مونديال 2022.. هل يحقق منتخب فرنسا «المهمة المعجزة» ويحتفظ باللقب؟
لا تخدم حسابات التاريخ منتخب فرنسا المقبل على تحد من نوع خاص، يتمثل في قدرته على تحقيق معجزة الاحتفاظ باللقب للمرة الثانية على التوالي.
تلك المهمة الصعبة وشبه المستحيلة، لم تحدث إلا مرتين فقط، الأولى فعلتها إيطاليا بقيادة جوزيبي مياتسا، والثانية كانت من نصيب منتخب البرازيل ونجمها بيليه.
ذلك التحدي شبه مستحيل يخيف فرنسا الطامحة بالأساس إلى تجنب كارثة خروجها من الدور الأول في مونديال 2002 عقب تتويجها التاريخي الأول عام 1998 على أرضها.
ووفقًا للإحصاءات الأخيرة فإن تمكَّن منتخب فرنسا من تحقيق لقبين عالميين متتاليين يكاد يكون معجزة.
المؤشرات التي ترجح عدم قدرة منتخب الديوك من الفوز باللقب، تستند إلى خروج أبطال العالم في النسخ الثلاث الأخيرة جميعًا من دور المجموعات عندما دافعوا عن لقبهم.
لعنة الأبطال
في عام 2018، خسرت ألمانيا في المباراة الثالثة الأخيرة من دور المجموعات أمام كوريا الجنوبية (صفر-2)، مودعة المونديال الروسي بعد هزيمة في المباراة الافتتاحية أمام المكسيك (صفر-1) وفوز صعب على السويد (2-1) في الجولة الثانية.
قبلها بأربع سنوات، شهد الإسبان عودة مروعة إلى أرض الواقع، بعد أن سيطروا على عالم كرة القدم لسنوات عديدة (كأس أوروبا 2008 و2012 وكأس العالم 2010): ضد هولندا، انهار منتخب إسبانيا، وفقد آماله في تخطي دور المجموعات بخسارة جديدة أمام تشيلي صفر-2.
لم يكن الحال أفضل بالنسبة إلى إيطاليا في عام 2010، وتركت كأس العالم في جنوب إفريقيا خالية الوفاض ومن دور المجموعات بسبب تقدم أغلب لاعبيها في السن.
أمام هذه اللعنة، يفضل مدرب المنتخب الفرنسي ديدييه ديشان الابتسام. وقال مازحا في أيار/مايو الماضي عندما عُرضت هذه الأرقام المتشائمة عليه: “تريدون مساندتي معنويا، أليس كذلك؟”. وأضاف: “أعلم ذلك، من الناحية الإحصائية، الأرقام ليست كثيرًا في مصلحتنا. لكنني لا أعمل استنادًا إلى الإحصائيات. من الواقعي أن الأمر معقد إلى حد ما بالنسبة لحامل اللقب، لأنه المستوى العالي، لأن الخصوم لا ينامون”.
60 عاما من سوء الحظ
بالنسبة للمنتخب الفرنسي، هناك ذكرى أخرى تستدعي الحذر. على قمة العالم عام 1998 وأوروبا عام 2000، خرجت فرنسا بقيادة زين الدين زيدان من الباب الخلفي في مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، بخسارة ثانية أمام الدنمارك (صفر-2) في الجولة الثالثة الأخيرة بعد الأولى في المباراة الافتتاحية أمام السنغال صفر-1، وتعادل سلبي مخيب في الجولة الثانية امام الأوروجواي.
ومن أجل تحقيق الثنائية، يجب أن تُدعى جوزيبي مياتسا، مع إيطاليا في عام 1934 ثم عام 1938، أو بيليه في عامي 1958 و1962، ويظل السؤال بعد ستين عامًا، هل يمكن لكيليان مبابي وأنطوان جريزمان فك النحس؟
