صور| «مولنبيك».. الحي الأفقر في بلجيكا «يؤوي» التطرف والإرهاب

مع إندلاع تفجيرات بروكسل الإرهابية اليوم، الثلاثاء، اتجهت الأنظار مجددا إلى الحي الأفقر غرب العاصمة والذي تبين خلال الأعوام الماضية أن يؤوي عشرات من منفذي ومدبري عمليات إرهابية في أوروبا.

«مولنبيك» على بعد خطوات من وسط العاصمة البلجيكية، وهو واحد من 19 بلدية داخل مقاطعة بروكسل العاصمة، ويعد أكبر الأحياء اكتظاظا بالسكان، حيث يبلغ تعداده وفقا لإحصاء 2014 نحو 100 ألف نسمة.

حي مولنبيك غرب العاصمة بروكسل
حي مولنبيك غرب العاصمة بروكسل

صنفت السلطات البلجيكية «مولنبيك» بأنه «مرتع للمتطرفين» عقب هجمات باريس الإرهابية الأخيرة التي أوقعت 130 قتيلا على الأقل وأصابت المئات في 13 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعدما كشفت التحقيقات مسؤولية البلجيكي عبد الحميد أبا عود، وهو أحد سكان الحي، بالتدبير للهجمات مع عدد آخر أبرزهم صلاح عبد السلام، الذي اعتقلته الشرطة البلجيكية الجمعة الماضية في نفس الحي أيضا.

عبد الحميد أبا عود
عبد الحميد أبا عود

وأظهرت التحقيقات في هجمات باريس الدامية أن نصف المتورطين فيها يحملون الجنسية البلجيكية وعلى ارتباط بتنظيميّ «داعش» و«القاعدة»، ويسكنون هذا الحي الفقير، ووفقا لإحصائيات أممية فإن 128 مقاتلا بلجيكيا في صفوف «داعش» من أصل، 500 بلجيكي، عادوا إلى بلادهم بنهاية 2015، بينما قُتل 77 آخرون، ولا يزال البقية في سوريا والعراق.

وبحسب بيانات نقلتها شبكة CNBC الإخبارية، فإن الشرطة اعتقلت عشرات من قاطني حي مولنبيك الذي ركزت جهودها الأمنية فيه عقب الهجمات في فرنسا، مشيرة إلى أن «الحي تردد اسمه كثيرا مع ارتباط كثير من سكانه بعدد من العمليات الإرهابية في أوروبا، والعالم، وله تاريخ طويل مع المتطرفين».

ونقلت الشبكة تصريحات لعميل الاستخبارات البلجيكية السابق ومؤسس مركز الاستخبارات الأمنية والاستراتيجية كلاود مونيك، قال فيها: «الفقر والتمييز العنصري يغذي الإرهاب في مولنبيك»، مشيرا إلى أن «السلطات لم تجابه هذا التطرف أو هذه الأيديولوجية وجها لوجه، لقد سمحوا للأشقياء بفعل ما يريدونه».

ويبلغ تعداد سكان بلجيكا نحو 11 مليون نسمة بينهم 6% مسلمون، وعلى الرغم من ذلك فإن تنظيم «الشريعة من أجل بلجيكا» الذي أسسه فؤاد بلقاسم هدد البلاد بأنها ستدفع الثمن إن لم تعلن تحولها لـ «النظام الإسلامي»، وتمكنت السلطات من اعتقال بلقاسم في 2012، باعتباره «محرضا على أعمال الشغب التي وقعت في مولينبيك ردا على اعتقال امرأة منتقبة»، إلا أنه حكم بالسجن لمدة 12 عاما في فبراير/شباط 2015.

فؤاد بلقاسم
فؤاد بلقاسم

وتشن السلطات البلجيكية حملات مداهمة واعتقال متكررة في الحي، وفي كل مرة يتم اعتقال مشتبه بهم في عمليات إرهابية لم تقتصر على بلجيكا وفرنسا فقط، ففي فبراير/شباط 2005 سلّمت بروكسل المتهم الرئيسي في تفجيرات مدريد الإرهابية التي وقعت في 11 مارس/آذار 2004 وأسفرت عن مقتل نحو 191 شخصا وإصابة نحو ألفين آخرين.

كان يوسف بلحاج أو «أبو دجانة»، أحد قاطني حي مولنبيك، معروفا بأنه المتحدث باسم تنظيم «القاعدة» في أوروبا، وحكم عليه القضاء الإسباني بالسجن، إلا أن التحقيقات كشفت عن خلية مكونة من نحو 20 متطرفا كانت تتخذ من الحي مقرا لها للتخطيط لتفجيرات مدريد الدامية، بحسب تقارير رسمية نشرتها الصحف العالمية بعد نحو عامين من التفجيرات.

ولم يقتصر الأمر على الرجال فقط من سكان الحي الفقير، فقد أشارت تقارير شبه رسمية إلى أن 9% من البلجيكيين في صفوف «داعش» من النساء، 14 منهن ينتمين إلى تنظيم «الشريعة من أجل بلجيكا» الذي أسسه بلقاسم في مولنبيك، و18 منهن ينتمين لـ«داعش».

ويعد الحي أحد أهم تكتلات المسلمين في أوروبا، فقد تأسست فيه التجمعات الإسلامية منذ أكثر من 4 عقود، وأغلب سكانه من أصول مغربية وجزائرية، ويتركز فيه 50% من مسلمي بلجيكا، الذين يعانون بدورهم من تفشي الإرهاب والتطرف.

«مولنبيك.. يعود لدائرة الضوء من جديد»، هكذا عنونّت صحيفة «وول ستريت جورنال» تقريرها الرئيسي عن هجمات بروكسل اليوم، الثلاثاء، قائلة إن «الشرطة البلجيكية اعتادت مداهمة أرجاء الحي يوميا، وكالعادة تعثر على إرهابيين، وعلى سبيل المثال فقد عاش فيه 3 من أصل 7 منفذين لتفجيرات باريس الإرهابية الأخيرة».

تأبين ضحايا التفجيرات في بروكسل- رويترز
تأبين ضحايا التفجيرات في بروكسل- رويترز

وأضافت الصحيفة أن تفجيرات المعهد اليهودي التي هزت بروكسل عام 2014 وأودت بحياة 5 على الأقل، كان منفذوها يعيشون في مولنبيك، ونقلت تصريحات لعمدة الحي فرانسوا شيبمانز، قال فيها: «أصبح الحي بؤرة للإرهابيين بسبب سهولة تخفيهم داخله، فغالبية سكانه من شمال إفريقيا».

وتؤشر التحليلات الأولية عقب التفجيرات إلى أن الحي لن يكون الوحيد الذي سيشهد حملة أمنية لتطهيره فقط، بل يشير مراقبون إلى أن موجة معاداة الإسلام والتمييز ضد المسلمين ستتعالى كثيرا في أوروبا، كما كان الحال عقب تفجيرات فرنسا العام الماضي.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]