ميركل تختبر شعبيتها في مواجهة اليمين المتطرف

في تظاهرات حاشدة، حمل بعض المتظاهرين تمثالا كاريكاتوريا اليوم، الأحد، للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تحمل تمثالا للصليب أثقل كاهلها مكتوبٌ عليه «سياسة إنسانية للمهاجرين»، بينما يقف خلفها حاكم بافاريا ورئيس حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي هورست سيهوفر منددا بما تفعله، بينما ظهرت ميركل في كاريكاتير مجسم آخر وهي تقود سفينة ألمانيا في بحر عاصف.

كاريكاتير مجسم للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل - رويترز
كاريكاتير مجسم للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل – رويترز

على عكس ما أثير مسبقا حول انخفاض شعبيتها، أظهرت استطلاعات رأي حديثة ارتفاعا هو الأعلى هذا العام في شعبية ميركل وحزبها «الاتحاد الديمقراطي المسيحي»، قبيل انطلاق الانتخابات المحلية في 3 ولايات اليوم، الأحد.

وكشف استطلاعان كبيران أجرتهما مؤسسة «فورسا» ونشر الأربعاء الماضي، وآخر أجرته مؤسسة إنفراتست لحساب الشبكة الإعلامية (إيه.آر.دي)، نشرت نتائجه أواخر فبراير/شباط الماضي، أن ميركل التي تواجه انتقادات داخلية وخارجية بسبب قضية المهاجرين، ستفوز بـ50% من الأصوات في انتخابات افتراضية، ضد منافسها زيجمار جابرييل من الحزب الديمقراطي الاشتراكي الذي سيحصل على 13%.

وكشف الاستطلاع ثبات نسبة تأييد حزبها، دون تغيير عن أقرب الاستطلاعات، عند 35%، بينما هبطت شعبية الحزب الديمقراطي الاشتراكي، الشريك الأصغر في الحكومة إلى 23%، بينما حصل «البديل من أجل ألمانيا»، ممثل اليمين المتطرف، على 10%.

بحسب التوقعات والاستطلاعات، فمن المرجح أن يتقدم الاتحاد بزعامة ميركل، بينما سيحوز اليمين المتطرف بآداء جيد في الانتخابات المحلية اليوم، الأحد، على مقاعد في الولايات الثلاث، إلا أن هذا السباق الانتخابي لا يمكن التكهن بنتائجه بسهولة، لقوة الأحزاب المشاركة، ويعد مؤشرا كبيرا على شعبية ميركل وحزبها.

وفي حوار صحفي لها في 29 فبراير/شباط الماضي، قالت ميركل دفاعا عن «سياسة الباب المفتوح» التي تنتهجها لاستقبال اللاجئين: «أحيانا أشعر أيضا باليأس، بعض الأمور تسير أبطأ مما يجب، هناك مصالح متضاربة كثيرة في أوروبا، لكن واجبي هو أن أفعل كل ما في وسعي حتى تجد أوروبا وسيلة جماعية».

واستقبلت ألمانيا نحو 1.1 مليون لاجئ خلال العام المنصرم، في أضخم موجة هجرة تشهدها القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، وهو ما ولّد انتقادات وهجوما كبيرا على سياساتها من شتى دول أوروبا وداخليا أيضا.

«من غير الصحيح أن شعبية ميركل تراجعت، لقد أظهرت استطلاعات الرأي عكس ذلك، إنها ترتفع على الرغم من الانتقادات»، هكذا وصف الإعلامي في مؤسسة DW صلاح شرارة ما يحدث لشعبية المستشارة الألمانية، قائلا إن قضية اللاجئين لا ينظر لها المواطن الألماني بشكل عام بصورة متطابقة.

أضاف شرارة في حديث خاص لـ«الغد»: «هناك أحزاب يمكن وصفها بالمغضوب عليها في ألمانيا، على رأسها اليمين المتطرف، الذي لا يلقى شعبية كبيرة بين الألمان، لتصريحاته العنصرية والمثيرة للكراهية، وهو من يظهر بشكل كبير كأحد مناهضي اللجوء ومنتقدي سياسة ميركل، لكن تصريحاته تلك لا تلقى صدى واسعا في المجتمع».

تظاهرات حاشدة لليمين المتطرف المناهض لميركل والمهاجرين - رويترز
تظاهرات حاشدة أمس السبت لمؤيدي اليمين المتطرف المناهض لميركل والمهاجرين – رويترز

وأوضح الإعلامي المصري في ألمانيا أن هناك تحذيرات وتخوفات لا يمكن إنكارها من تزايد أعداد اللاجئين وتأثيرات ذلك على الهوية الاجتماعية والاقتصادية للبلاد إلا أن تخوف المواطن من ازدياد شعبية اليمين المتطرف أكبر، متابعا: «هناك رفض شعبي لخطاب اليمين المتطرف، وهو ما يساعد بشكل كبير على ازدياد شعبية ميركل وحزبها»، مستدركا القول: «ربما لا يمكن التكهن بمدى شعبية البديل من أجل ألمانيا، وعلينا انتظار النتائج الأولية مساء اليوم، الأحد».

واقتصاديا، وعلى الرغم من كل تلك الأزمات، حققت ألمانيا فائضا كبيرا في موازنة 2015 هو الأعلى في تاريخها منذ إعادة توحيدها عام 1990، في الوقت الذي تشير في دراسات وأبحاث اقتصادية ألمانية إلى أن البلاد ستواجه «شبح الشيخوخة» بحلول عام 2065، حيث تزداد الشريحة العمرية فوق 60 عاما وتنخفض نسبة الأيدي العاملة من الشباب، لينخفض تعداد الألمان من 82 مليون نسمة إلى 65 مليونا فقط، وهو ما يهدد نموها الاقتصادي المستقر عند الانتعاش حاليا.

اقرأ أيضا: هل ينقذ المهاجرون ألمانيا من الشيخوخة؟

يقول شرارة إن الإدارة الألمانية تجري حسابات دقيقة لما ستكون عليه البلاد في السنوات المقبلة وعلى المدى الطويل، متابعا: «اللاجئون الذي تستقبلهم برلين الآن فرصة كبيرة بالنسبة لها ولا يمكن لأحد إنكار ذلك، وتعتبر المخاوف الحالية على المجتمع والاقتصاد طبيعية».

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]