ميدان المنشية .. شاهد على محاولة اغتيال عبدالناصر وخطاب التأميم
القاهرة ـ أحمد مصطفى
ميدان المنشية في مدينة الاسكندرية المصرية المطلة على ساحل البحر المتوسط، يكتسب شهرة كبيرة نظرا لما شهده من أحداث سياسية وتاريخية، كان مسرحا لها وشاهدا عليها.
في بعض المناسبات الوطنية المصرية، وخاصة تلك التي ترتبط بالزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذي حلت في 28 سبتمبر/أيلول الذكرى الثانية والخمسين على رحيله، يستعيد المصريون ذكريات أحداث هذا الميدان الشهير.
من أهم تلك الأحداث، محاولة اغتيال الزعيم الراحل في عام 1954. كما كان الميدان شاهدًا على خطاب تأميم قناة السويس الذي ألقاه عبد الناصر في عام 1956.
يعتبر ميدان المنشية مجمع أديان مصغر، إذ يضم معبد منشة اليهودي الذي أنشئ عام 1860، والكنيسة الإنجليزية، ومسجد الشيخ إبراهيم باشا الذي يعود تاريخ بنائه إلى عام ١٨٢٤م، وهو أقدم معالم الميدان.
عبر سنوات عديدة.. تغير اسم الميدان أكثر من مرة. فتارة عرف بميدان السلاح، حيث كانت الجيوش تستعرض قوتها العسكرية فيه، وتارة أخرى عرف بميدان القناصل نظرًا لتعدد القنصليات والسفارات فيه.
وبالإضافة إلى ذلك، هناك أسماء أخرى كثيرة مر بها الميدان التاريخي العريق، حتى وصل إلى الاسم الحالي (ميدان المنشية).
يضم الميدان النصب التذكاري للجندي البحري المجهول. النصب بنته الجالية الإيطالية بالإسكندرية عام 1933م، لتكريم الخديوي إسماعيل وصنعت له تمثالا يتوسط أعلى النُصُب.
ويحمل النصب تصميما مشابها للنصب التذكاري لفيكتور عمانويل الثاني، الكائن بميدان فينيسيا في العاصمة الإيطالية روما.
وفي عام 1964 أصدر الرئيس جمال عبد الناصر قرارًا بتحويل المكان إلى نصب تذكاري للجندي البحري المجهول. وتم نقل تمثال الخديوي إسماعيل إلى متحف الفنون الجميلة بمحرم بك.
من أشهر معالم الميدان أيضا، تمثال محمد علي باشا الذي تكلف إنشاؤه 200 ألف فرنك قبل 150 عاما. وأقيم الاحتفال بتنصيبه في مكانه الحالي في 19 من ديسمبر عام 1872.
ويتصادف بعد نحو شهرين ونصف من الآن مرور قرن ونصف القرن على ذكرى الاحتفال بتنصيب هذا التمثال..
قصة التمثال يرويها لنا ميسرة محمد، أمين صندوق مؤسسة الثقافة، موضحا أن فكرته من رغبة الخديوي إسماعيل في تخليد ذكرى جده محمد علي، فأرسل إلى مدرسة الفنون في باريس لعمل التمثال، وقام بنحته هنري ألفريد جاكيمارت.
وبعد الانتهاء من عمل التمثال عُرض في شارع الشانزليزيه الشهير بالعاصمة الفرنسية، لمدة أسبوعين، قبل أن يأتي إلى الإسكندرية ويوضع في مكانه الحالي بميدان المنشية.
وعن أصل تسمية الميدان الحالية يقول ميسرة: هناك رواية ترجع الإسم الى نسبته للمعماري فرانشيسكو مانشيني الذي وضع تخطيط الميدان، بينما يوجد رأي آخر، وهو الأرجح، يشتق كلمة “منشية” من كلمة “منشأة” وهو مسمى شائع الاستخدام في محافظات مصرية عديدة
هناك روايات عديدة تتردد حول أحداث تاريخية يشهد عليها الميدان، مثل حادث قصف الإسكندرية عام 1882 بواسطة الأسطول البريطاني ضمن أحداث الثورة العرابية، فضلًا عن كونه أحد رموز ثورة عام 1919.
واليوم.. تعتزم محافظة الإسكندرية تطوير ميدان المنشية للحفاظ عليه وعلى طابعه التاريخي، حيث يعد كل ركن من الميدان شاهدًا على جزء من التاريخ.
وقد أصبح ميدان المنشية وجهة للكثيرين من أهالي المدينة الساحلية ذات الطابع الخاص، والأصيل، وكذلك للقادمين من خارجها للزيارة أو قضاء عطلات الصيف.
ويحرص زوار المدينة على زيارة ميدان المنشية لمشاهدة معالمه السياحية، كما يشترون منه هداياهم واحتياجاتهم، خاصة وأن الميدان محاط بعدة أسواق، تبيع كل ما يحتاجه المثيمون والزائرون.