018، مصير محافظة إدلب، وحدودها الجغرافية، ورغم أن بنودها لم تطبق بالكامل، فإن موسكو وأنقرة تعتبرانها حجر الأساس لما ستكون عليه المنطقة مستقبلًا.
ومن أبرز بنود الاتفاقية هي الإبقاء على منطقة خفض التصعيد في إدلب، وتحصين نقاط المراقبة التركية واستمرار عملها، واتخاذ روسيا جميع الإجراءات اللازمة لضمان تجنب تنفيذ عمليات عسكرية وهجمات على إدلب، والإبقاء على الوضع القائم، فضلا عن إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15- 20 كيلومترًا داخل منطقة خفض التصعيد.
من جانبه، أكد الكاتب والمحلل السياسي، أندريه أولتيسكي، أن الاتصال الذي جرى اليوم الجمعة بين الرئيسان الروسي ونظيره التركي له أهمية بالغة، موضحا أن أنهما بحثا التوتر وعمليات التسوية في إدلب.
وتتهم أنقرة وموسكو بعضهما البعض بخرق اتفاق سوتشي.
يشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هاتف اليوم الجمعة، نظيره الروسي فلاديمير بوتين، حسب بيان لدائرة الاتصال بالرئاسة التركية.
وأكد أردوغان خلال الاتصال “ضرورة كبح جماح النظام السوري في إدلب وإنهاء الأزمة الإنسانية هناك”.
وعمل الجيش السوري على السيطرة على (M5)، الذي يعتبر أطول طريق سريع في سوريا، ويبلغ طوله نحو 450 كلم، وذلك بعدما أعلن الجيش السوري أنه استعاد السيطرة على أكثر من 600 كيلومتر مربع في حملته المستمرة بمحافظتي إدلب وحلب.
